تتجه الأنظار في المملكة العربية السعودية نحو قطاعات زراعية جديدة وواعدة. حيث حققت زراعة القطن نجاحات ملحوظة في تجاربها بعدة مناطق، مؤكدةً قدرة هذا المحصول العالمي على التكيف مع الظروف المناخية المحلية. وتأتي هذه الخطوة لتعزز التنوع الاقتصادي والزراعي في المملكة، مستندة إلى نتائج إيجابية في مناطق مثل نجران، المظيلف، وجبل شدا بمحافظة المخواة.
لطالما كان القطن، الذي يقدر إنتاجه السنوي العالمي بحوالي 25 مليون طن، عنصرًا حاسمًا في صناعات النسيج والملابس والطب والورق على مدار قرون. وفي السعودية، تحمل زراعته آفاقًا واسعة، خاصة مع نجاح توطين زراعة القطن البلدي المعروف بـ”العطب“، وهو صنف قصير يتميز بقدرته العالية على التأقلم مع مناخات متنوعة. ما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين في الجنوب.

مقومات النجاح وأماكن التوطين
بحسب “واس “تتركز أماكن نجاح زراعة القطن في مناطق جنوب المملكة، والتي تتمتع بمقومات أساسية ساهمت في ازدهار التجارب:
- المناطق الرئيسية: نجران، المظيلف، جبل شدا بالمخواة، الباحة، وجازان.
- عوامل التميز: تتميز هذه المناطق بخصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية المناسبة، إضافة إلى التأقلم الواضح لأشجار القطن مع المناخ المحلي.
هذا النجاح ليس فقط زراعيًا، بل يحمل بعدًا بيئيًا يدعم مبدأ الاستدامة البيئية من خلال تنويع المحاصيل الزراعية.

الأهمية الاقتصادية والتحديات القائمة
لا تقتصر أهمية زراعة القطن على جانبه الثقافي والتراثي المرتبط بالحياة اليومية للمواطن السعودي، بل تمتد لتشمل دعمًا جوهريًا للاقتصاد:
- البعد الاقتصادي: توفر زراعة القطن فرص عمل للمواطنين وتدعم تنمية المناطق الريفية. كما تلعب الصناعات القائمة على المنتجات القطنية دورًا في رفع الناتج المحلي الإجمالي.
- البُعد التراثي والسياحي: تساهم زراعة القطن، شأنها شأن زراعة البن، في تعزيز الهوية الزراعية للمناطق وتنشيط السياحة الريفية وجذب الزوار.
مع ذلك، تواجه هذه الصناعة الواعدة تحديات لا يمكن إغفالها، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونقص الموارد المائية، والتغيرات المناخية، إضافة إلى المنافسة الشرسة من الألياف الصناعية الرخيصة.
حلول لمستقبل مستدام
لضمان استمرارية وتطور زراعة القطن، هناك مجموعة من الحلول المقترحة التي تعمل عليها المملكة:
- كفاءة استخدام المياه: اعتماد تقنيات الري المتطورة مثل الري بالتنقيط لتقليل الاستهلاك.
- البحث والتطوير: ابتكار أصناف قطن مقاومة للجفاف عبر البحث العلمي.
- دعم المزارعين: توفير الدعم اللازم من حيث الأسمدة والمبيدات بأسعار مناسبة. وتقديم برامج تدريبية لتعزيز مهاراتهم.
- تحسين التربة: استخدام تقنيات مبتكرة لرفع جودة التربة وزيادة إنتاجيتها.
في الختام، تعد زراعة القطن في السعودية خطوة واعدة نحو تحقيق التنوع الزراعي ودعم الاقتصاد المحلي. ومع تزايد الاهتمام بالزراعة المستدامة والقدرة على التغلب على التحديات القائمة. يبدو مستقبل القطن كعنصر هام يثري هوية المملكة واقتصادها.


















