تمكين المرأة السعودية.. نساء حققن خطوات ناجحة
ريانة برناوي
تمثل ريانة برناوي نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية الشابة الطموح. وخير شاهد على نجاح تمكين المرأة السعودية. فبعد مسيرة علمية حافلة بالنجاح، حققت إنجازًا تاريخيًا بكونها أول رائدة فضاء سعودية.
بدأت رحلتها العلمية بحصولها على درجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو بنيوزلندا. ثم واصلت مسيرتها العلمية لتحصل على درجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فيصل بالسعودية.
بينما تخصصت “ريانة” في مجال الخلايا الجذعية والأنسجة، وأجرت الكثير من الأبحاث المهمة في هذا المجال. وقد دفعها شغفها بالعلم واستكشاف المجهول إلى التطوع لبرنامج رواد الفضاء السعودي؛ حيث اختيرت لتمثيل المملكة في مهمة علمية إلى محطة الفضاء الدولية.
وقد انطلقت رحلة ريانة برناوي وعلي القرني إلى الفضاء في مايو 2023؛ حيث قضيا عدة أيام على متن محطة الفضاء الدولية، وأجريا خلال هذه الرحلة الكثير من التجارب العلمية المتنوعة، التي تهدف إلى دراسة تأثيرات بيئة الفضاء على جسم الإنسان، وتطوير تقنيات جديدة في مجالات مختلفة.
علاوة على ذلك، يمثل إنجاز ريانة برناوي نقلة نوعية في مسيرة المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030؛ حيث يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للعلوم والابتكار.
كما أن رحلتها إلى الفضاء تسهم في إلهام الأجيال الشابة. وتشجيعهم على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ ما يسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
ديمة اليحيى
منذ نعومة أظفارها، أظهرت ديمة اليحيى شغفًا بالتقنية تجاوز حدود الهواية، ليتحول إلى شغلة شاغلة حياتها. بدأت رحلتها في عالم البرمجة والابتكار، لتصل إلى قمة المجد كأول رئيسة لمنظمة التعاون الرقمي. وهي المنظمة التي تجمع نخبة من الدول العربية والآسيوية لتطوير القطاع الرقمي.
بينما حازت “ديمة” على الكثير من الشهادات العلمية التي صقلت موهبتها، فبعد حصولها على بكالوريوس علوم الحاسب من جامعة الملك سعود، واصلت دراستها العليا في مجال تطوير الأعمال والذكاء المالي. ما أمدها بالمهارات والمعرفة اللازمتين لتولي المناصب القيادية.
لم تقتصر مساهمة “ديمة” على الجانب الأكاديمي فحسب. بل امتدت لتشمل العمل الميداني. فقد شغلت الكثير من المناصب القيادية في شركات عالمية كبرى، مثل: مايكروسوفت. وأسهمت في تطوير الكثير من المبادرات، التي تهدف إلى تمكين المرأة السعودية في مجال التكنولوجيا.
كما تتميز “ديمة” برؤية مستقبلية واضحة. فهي تؤمن بقدرة التكنولوجيا على تغيير العالم وتحسين حياة الناس. وقد عملت جاهدة لتحقيق هذه الرؤية عبر المشاركة في الكثير من المجالس واللجان المتخصصة بمجال التكنولوجيا والابتكار.
وتعد ديمة اليحيى قدوة للمرأة العربية الطموح. فقد أثبتت أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في المجالات التي يهيمن عليها الرجال. ورسالتها واضحة: “لا حدود لطموحات المرأة، فبالمثابرة والعزيمة يمكن تحقيق أي هدف”.
رانيا الهُذلي
بعد رحلة استمرت سبع سنوات في الولايات المتحدة، عادت رانيا الهذلي إلى وطنها حاملة معها خبرات واسعة في مجال التكنولوجيا. كانت تلك السنوات استثمار في المستقبل؛ حيث غاصت في عمق العلوم التقنية، واكتسبت المعرفة التي ستمكنها من أن تكون أحد رواد التحول الرقمي في السعودية.
عند عودتها، وجدت “رانيا” أن السعودية تشهد نهضة تكنولوجية هائلة، فأسست “أكاديمية طويق” التي أصبحت اليوم منارة للشباب السعودي الطموح. بينما تعمل الأكاديمية على تدريب وتأهيل الشباب السعودي في مختلف المجالات التقنية؛ حيث تمكنت حتى الآن من تدريب 320 طالبًا. ويجري حاليًّا تدريب 600 طالب آخرين، 60% منهم إناث.
