تدريب الطفل على التفكير.. أساليب عملية لفهم الشخصية وتنمية الوعي

تدريب الطفل على التفكير
تدريب الطفل على التفكير

تدريب الطفل على التفكير السليم، يعتبر من أهم التحديات التي تواجه الآباء. أثناء رحلة تربية الأبناء. خاصة أن الطفل إذ ترك لنفسه فإن تصرفاته يصعب التنبؤ بها. إذ من الصعب توقع تصرفات الطفل تجاه جميع المواقف الجديدة في بداية حياته.

كما أنه ليس من اليسير معرفة طبيعة ردود فعل الطفل تجاه كل الأحداث التي تمر أمامه. ما عدا المواقف المتكررة التي سيتعامل معها تبعا للتعود وتبعا للبيئة التي عاش وتربى فيها.

كتبت صبحة بغورة

بينما يمكن لكل أم أن تبدأ في استغلال ما اختزنه الطفل في عقله، على مدى السنوات الأربع الأولى من عمره. فإنه يكون قد أصبح يمكنه الكلام والتعبير بوضوح عن نفسه. لذا فالموضوع هو كيفية تدريب الطفل على التفكير، ولكن يجدر أولا التعرف على أسلوب تفكيره ومدى صوابه،

الخطوة الأولى في تدريب الطفل على التفكير

الخطوة الأولى في تدريب الطفل على التفكير، هي امتحان قدرته على التصرف. من خلال عدم تقديم الأم كل ما يريده أو يطلبه له بسهولة. وإنما تضع أشياءه الخاصة في غير أماكنها التي يعرفها واعتاد عليها، ثم تلاحظ تصرفه عندما لا يجدها.

ويجب بعد ذلك مراقبة هل سيبحث الطفل عن أشيائه بمفرده، أم سيسأل الأم عنها مباشرة، ليوفر على نفسه العناء؟ وهل سيطلب منها أن تشاركه في البحث، أم سيغضب ويبكي ويصرخ لاختفائها. بدلا من البحث عنها؟ ثم هل بعد أن يجدها سيضعها بعد ذلك في مكانها السابق؟ أم سيرضى عن المكان الجديد؟يمكن من خلال طبيعة تصرفات الطفل أن تعرف الأم كيف يفكر طفلها،وهل هو شخص هادئ، ذكي، أو عصبي وعنيف وعنيد.. أم كسول.

الأسرة أول مصدر لتشكيل تفكير الطفل وسلوكه

الأسرة هي المحيط الأول والقريب من الطفل الذي يتعلم فيها كيف يتصرف لأنه سيقلد ما يراه يوميا في أسرته لذلك فالأبوان أول الأشخاص الذين يمكنهم تشكيل شخصية الطفل والتأثير عليه، فهو سيتصرف تماما بنفس أسلوب أمه في موقف معين، كطريقة تناول الطعام وطريقة الكلام. وكيفية السير والجلوس إنه مرآة والديه، وبنفس النهج سيتبع أسلوب المناقشة للأمور،والتعبير عن حالات الغضب والعصبية، وأيضا الهدوء في الحديث وعند الاختلاف ومن هنا وجب على الوالدين أن يكونا قدوة بمراقبة تصرفاتهما لتعليم طفلهما السلوك الحسن من خلال محاولة اقتباسه منهما.

تأثر الطفل بشخصية أحد والديه

وفي سياق متصل معروف أن الطفل عادة يتأثر بشخصية أحد والديه سواء الأب أو الأم، فيكتسب بعض الصفات منهما ويمزجها بأسلوبه وشخصيته، وهنا تبدأ شخصيته تتبلور بشكل محدد، ويمكن أن يخطئ كثيرا ويتصرف على نحو لا يرضي والديه، وقد يتشبث برأيه في العديد من المواقف، بل وسيطلب منهما أن يلبيا طلباته الكثيرة،المهم أن لا تسمح الأم لشخصية الطفل أن تطغى على كلامها وتوجيهاتها أو أوامرها، لابد أن تكون الأم صاحبة الكلمة خاصة بالنسبة للأمور التي ترى أنها قد تضره نظرا لعدم تجربته في الحياة، ولابد أن تتأكد أنه يحترم كلامها ويلتزم بتوجيهاتها.

