لا تعد جبال أجا وسلمى في منطقة حائل مجرد معالم جيولوجية شاهقة. بل لوحات طبيعية حيّة تُجسّد الجمال البري للمملكة العربية السعودية. وتروي حكاية تنوعها البيئي الآسر.
في حين تنبثق هذه القمم الغرانيتية العتيقة من هضبة نجد. وتشكّل خلفية درامية مهيبة لعشاق الترحال والمغامرة والهدوء على حد سواء.
جبل أجا، الأعلى في هضبة نجد، يبلغ ارتفاعه 1544 مترًا فوق سطح البحر. فيما يقف جبل سلمى المجاور شامخًا على ارتفاع 1430 مترًا.
جبال أجا وسلمى والسياحة المستدامة في المملكة
ووفقًا لسعودي جازيت تسيطر هذه السلاسل الجبلية التوأم على الجزء الغربي من منطقة حائل. مانحة زوارها إطلالات بانورامية وتضاريس متنوعة، إلى جانب كونها ملاذًا للنباتات النادرة والواحات المطرية والحياة الفطرية المتنوعة.
وما يُميزها هو ذلك التوازن الساحر بين وعورة التضاريس والخضرة التي تنبثق من أعماق الصخور. مع تساقط الأمطار الموسمية. حيث تتفتح الأعشاب، وتغطى الأودية بضباب ناعم، وتتفجر الينابيع، فتتحول الجبال إلى جنات طبيعية مفعمة بالحياة.
كذلك تعتبر هذه الجبال مركزًا للسياحة البيئية والمغامرات الخارجية. إذ تستقطب على مدار العام متسلقي الجبال، والمخيمين، ومحبي الاستكشاف. الذين يأتون من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج، ليتنقلوا بين دروبها الوعرة وزواياها الهادئة.
بينما تتخلل المنطقة شبكة من الأودية المحاطة بالكثبان الرملية والتكوينات الصخرية. وتزدهر هذه المناظر في أشهر الشتاء والربيع، فتكسو الخضرة السفوح. وتتناثر الأزهار البرية، لتضفي ألوانًا زاهية على خلفية الجبال.
علاوة على ذلك مع احتضانها من الشمال والغرب لرمال صحراء النفود الكبرى تشكل جبال أجا وسلمى مشهدًا بصريًا فريدًا يجمع بين صلابة الصخور ونعومة الرمال.
كما تنتشر في أرجاء المنطقة الآبار السطحية وأحزمة النباتات الكثيفة. ما يجعلها مناطق بيئية ثرية رغم طوقها الصحراوي.
بينما في ظل التوجه المتزايد نحو السياحة المستدامة في المملكة. تبقى جبال أجا وسلمى شاهدًا على التنوع البيئي في حائل، ومقصدًا يجمع بين السكينة، والتحدي، والدهشة، لمن يبحثون عن الجانب غير المتوقع من السعودية.