خاص| رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل.. أساليب التربية الحديثة مع استشاري صحة نفسية

خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية

الطفولة هي مرحلة حاسمة في حياة الإنسان؛ فهي الأساس الذي تبنى عليه شخصيته وتحدد ملامح مستقبله. ففي عالمنا المتسارع، لم يعد مقبولًا الاعتماد على أساليب تربوية تقليدية بالية؛ بل يجب علينا تبني أساليب تربية حديثة تتناسب مع احتياجات الطفل المتغيرة وتساعده على النمو والازدهار.

أساليب التربية الحديثة

في هذا السياق، يتحدث الدكتور أبراهيم دويدار؛ استشاري الصحة النفسية عن أهم طرق التربية الحديثة فقال: “في البداية لا نستطيع أن ننكر أن العنف تجاه الأطفال هو المسيطر؛ فهو بكل أسف لا زال حاضرًا في العديد من البيوت، وكأنه لغة لا يفهم الطفل سواها”.

وتابع متسائلًا: “هل هذا صحيح؟ هل الضرب والصراخ والإهانة هي الوسيلة المثلى لتقويم سلوك الطفل؟ بالطبع لا! فالعنف لا يولد إلا العنف، ويترك في نفس الطفل جروحًا عميقة يصعب أن تندمل. بدلًا من ذلك، علينا أن نتعلم كيف نتواصل مع أطفالنا بهدوء وحب، وأن نصغي إليهم، وأن نفهم دوافعهم”.

كيف نفتح أبواب الحوار؟

واضاف: “من الضروري فتح باب الحوار؛ فالنقاش الهادئ مع الطفل، والاستماع إلى وجهة نظره، يشعره بأهميته وقيمته. وعندما يرتكب الطفل خطأ ما، علينا أن نناقشه بهدوء، وأن نساعده على فهم خطئه، وأن يشعر بالمسؤولية عن أفعاله. ولكن، هذا لا يعني أن نتهاون في تربيتنا؛ بل يجب أن نضع حدودًا واضحة، وأن نكون حازمين في تطبيقها”.

خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية

 كيف نفعل ذلك دون اللجوء إلى العقاب؟

وتابع استشاري الصحة النفسية: “هنا يأتي دور البدائل الإيجابية؛ فالعقاب ليس هو الحل الوحيد لتعديل سلوك الطفل؛ بل هناك العديد من البدائل التي قد تكون أكثر فعالية. فمثلًا، يمكننا أن نكافئ الطفل على سلوكه الجيد، وأن نستخدم أسلوب “الحرمان” كنوع من العقاب، لكن بطريقة معقولة ومناسبة لسنه. كما أن تجاهل بعض الأخطاء البسيطة قد يكون أحيانًا هو الحل الأمثل”.

كيف نصبح قدوة حسنة لأطفالنا؟

وأكد: “إن الطفل يتعلم منا، يقلدنا في أفعالنا وأقوالنا؛ لذلك، علينا أن نكون حريصين على أن نكون القدوة الحسنة التي يتمنى الطفل أن يقتدي بها. كما أن الحب والتقدير هما أساس التربية السليمة؛ فالطفل الذي يشعر بالحب والأمان يكون أكثر استعدادًا للتعلم والنمو.

وأردف: “كل طفل يولد بقدرات ومواهب خاصة به، وعلينا أن نؤمن بهذه القدرات، وأن نساعد الطفل على اكتشافها وتنميتها. كما يجب أن نمنح الطفل حرية الاختيار في بعض الأمور، وأن نسمح له بالتعبير عن نفسه بطريقته الخاصة”.

وأضاف: “فالطفولة مرحلة لا تعوض، ويجب أن نترك لأطفالنا الفرصة ليعيشوا هذه المرحلة بكل ما فيها من فرح ومرح. دعوهم يلعبون، ويضحكون، ويكتشفون العالم من حولهم”.