التعاطف مع الطفل وفهم تصرفاته

نصيحة الخبراء إلى كل أم لمساعدتها على فهم طفلها أن أسلم طريقة لتوجيه الطفل هي أن تضع نفسها مكانه وأن تفكر بنفس أسلوبه الطفولي في كل موقف، فعندما يبكي متشبثا بوالدته كلما ابتعدت عنه فليس من اللائق زجره وتعنيفه، أو الخروج من المنزل مثلا خلسة، بل أن تفكر في أن تصرفه هذا يدل على أحد الأمرين، أنه يحبها ولا يطيق ابتعادها عنه ويحب أن يكون معها، أو أنه يحب الخروج لأن ذلك مقترن بارتدائه الملابس التي يحبها، وأنه سيركب السيارة أو الحافلة وسيشاهد الناس والشوارع والمحلات.

ومن المفيد أن تشرح له طبيعة المكان المقصود وواجب الانضباط في السلوك، وتحدثه عن ما ستفعله، وإفهامه أنهم ليسوا في نزهة، قد لا يستوعب الطفل كل الكلام وسيظل يبكي، ولكنه سيفهم ويألف الأمرفي المرات التالية وستجدينه يفرح عند ذهاب أمه مثلا إلى العمل خاصة إذا كان يتوقع منها هدية عند عودتها، وبالتدريج لن يحتاج إلى الهدايا وسيعتاد كل هذه الأمور.

فضول الطفل وضرورة التعامل الواعي مع أسئلته

يتفق كل والدين على أنهما قد لاحظا في سن معينه أن طفلهما كبر فجأة، أو هكذا تراءى لهما، وأنه يطرح عليهما أسئلة كثيرة ومتنوعة بعضها لم يكن متوقعا منه تماما، كما أنه أصبح ثرثارا، يتكلم كثيرا ويناقش مثل الكبار وينمو في داخله فضول كبير ويحب أن يعرف كل شيء حتى ولو كان غير مناسب لطفل في مثل عمره، المفروض هنا أن لا يتهرب الوالدان من الإجابة على أسئلته ولا يستهينوا بعقله، أو يتجاهلوا سؤاله ويمكن إخباره بكل ما يريد معرفته بأسلوب بسيط ومقنع حسب مستوى قبوله ومقدار فهمه.

تنمية التفكير عبر المشاركة المنزلية

من المفيد جدا أن تتيح الأم المجال أمام طفلها ليبدي اهتمامه بشؤون البيت وأن تدعه يشاركها التفكير في حل مشكلة منزلية معينةعلى أن تكون مشكلة بسيطة فذلك يشعره بأهميته في أسرته والأهم بضرورة أن يفكر، يجب أن تفتح له المجال للتعبير وتدعوه للإفصاح عن رأيه والسماع له عندما يقترح الحلول، فذلك ينمي في نفسه الاستقلالية في التصرف بمفرده ويزيل عنه رهبة مواجهة مختلف المواقف مستقبلا فلا يشب معتمدا على الآخرين ليفكروا له أو بليدا لا يحب أن يرهق نفسه حتى في مجرد التفكير.

التهيئة النفسية للذهاب إلى الحضانة

ويميل الكثير من الآباء إلحاق أبنائهم بالحضانة أو الروضة للاستفادة من مزايا التعلم في مرحلة ما قبل الدخول المدرسي ومن المفضل أن تهتم الأم بالتحدث معه كثيرا عن المكان الذي سيذهب إليه وعن الأطفال الآخرين الذين سيلتقي بهم وعن كل ما يتعلق بحياته الجديدة بعيدا عن محيطه الأسري الذي ألفه، كما عليها أن تثني عليه وتمتدح مواهبه وقدرته دون أن تقارنه بأحد آخر حتى لا يستبد به التكبر والشعور المقيت بالتميز فيبتعد عنه أقرانه وزملاؤه.

التحذير من الإفراط في تنشيط التفكير

لعله من المفيد التحذير من إحاطة الطفل دائما بالمؤثرات القوية التي تشغل باله باستمرار بزعم التنشيط الفكري، فالتفكير الزائد سيدخل الطفل في حالة استسلام لشلال الأفكار ويدخله في حلقة مفرغة من الأفكار المثيرة لفضوله للتعرف على نتائج التوقعات، فلا الأفكار ستتوقف ولا الطفل بقادر على توقيفها، وفي الغالب يصاب بالقلق المسبب لمشاكل في الجهاز الهضمي ومرض القولون العصبي، وبالخوف والإجهاد الشديد على المستويين العقلي والبدني.

 

الرابط المختصر :