طور فريق بحثي من جامعة ميشيغان الأمريكية برنامجًا فريدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ يهدف إلى تلبية الاحتياجات الخاصة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من خلال تقديم تمارين رياضية مبسطة ومصممة خصيصًا لهم.
أظهرت الأبحاث أن النشاط البدني يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الصحة الجسدية والاجتماعية والعاطفية للأطفال. ما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في الأنشطة الجماعية والتفاعل الاجتماعي. وقد تم نشر نتائج هذا البحث في دورية “Frontiers in Physiology”.
ما اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الفرد على التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويظهر عادة في مراحل الطفولة المبكرة ويستمر طوال الحياة. يواجه المصابون به صعوبات في فهم الإشارات الاجتماعية. وقد يظهر لديهم اهتمام مكثف بمواضيع معينة ويميلون إلى ممارسة سلوكيات روتينية.

النشاط البدني له أهمية خاصة بهؤلاء الاطفال؛ حيث يساهم في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي، وزيادة التركيز والانتباه، وتقليل التوتر والقلق. كما يعزز التنسيق الحركي، ويقوي العضلات، ويحسن التوازن. ما يحسن جودة حياتهم بشكل عام.
أهداف الدراسة
في هذه الدراسة، قام الفريق البحثي بتكييف برنامج يهدف إلى دمج النشاط البدني في يوم الأطفال الدراسي، لتقليل فترات الجلوس الطويلة ومساعدة هؤلاء الأطفال أو الذين يعانون من صعوبات في المعالجة الحسية. اعتمد البرنامج على تقديم “وجبات تمرين خفيفة” تتضمن فترات قصيرة من التمارين البدنية لمدة 3 إلى 4 دقائق. مصممة لتكون غير مرهقة للأطفال.
قام الفريق بإعادة صياغة تعليمات 132 فيديو تشرح التمارين في البرنامج لتناسب احتياجات الأطفال المصابين بالتوحد. استخدموا أداة الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” لتوليد تعليمات مبسطة وسهلة الفهم لكل تمرين. مثل تمرين “القفز المفتوح”.

نجح الفريق في استخدام الذكاء الاصطناعي لإضافة تعليمات مرئية ولفظية تسهل عملية التعلم. كذلك تمت مراجعة جميع التعليمات للتأكد من وضوحها واختصارها واتساقها.
خطوة مهمة للأطفال المصابين بالتوحد
يرى الباحثون أن هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تكييف التمارين البدنية للأطفال المصابين بالتوحد. ما يزيد من فرص وصولهم إلى الأنشطة البدنية. كما يوضح استخدام الذكاء الاصطناعي كيف يمكن للتقنيات الحديثة تحسين البرامج التعليمية وتكييفها لتناسب جميع الأطفال.
علاوة على ذلك، يعمل الفريق حاليًا على ترجمة الفيديوهات إلى اللغتين الإسبانية والعربية لتوسيع نطاق استفادة الأطفال في ولاية ميشيغان الأمريكية.