أساليب التربية وفقًا لعلم النفس التنموي

وفي سياق متصل، أكدت عالمة النفس؛ ديانا بومريند، بحسب موقع verywellmind أن أساليب التربية تعد من العوامل الحاسمة التي تؤثر كثيرًا على نمو الطفل وتطوره. فقد اهتم علماء النفس التنموي بدراسة هذه الأساليب وتأثيرها على سلوك الأطفال وشخصياتهم في المستقبل.
ونستعرض في هذا المقال أنواع التربية ونصائح للطرق السليمة لتنشئة جيل صحي.
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية

أنماط التربية:

في ستينيات القرن العشرين، قامت عالمة النفس؛ ديانا بومريند بدراسة شاملة لأكثر من 100 طفل في سن ما قبل المدرسة، وحددت ثلاثة أنماط رئيسة للتربية، وتم إضافة نمط رابع لاحقًا. هذه الأنماط هي:

  1. التربية الاستبدادية:

  • الخصائص: يتميز هذا النمط بالقواعد الصارمة والتوقعات العالية من الأطفال، مع قليل من الدعم العاطفي والمرونة. الآباء الاستبداديون لا يقدمون تفسيرات واضحة للقواعد، ويعتمدون على العقاب كوسيلة أساسية لتطبيقها.
  • التأثيرات: قد يؤدي هذا النمط إلى أطفال مطيعين ولكنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس والمبادرة. وقد يكونون أكثر عرضة للقلق والكذب لتجنب العقاب.
  1. التربية السلطوية:

  • الخصائص: يجمع هذا النمط بين وضع القواعد والتوقعات الواضحة مع توفير الدعم العاطفي والاستماع إلى آراء الأطفال. الآباء السلطويون يقدمون تفسيرات للقواعد، ويشجعون الأطفال على التعبير عن أنفسهم.
  • التأثيرات: يعتبر هذا النمط الأمثل، حيث يؤدي إلى أطفال يتمتعون بالثقة بالنفس والاستقلالية والمسؤولية. كما أنهم يتمتعون بمهارات اجتماعية جيدة وقدرة على حل المشكلات.
  1. التربية المتساهلة:

  • الخصائص: يتميز هذا النمط بالمرونة الزائدة والتساهل في تطبيق القواعد. الآباء المتساهلون يتجنبون وضع الحدود، ويسمحون للأطفال باتخاذ قراراتهم بأنفسهم في سن مبكرة.
  • التأثيرات: قد يؤدي هذا النمط إلى أطفال يفتقرون إلى الانضباط الذاتي والمسؤولية. وقد يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات خطرة، ويعانون من ضعف في التحصيل الدراسي.
  1. التربية غير المتورطة:

  • الخصائص: يتميز هذا النمط بالإهمال وعدم الاهتمام بحياة الأطفال. الآباء غير المتورطون لا يقدمون أي دعم أو توجيه، وقد يتجاهلون احتياجات أطفالهم الأساسية.
  • التأثيرات: يعد هذا النمط الأكثر ضررًا. حيث يؤدي إلى أطفال يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية ونفسية. وقد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق والانحراف.
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية

أهمية أساليب التربية:

تؤثر أساليب التربية كثيرًا  على جوانب مختلفة من حياة الطفل، بما في ذلك:

  • التحصيل الدراسي: يرتبط الأسلوب السلطوي بالتحصيل الدراسي الجيد والدافعية للتعلم.
  • الصحة النفسية: يعد الأسلوب السلطوي الأفضل للصحة النفسية للأطفال؛ حيث يقلل من خطر القلق والاكتئاب.
  • العلاقات الاجتماعية: يساعد الأسلوب السلطوي الأطفال على تطوير مهارات اجتماعية جيدة وبناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • السلوك: يرتبط الأسلوب السلطوي بسلوك جيد وانضباط ذاتي. بينما يرتبط الأسلوب المتساهل وغير المتورط بسلوكيات غير مرغوب فيها.

تغيير أسلوب التربية:

إذا كنتِ تدركين أنك تميلي إلى استخدام أسلوب تربية غير فعال، يمكنك اتخاذ خطوات لتغييره. من خلال الاستماع إلى طفلك، ووضع قواعد واضحة، وتقديم الدعم العاطفي، يمكنك أن تصبحين أكثر سلطوية في تعاملك معه.

خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية
خاص |أساليب التربية الحديثة رحلة شاقة لبناء شخصية الطفل..يشرحها لنا استشاري صحة نفسية

وفي الختام، تعدتبر أساليب التربية من العوامل الحاسمة التي تؤثر على نمو الطفل وتطوره. ويجب على الآباء اختيار الأسلوب الأمثل الذي يجمع بين وضع القواعد والتوقعات الواضحة مع توفير الدعم العاطفي والاستماع إلى آراء الأطفال.

الرابط المختصر :