تشغل مسألة تركيب الاظافر الصناعية اهتمام كثير من النساء، خاصةً مع انتشار موضة تطويل الاظافر وتزيينها، في حين يبحث بعضهن عن حكمها في الإسلام لتحري الحلال والحرام. وفي هذا الخصوص، التقت مجلة “الجوهرة”، مع الدكتور أحمد التهامي؛ أستاذ الفقه والشريعة، لتوضيح تلك المسألة.
أولًا: تركيب الاظافر لضرورة علاجية:
قال الدكتور أحمد التهامي، في حديث خاص لمجلة “الجوهرة“: “إذا كان تركيب الاظافر بهدف العلاج أو التعويض عن أظافر مفقودة أو تالفة بسبب مرض أو حادث، فلا حرج في ذلك.
فقد أجاز الإسلام اللجوء إلى الوسائل العلاجية المتاحة للتداوي وعلاج الأمراض، حتى وإن كانت تلك الوسائل تتضمن تركيب أجزاء صناعية بديلة للأجزاء التالفة”.
وأشار إلى حديث رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، “روى أبو داود والترمذيّ وغيرهما عن عرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- قال: (أُصِيبَ أنفِي يومَ الكِلابِ في الجاهليّةِ، فاتخذتُ أنفًا من ورِقِ فأنتنَ عليّ، فأمرنِي رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- أن أتّخذ أنفًا من ذهبٍ).
وتابع: لكن لا ينبغي لمن كان ذلك حاله أن يركب أظافر صناعية طويلة أو كبيرة؛ بحيث تغطي مقدمة أصابعه التي لم تكن أظافره الطبيعية تغطيها. فيؤدي إلى منع وصول الماء للجلد وقت الوضوء أو الغسل، وإذا أمكن له تحريكها وإزالتها دون ضرر أو مشقة زائدة عليه وجب عليه ذلك حتى يصح وضوءه.
كما أكد د. “أحمد”، ضرورة ألا يتنافى شكل الأظفار وحجمها مع خصال الفطرة. ويشترط أن تكون مصنوعة من شيء طاهر في أصله.
ويواظب صاحبها على نظافتها ويبقيها طاهرة ومقبولة شكلًا كما هو الحال مع أظافره الحقيقية.
ثانيًا: تركيب الاظافر للزينة:
وأضاف أستاذ الفقة “أما إذا كان الغرض من تركيب الاظافر هو الزينة والتجميل. فإن المسألة فيها خلاف بين العلماء. حيث يرى بعض العلماء جواز تركيب الأظفار للزينة، بشرط أن تكون قصيرة ولا تسبب أي ضرر”.
وأشار إلى أن بعض العلماء أقروا بعدم وجود دليل شرعي يمنع تركيب الاظافر مؤقتًا للزينة، فالأصل في الأمور الإباحة. بشرط أن لا تظهر المرأة هذه الزينة لغير المحارم.
والرأي الآخر حرم تركيب الاظافر للزينة، معتبرين ذلك من تغيير خلق الله، وشبيهًا بالوشم والنمص. كما ورد قوله سبحانه وتعالى في سورة النّساء: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ* وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا* وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).
حكم تطويل الاظافر :
وأشار أستاذ الشريعة والفقة، إلى إجماع جمهور العلماء على كراهة تطويل الأظفار. سواء كانت طبيعية أو صناعية، لما في ذلك من مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أمر بقص الأظفار في حديثه الشريف، حين قال: (عشرٌ من الفِطرةِ: قصُّ الشَّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ. وقصُّ الاظافر ، وغسلُ البراجمِ، ونتفُ الإبطِ، وحلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ، قال زكريَّاءُ: قال مصعبٌ: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمَضةَ، زاد قُتيبةُ: قال وكيعٌ: انتقاصُ الماءِ يعني الاستنجاءَ)،
كما أن تطويل الأظفار يؤدي إلى تراكم الأوساخ والجراثيم، ويسبب الأمراض.
نصائح مهمة:
- يجب على المسلم أن يتحرى الحلال والحرام في كل أموره. ويستشير أهل العلم في الأمور التي يشك فيها.
- على المرأة المسلمة أن تحافظ على حشمتها وعفافها، وتتجنب كل ما يثير الفتنة أو الشهوات.
- يجب على كل مسلم أن يهتم بنظافته الشخصية. ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، في قص الأظفار وغيرها من الأمور المتعلقة بالنظافة.
وفي النهاية، إن تركيب الاظافر الصناعية، مسألة فقهية تتطلب دراسة متأنية وتفصيلية، وعلى كل مسلم تحري الحق فيها، ويتبع ما يراه صوابًا بعد استشارة أهل العلم.