تعدد اللغات عند الأطفال … مصدر غنى وانفتاح

كل ما ينتظره أطفالنا من الحياة هو أن تعلمهم دروسها وتغدق عليهم تجاربها. وهم مستعدون لتلقي كل ما تقذفه اتجاههم الأيام. لكن لا بد لهم من التسلح بسلاح المعرفة والثقافة لمجابهة الصعاب التي تعترضهم والمجاراة التطور. لذا من الضروري أن نغرس منذ نعومة أظافر أولادنا التعلم وحب الإطلاع والمعرفة. وأيضا تلقينهم اللغات التي من شأنها أن تثري قاموسهم اللغوي منذ صغرهم.

يرغب غالبية الأهل بتعليم طفلهم لغة أجنبية فدائما ما يبحثون عن طرق مفيدة تجعله يحفظ أكبر عدد من الكلمات منذ الصغر وهذا لأن للطفل قدرة كبيرة على استيعاب اللغات وحفظها في طفولته لذا فعلى العائلات الاستفادة من ذلك منذ صغر أطفالهم لكي يستطيع هؤلاء إتقان اللغات التي يريدون خاصة ونحن في عصر التطور وتعدد اللغات.

على الأولياء تعليم أطفالهم اللغة الأجنبية منذ السنوات الأولى

إن محاولة تعليم الطفل أن يتكلم بأكثر من لغة منذ طفولته أمر بالغ الأهمية وتتداخل فيه عوامل عدة من شأنها أن تساهم في اكتساب اللغة منها النضج الدماغي والفكري عند الطفل والبيئة الثقافية والكلامية التي تحيط به. والسن التي بدأ فيها بتعلم أكثر من لغة، وكثافة استخدام اللغة وسواها من المعطيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار. فالطفل يخزن المعلومات التي تصل إليه ليعيد استعمالها وفق الحاجة في اللغة التي سمعها بها ويعمد الطفل إلى استخدام اللغة المتداولة في مجتمعه وبيئته والتي يشعر أنها الأكثر استعمالا وانتشارا في محيطه كونها اللغة التي يستعملها في حياته اليومية فتكرار الكلام بلغة ما يحفز الطفل على استعمالها، ويشجع على تعلمها والتخاطب بها وينمي استخدام مفرداته. فتنتشر في المجتمعات ويتم التداول بها أكثر فأكثر.

أهمية تعليم اللغة الأجنبية للطفل تعدد اللغات من شأنه أن يخدم الطفل من ناحية أنها تسمح له بأن يكون منفتحا أكثر ومرتاحا إلى التعبير بأكثر من لغة ومن وسيلة كما يسمح ذلك بتنشيط التحاور والتخاطب مع الآخرين، وبالتعبير عن الذات. وبالحصول على شتى المعلومات بما أننا نعيش في جو تخترقه الحضارات من كل حدب وصوب. لا بد من أن يكون الطفل على دراية بما يجري حوله، وأن يستطيع التأقلم مع اللغات الغريبة التي تنقل المعلومات عبر الإعلام على اختلاف وسائله. وعندما يتقن الطفل أكثر من لغة يستطيع أن يجاري العصر وأن يحقق مآربه ويحصل على التنوع في الأخبار والترفيه.

كما أن تعدد اللغات عند الطفل يفتح له بابا واسعا للتقرب من الغير ويعطيه مجالا للتعبير بحرية ووعي عن حاجاته ورغباته للجميع.

النقاط التي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء بداية تعليم طفلك اللغة الأجنبية

قدرة طفلك اللغوية

فالأطفال ممن يتمتعون بنمو لغوي قوي يمكنهم تعلم أكثر من لغة منذ طفولتهم المبكرة. لذا فعلى آبائهم اغتنام هذه الفرصة ليتعلم الطفل لغات متعددة. وهنا لابد من التأكد من نمو ابنك اللغوي نموا سليما بل متقدما.

مستوى تدريس اللغة الأجنبية في المدرسة

من المهم أن تقفي على مستوى تدريس اللغة الأجنبية في المدارس التي تدرس باللغة الأم: ما مستوى تدريس اللغات الأجنبية بها؟ كيف هي كفاءة معلمي اللغات بها؟ مدى توفر طرق التدريس الفعالة للغات ومدى إتاحة وقت وجهد حقيقي لإتقان الأطفال للغات المختلفة؟ وقدرتك كأسرة على تكثيف تعليم اللغات الأجنبية جنبا إلى جنب مع المدرسة.

مستوى إجادة الأسرة للغة الأجنبية

إن مستوى التدريس بالمدارس بشكل عام يزيد من أهمية دعم الأهل لأطفالهم تعليميا وتعليم الأطفال بلغة أجنبية يستلزم إتقان أحد الوالدين لهذه اللغة. فعدم معرفتهم بها تجعلهم غير قادرين على مساعدة أطفالهم ودعمهم بالإضاف إلى أهمية أن يكون للوالدين سعة في الوقت والجهد المساعدة أولادهم. خاصة وأن التعلم باللغة الأجنبية يتطلب من المتعلم قراءة حرة بهذه اللغة.

مستوى اهتمام الأسرة باللغة الأم

إذا اخترنا تعليم أولادنا بلغة أجنبية، فلابد أن تركز تركيزا شديدا على إتقان العربية. فاللغة وعاء الفكر فلابد أن ننتبه انتباها شديدا لكثرة الاطلاع والقراءة والحوار باللغة الأم جنبا إلى جنب مع اللغة الأجنبية.

تعرفي على طرق تسهل عليك تعليم طفلك اللغة الأجنبية

الحوار والتواصل يؤكد غالبية علماء النفس بأن الحوار والتواصل مع طفلك الصغير هو مهم وأساسي جدا ولا تستخفي به أبدا. ظنا منك أنه طفل صغير ولن يفهم الكثير بل على العكس فالطفل يسجل كل كلماتك وحركاتك في مخزونه اللغوي.

إقرأي له القصص من لغات مختلفة : إن سماع القصص يغذي مخيلة طفلك ويجعله يسمع الكلمات ويرددها. فيحسن أن يربط الكلمات بالأشياء التي يراها.

غني له أغنية أو أسمعيه أغنية عند النوم: من لغات مختلفة أنت تختارينها بحسب اللغة التي ترغبين تعليمه إياها. أشيري له إلى الأشياء عبر تسميتها باللغة الأجنبية ودعيه يرددها من بعدك كي يحفظها واسأليه عنها باستمرار.

 

سلبيات تعدد اللغات لدى الأطفال الصغار

إن تعدد اللغات قد يشكل في بعض الأحيان حجر عثرة ويكون عقبة عند الأطفال الذين ينمو لغة معينة على حساب اللغة الأم. فمع تزايد عدد المعلومات بغزارة عبر لغة معينة لا يعود في استطاعة الذاكرة تخزين كم هائل من المعطيات في أكثر من لغة. فتنمو واحد وتقوى فيما تتوقف الأخرى ويخف استعمالها، كما أن تداخل اللغات بعضها مع بعض يمكن أن يسبب حالات من الضياع والصعوبة في التعبير وتركيب الجمل. فلا يستطيع الطفل استيعاب ما يزيد عن طاقته الطبيعية. وعند تدفق المعلومات المكثفة قد يؤدي هذا إلى تشويش الولد فلا يعود قادرا على التمييز باختلاف اللغات. ويضيع بالتالي في محاولة التعبير والتكلم بطريقة سليمة بلغة معينة.

الرابط المختصر :