لبيوت الطين بمنطقة نجران مكانة خاصة عند أهالي المنطقة. لما تحمله من ذكريات ماضيهم وماضي آبائهم وأجدادهم.
ما دفع مُلاكها إلى العمل على ترميمها بين فترةٍ وأخرى. وذلك للحفاظ على هويتها التراثية التي أصبحت أيقونة خاصة بالمنطقة، ومعلمًا من معالمها التراثية التي تزخر بها. كما وثقت عدسة وكالة الأنباء السعودية “واس”.
بيوت الطين بنجران
وعلى مرّ العصور التي مرت بها منطقة نجران، وقفت بيوت الطين برونقها وأصالتها وفنها وهندستها المعمارية الفريدة شامخة لم يغيرها الزمن، لتحكي للجيل الحالي حكاية الماضي الجميل الذي عاشه الأجداد قديمًا.
وكفاحهم في بناء البيت النجراني القديم، ليكون رمزًا متأصلًا وثابتًا على مرّ السنين.
كما تحظى بيوت الطين باهتمام بالغ من قبل أهالي منطقة نجران. إيمانًا بأهمية الحفاظ على التراث. وحرصهم على ترميم هذه البيوت لتبقى صامدة وشاهدة في نفس الوقت على إتقان وحرفية الأهالي قديمًا.
العمارة النجرانية
ومدى براعتهم في بناء العمارة النجرانية القديمة التي ما زالت منتشرة في عددٍ من أحياء مدينة نجران ومحافظات المنطقة.
وتمرّ عملية ترميم بيوت الطين بعدة مراحل بدءًا من العوامل الأساسية مثل: الحجر والطين والأخشاب، إذ تتم عملية البناء بوضع الأساس المسمى “بالوثر”، وهو من الحجارة والطين.
ثم يبدأ بوضع المدماك الأول، ويقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء.
وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية “الصماخ” وهو لياسة السقف من الأسفل بالطين، فيما يكون ترميم السقف من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل والسدر.
طرق البناء
كما تمتاز البيوت الطينية بنجران التي توجد في أكثر من 40 قرية. بتصاميم معمارية فريدة شكلت مع النخيل والمزارع المحيطة مناظر في غاية الجمال والروعة.
إذ تحتضن القرى التراثية العديد من قصور الطين والمباني المختلفة في المسميات وطرق البناء. وتقف بيوت الطين مع النخيل في رحاب المزارع العتيقة في مشهد من التوافق والانسجام.
لتعبر عن القيم التراثية والجمالية للعمارة النجرانية، مملوءة بالقصص الجمالية وصور الفن المعماري الموروث والمستمد من طبيعة الأرض في تناغم يأسر الألباب، لتشكل عاملًا مهمًا وجاذبًا لهواة الاستمتاع بتفاصيل المناظر والتأمل.
وتتخذ بيوت الطين بنجران العديد من الأشكال منها: الشكل المستطيل بارتفاع شاهق، والشكل الرأسي المستقيم الذي لا تتخلله انكسارات.
ويتكون من مجموعة من الأدوار تصل أحيانًا إلى ثمانية وتسعة أدوار. كذلك تفردها بالعديد من الإضافات من ناحية جمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه.
إذ تجهز بعض الغرف بما يسمى «الدكة». وهي خاصة بكبار السن، ويخصص جزءًا من جدارها لما يسمى «الكوة» وهو ركن لوضع الكتب أو المصابيح.
كما يعمل في طرف الغرفة ما يسمى «الصفيف» لوضع الأكل فوقه ولحماية البيت من الملوحة الأرضية والمياه، ويرصف بالحجارة والطين من الخارج على شكل حذوة لتجميله فيما يسمى «المداميك».