يشعر البعض بالانزعاج الشديد من صوت معين، حتى وإن كان صوتًا مألوفًا، وربما يجد نفسه يتجنب بعض الأشخاص أو الأماكن بسبب أصوات معينة تزعجه بشكل لا يوصف.
قد يكون هذا الأمر أكثر من مجرد تفضيل شخصي، ومؤشرًا على حالة طبية تسمى متلازمة الميسوفونيا.. فما متلازمة الميسوفونيا أو “كراهية الأصوات”؟
ما متلازمة الميسوفونيا؟
متلازمة الميسوفونيا، أو “كراهية الأصوات”، هي اضطراب عصبي يتسبب في ردود فعل سلبية شديدة تجاه أصوات معينة.
هذه الأصوات قد تكون بسيطة مثل صوت المضغ أو التنفس، أو قد تكون أكثر تعقيدًا مثل صوت الأقلام التي تُخدش على الورق.
الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يشعرون بالغضب والانزعاج الشديد، وقد يصل الأمر إلى الهلع والرغبة في الهروب من الموقف، حسب توضيح الدكتور وليد هندي؛ استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”.

الصلة بالوراثة والاضطرابات النفسية
دراسات حديثة، كشفت عن صلة قوية بين متلازمة الميسوفونيا والوراثة. فالأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يشتركون في جينات معينة مع المصابين بالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. هذا يعني أن هناك احتمالًا أكبر للإصابة بالميسوفونيا إذا كان هناك تاريخ عائلي من هذه الاضطرابات.

كيف تؤثر متلازمة الميسوفونيا على الحياة اليومية؟
متلازمة الميسوفونيا، حالة تسبب ردود فعل شديدة وغير متناسبة تجاه أصوات معينة، وهذه الحساسية المفرطة للأصوات يمكن أن تؤثر كثيرًا في حياة الشخص اليومية، وتسبب له الكثير من المعاناة. وتتمثل أبرز التأثيرات في:
- العلاقات الاجتماعية:
- تجنب التجمعات: يميل الأشخاص المصابون بالميسوفونيا إلى تجنب الأماكن المزدحمة والمواقف الاجتماعية التي قد تعرضهم لأصوات مزعجة؛ ما يعزلهم عن الآخرين.
- صعوبة في التواصل: قد يجدون صعوبة في الحفاظ على المحادثات أو العلاقات بسبب الحاجة المستمرة لتجنب بعض الأصوات.
- التوتر والقلق: التفاعلات الاجتماعية يمكن أن تثير القلق والتوتر الشديدين؛ ما يجعل من الصعب الاستمتاع بالوقت مع الآخرين.
- البيئة المهنية:
- صعوبة التركيز: الأصوات المحيطة في بيئة العمل، مثل صوت الكتابة على لوحة المفاتيح أو الهاتف، يمكن أن تجعل التركيز على المهام صعبًا للغاية.
- انخفاض الإنتاجية: قد يؤدي التوتر والانزعاج الناتجان عن الأصوات إلى انخفاض الإنتاجية في العمل.
- الحياة الشخصية:
- اضطرابات النوم: قد يجد المصابون صعوبة في النوم بسبب الحساسية للأصوات، حتى تلك الهادئة جدًا.
- التوتر والاكتئاب: العيش مع الميسوفونيا يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من التوتر والاكتئاب.
- الصحة الجسدية:
- أعراض جسدية: قد يعاني الأشخاص من أعراض جسدية مثل الصداع، آلام المعدة، وزيادة ضربات القلب استجابة للأصوات المزعجة.

العلاج والتأقلم مع متلازمة كراهية الأصوات
لا يوجد علاج شافٍ للميسوفونيا حتى الآن، ولكن هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالميسوفونيا.
- العلاج بالموسيقى: يساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
- العلاج بالأدوية: قد تستخدم بعض الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق والاكتئاب.