بعيدًا عن عادات الأكل والرياضة.. أسباب غير متوقعة لزيادة الوزن

لطالما ارتبطت زيادة الوزن بشكل أساسي بالعادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا، إذ توجد عوامل أخرى غير متوقعة قد تؤدي إلى اكتساب الكيلوجرامات الزائدة، وغالبًا ما يتم التغاضي عنها. قد تكون هذه العوامل ذات طبيعة طبية أو نفسية. ما يستدعي نظرة أعمق لفهم أسباب زيادة الوزن المفاجئة أو المستمرة رغم الالتزام الظاهري بنمط حياة صحي.

فإذا كنت ممن يجدون أنفسهم في حيرة من أمرهم بسبب زيادة الوزن رغم اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة بانتظام، فإن هذا المقال يقدم لك نافذة على أبرز الأسباب الخفية وراء هذه المشكلة.

6 أسباب خفية وراء زيادة الوزن غير المتوقعة:

وفقًا لـ”أي هيرب” قد يعاني البعض من زيادة الوزن دون سبب واضح في ظاهر الأمر، لكن التعرف على هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو استعادة الوزن الطبيعي:

• 1-قلة النوم.. حلقة مفرغة تربط الأرق بالوزن الزائد:
  

  العلاقة بين قلة النوم وزيادة الوزن متشعبة ومعقدة. أولًا، يميل الأشخاص الذين يسهرون طويلًا إلى تناول وجبات خفيفة إضافية. ما يزيد من السعرات الحرارية المتناولة دون حاجة. ثانيًا، يؤدي قلة النوم إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، الذي بدوره يزيد من مقاومة الأنسولين، ويقلل من حرق السكريات. ما يشجع الجسم على تخزين الدهون. ثالثًا، يؤثر الحرمان من النوم سلبًا على هرمونات الجوع والشبع. ما يزيد من الشهية والإحساس الدائم بالجوع.

• 2- مضادات الاكتئاب.. تأثير جانبي يستحق الانتباه:
  

  بعض مضادات الاكتئاب قد تسبب السمنة الجسم كأثر جانبي للعلاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن مرض الاكتئاب نفسه قد يدفع البعض إلى الإفراط في تناول الطعام. ومن المفارقات أن شعور المريض بالتحسن بعد بدء العلاج قد يدفعه أيضًا إلى تناول المزيد من الطعام. ولكن، يمكن التغلب على هذا السبب من خلال استشارة الطبيب النفسي المختص لتغيير الدواء إلى بديل لا يرتبط بزيادة الوزن.

• 3-الأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات.. سيف ذو حدين:

  يعتبر تناول هذه الأدوية سببًا محتملًا للسمنة، واحتباس السوائل، وزيادة الشهية. بل إنها قد تؤدي إلى تراكم الدهون بشكل خاص في الوجه، ومؤخرة الرقبة، والبطن. ورغم هذا الأثر الجانبي المزعج، لا ينبغي إيقاف هذه الأدوية فجأة إلا باستشارة الطبيب، لتجنب حدوث مضاعفات صحية خطيرة. عقار بريدنيزون هو مثال على هذا النوع من الأدوية.

• 4- مشكلات الغدة الدرقية.. خلل هرموني يؤثر على الأيض:
  

  يعتبر قصور الغدة الدرقية (خمولها) من الأسباب الطبية المعروفة لزيادة الوزن. حيث يتباطأ معدل الأيض نتيجة نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية؛ ما يؤدي إلى السمنة غير المتوقعة. يمكن علاج هذه المشكلة بتناول أدوية الغدة التي تعوض نقص الهرمون، ولكن تحت إشراف طبيب الغدد الصماء.

• 5- متلازمة كوشينج.. ارتفاع الكورتيزول وتوزع غير طبيعي للدهون:
  

  من أبرز أعراض متلازمة كوشينج السمنة، خاصة في منطقة الخصر، والرقبة، وأعلى الظهر، وحول الوجه. تنتج هذه المتلازمة عن ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم. ما يعزز تخزين الدهون. قد يكون سبب ارتفاع الكورتيزول تناول الأدوية الستيرويدية لعلاج بعض الأمراض، أو قد يكون ناتجًا عن ورم في الغدد الكظرية المنتجة لهذا الهرمون.

• 6- الخمول وقلة النشاط البدني.. نمط حياة يؤدي إلى تراكم الدهون:
  

  قد يبدو هذا السبب بديهيًا، لكن تأثير الخمول على زيادة الوزن يتجاوز مجرد حرق سعرات حرارية أقل. فالجلوس لفترات طويلة أمام المكاتب أو الشاشات يعزز تراكم الدهون، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وقد أظهرت الدراسات أن استبدال حتى ساعة واحدة من الجلوس بالوقوف يوميًا يمكن أن يؤدي إلى تقليل كتلة الدهون ومحيط الخصر وزيادة الكتلة العضلية.

مخاطر السمنة المفاجئة.. تبعات تتجاوز المظهر:

إن السمنة، خاصة المفاجئة منها، تحمل في طياتها مخاطر صحية جدية، من بينها:

• ارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
• ارتفاع الكوليسترول الضار وتصلب الشرايين.
• أمراض القلب.
• السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
• مشكلات العظام والمفاصل.
• الاكتئاب.
• حصوات المرارة.
• انقطاع التنفس أثناء النوم.

من المهم أن ندرك أن أسباب زيادة الوزن قد تتجاوز نمط الحياة غير الصحي والوجبات السريعة. فالعوامل الطبية والنفسية تلعب دورًا مهمًا في هذه المعادلة. سواء كانت أسباب زيادة الوزن معروفة أو غير متوقعة، فإن الوصول إلى وزن صحي ليس مستحيلًا، ولكنه يتطلب فهم الأسباب الكامنة وعلاجها، بالإضافة إلى تبني نمط حياة صحي وتناول الغذاء المتوازن.