تؤكد رانيا الهذلي أن التطور التكنولوجي في السعودية يتسارع على نحو متزايد. وأن هناك إرادة حقيقية لتحقيق التحول الرقمي. وهذا ما دفعها إلى تأسيس “أكاديمية طويق”، التي تسعى إلى تزويد الشباب بالمهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة في هذا التحول.
كما تعد “رانيا” أن التعليم والتدريب هما الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد رقمي مزدهر. وأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل. ورسالتها واضحة: “يجب أن نؤمن بقدرات الشباب السعودي، وأن نوفر لهم البيئة المناسبة للإبداع والابتكار”.
مشاعل الشميمري
نشأت مشاعل الشميمري في قلب الصحراء السعودية؛ حيث كانت النجوم تسحر خيالها وتدفعها إلى أحلام تتجاوز حدود الكوكب. هذا الشغف بالفضاء حفزها على اختيار مسار غير تقليدي، فبدأت رحلة علمية مكثفة قادت بها إلى العالمية.
اليوم، تُعرف مشاعل الشميمري كواحدة من أبرز مهندسات الصواريخ والمراكب الفضائية في العالم العربي. فبعد حصولها على عدة شهادات علمية متقدمة في مجال الهندسة، تخصصت في ديناميكا الهواء وتصميم الصواريخ، وأسست شركتها الخاصة “مشاعل أيروسبيس” لتحقيق حلمها ببناء صواريخها الخاصة.
لم تقتصر إنجازات “مشاعل” على الجانب الأكاديمي فقط، بل امتدت إلى المجال العملي. فقد عملت في شركات عالمية رائدة بمجال الصواريخ، وأسهمت في الكثير من المشاريع البحثية والتطويرية. كما أن لها دورًا نشطًا في نشر المعرفة وتشجيع الشباب على دخول مجال العلوم والتكنولوجيا.
تمثل مشاعل الشميمري قدوة ملهمة للشباب العربي، خاصة الفتيات، فهي دليل على أن الطموح والإصرار يمكن أن يحقق المستحيل. قصة نجاحها تلهم الأجيال القادمة وتشجعهم على تحقيق أحلامهم، مهما كانت كبيرة أو مستحيلة.
أسرار دمدم
أسرار دمدم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Uvera”، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتهدف إلى إطالة العمر الافتراضي للأغذية الطازجة دون استخدام المواد الكيميائية، وهو إنجاز يدعم الهدف المعترف به عالميًّا المتمثل في خفض خسائر الغذاء وهدره إلى النصف بحلول عام 2030.
تجمع تقنية المطبخ المحمولة الخاصة بها “أورورا”، بين ضوء الأشعة فوق البنفسجية-C والإغلاق المفرغ من الهواء لزيادة العمر الافتراضي للسلع القابلة للتلف في المنازل. فاز جهاز الذكاء الاصطناعي للأشياء (AIoT) بجائزة CES Innovation لعام 2023، والآن تعمل الشركة على جمع 3 ملايين دولار من التمويل.
حصلت “أسرار” على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والحاسوب من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية؛ حيث ركزت أبحاثها على إنترنت الغذاء. ونالت جائزة لوريال – اليونسكو للمواهب الشابة في العلوم بالشرق الأوسط نوفمبر 2020، وظهرت في قائمة فوربس الشرق الأوسط 2021، لأفضل 30 شخصية تحت سن 30.
شهد جفري
شهد جفري مؤسسة شركة “Taffi” التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتغيير طريقة تسوق الأشخاص من خلال مستشارة الذكاء الاصطناعي “أميرا”، وهي مصممة أزياء افتراضية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
بدأت “شهد” مسيرتها المهنية في تخصص التمويل والأعمال الدولية، ثم شغلت عدة مناصب في الشركات. وبينما كانت تحزم أمتعتها لزيارة عائلتها في هاواي، اكتشفت فجوة في السوق، فيما يتعلق بخدمة التصميم التعاوني، ومن هنا جاءت فكرة “تافي”.
لا يمنح مستشار الذكاء الاصطناعي تجار التجزئة والمتسوقين خيارات ملابس مخصصة فحسب، بل إنه يمكّن النساء في جميع أنحاء الشرق الأوسط من العمل خلال هواتفهن كمصممات أزياء. وواصلت “تافي” تحقيق نمو بنسبة 110% شهرًا بعد شهر، وتسعى “شهد” إلى تسريع النمو على نحو أكبر.