ثقافة الطفل في زمن التكنولوجيا.. بين الحفاظ على الهوية ومواجهة الغزو الثقافي

الطفولة أهم مراحل تكوين الإنسان، لذا وجب الاهتمام بها كثيراً، حيث نشأ الطفل واكتسب العادات والتقاليد والسلوك التي لاحظها في مجتمعه. ومال لأنماط سلوك متغيرة حسب تغير العالم من حوله خاصة في الوقت الحاضر. حيث الوسائل الحديثة والتكنولوجيا المتطورة والتي تتاح بين أيدي الأطفال منذ الصغر.
هنا نطرح على أنفسنا الكثير من التساؤلات التي ترتبط بتنشئة الطفل قد يكون من أهمها وأكثرها إثارة: كيف ننشئ أطفالنا بمشروع ثقافي قادر على أن يحافظ على عاداتنا وتقاليدنا؟ وكيف نحصن أطفالنا في مواجهة المتغيرات التي يمر بها العالم الآن؟

الأطفال من مجتمعات مختلفة

لقد أقر الدين الإسلامي مواثيق وحقوقاً للطفل، وكذلك المنظمات الدولية والقوانين المختلفة في شتى أرجاء العالم. وكان من أهمها الثقافة التي يستمد الطفل هويته منها.

وبما أن الأطفال لا يمثلون مجتمعات متجانسة في شتى بقاع العالم فهم يختلفون باختلاف البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه. وتتعدد ثقافتهم لتتوافق مع خصائص هذه المجتمعات.

ولكن في ظل العالم الصغير الآن بقدراته التكنولوجية والتي سهلت عمليات التواصل بين البشر. ويسرت المعلومات للجميع بكبسة زر واحدة وكأنك في قرية صغيرة، فقد ارتبطت وسائل التواصل بالطفل مباشرة، وأصبح لها القدرة على التأثير في ثقافته وبناء شخصيته.

الطفل في عصر الاتصال والتواصل

مهما تنوعت الثقافة واختلفت معانيها فإنها ليست سوى نتاج اجتماعي، وهي تتأثر بالمحيط، وتتغير في بعض الأحيان حسب تغير المجتمع. وبما أن عملية التثقيف لا تتوقف عند مرحلة معينة لأنها في تواصل دائم مع كل المراحل العمرية للطفل. وهي اللبنة الأولى في بناء شخصية الطفل، بل وبناء الإنسان مستقبلاً.

فقد وجب على الجميع أن يقف وقفة جادة، حينما يقدم على عمل للطفل عبر مختلف الطرق مثل البرامج التعليمية. من خلال المدارس وطرق التدريس المختلفة والتي تساعده على التفكير والحوار والتعرف إلى التكنولوجيا الحديثة والمتطورة. حتى يستطيع مجابهة ما يلاقيه من أدوات تساعده على الخيال والتخيل من أجل بناء مستقبل يتساوى مع أقرانه في المجتمعات المتقدمة.

والتي أصبحت فيها وتيرة التقدم العلمي والتقني كبيرة جداً بما لديها من تكنولوجيا متقدمة تعامل معها الطفل فأصبحت جزءاً من ذاته. وذلك من خلال سرعة الاتصال والتواصل.

والآن في مجتمعاتنا العربية لا يخلو منزل من عدة أجهزة تواصل واتصال لذلك وجب علينا التعامل معها والموازنة بينها وبين ثقافة أطفالنا. بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا لصقله بصبغة ثقافية يستطيع من خلالها أن يتفاعل مع المجتمعات الأخرى مع الاحتفاظ بهويته.

التكنولوجيا بين السلبيات والإيجابيات

ورغم كل الدراسات في هذا المجال، نلاحظ الكثير من الآباء والأمهات يقف عاجزاً أمام رغبات الأطفال في كثير من الأوقات. غير قادر على التحكم فيما يتعرف إليه الطفل من هذه الأجهزة. التي يمكن أن تمثل الخطر الأكبر على ثقافة الطفل والانحراف في أحوال كثيرة رغم فوائدها المختلفة.

وعلى الرغم من هاوية الاختلاف الكبيرة بين من يؤيد ويعارض التعامل مع الأجهزة الحديثة. فإن الكثير من المربين يرون أنها تصرف الطفل عن الثقافة واكتشافه للمعرفة. وأن لها دوراً سلبياً على ثقافة ومعلومات الطفل.

في حين أن ثقافة الطفل وتنشئته تبدأ من الأسرة بالمقام الأول مع اشتراك المدرسة وهنا يكونان هما عصب الحياة في بناء المجتمع والإسهام في تقديم الجوانب الفكرية الغنية للطفل.

واستخدام الأجهزة استخداماً علمياً ثقافياً سليماً، يعين الصغار على أن يتعلم من بداية التكوين الحروف والنطق السليم عن طريق الرسم وسماع الأصوات على هذه الأجهزة،. وبذلك نكون قد حققنا الجزء المفيد للأجهزة منذ بداية التعرف إليها.

لقد أحدثت التكنولوجيا تطوراً كبيراً في حياتنا، وساهمت في إيجاد تنوع كبير فيما يقدم للطفل من آداب وثقافات مختلفة. كانت مقتصرة في الماضي على الكتاب وحده.

والآن تعددت هذه الجوانب وأحدثت ثراء فكرياً وثقافياً في تكوين فضاء إلكتروني وخيال واسع وطرق متعددة محببة للأطفال. وتغير تعاطي الطفل لمفهوم القراءة والاطلاع من خلال المعرفة الكبيرة لهذا التنوع الثقافي والحضاري الكبير. لا بد أن تتسع دائرة المعرفة لتتضمن دراسات وأساليب كثيرة تهتم بثقافة وأدب الطفل منذ الصغر. حتى يواجه الغزو الثقافي الذي يتمتع بالإثارة والجاذبية مما يجعل الطفل يتهافت عليه.

الرابط المختصر :