عمر سيف قايد يكتب: اليوم الوطني الـ94.. بطولات استمرت 32 عامًا

عمر سيف
عمر سيف

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني يوم 23 سبتمبر، من كل عام؛ وذلك تخليدًا لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-.

ففي مثل هذا اليوم من عام 1351 هـ – 1932م، سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية، بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود على مدى اثنين وثلاثين عامًا بعد استرداده مدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شوال 1319 هـ، الموافق 15 يناير 1902.

وفي 17 جمادى الأولى 1351، صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية؛ حيث اختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس 21 جمادى الأولى من العام ذاته الموافق 23 سبتمبر 1932 يومًا لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.

نشأة الملك عبدالعزيز

ولد الملك عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1293 – 1876، ونشأ تحت رعاية والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، وتعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي؛ أحد علماء الرياض؛ فحفظ بعضًا من سور القرآن الكريم، ثم قرأه كله على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانبًا من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.

​​وكان الملك عبدالعزيز في صباه مولعًا بالفروســــية وركوب الخيل، وعُرف بشـجاعته وجرأته وإقدامه وخلقه القـــويم وإرادته الصلبة. وقد رافق والده في رحلـته إلى البادية بعد الرحــيل من الرياض، وتأثر -رحمه الله- بحياة التـنقل، خـــاصة فيما يتعلق بالجـدية وصلابة العــود، وقوة التحمل.

وعندما حل الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بالكويت، كان عبدالعزيز الابن في الثانية عشرة من عمره، وبقي في الكويت مع والده وأسرته لمدة عشر سنوات، درس خلالها القرآن الكريم، وخبر السياسة وإدارة المعارك.

انطلاقة عهد جديد

انطلق الفتى اليافع عبدالعزيز من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض وهو ابن 26 عامًا؛ حيث كانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت تعج بالفوضى والتناحر.

وبزغ فجر يوم الخامس من شوال عام 1319 الموافق 15 يناير 1902 إيذانًا ببداية عهد جديد؛ إذ استطاع البطل الشاب استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ، ثم تسلم مقاليد الحكم والإمامة بعد أن تنازل له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن الحُكم والإمامة في اجتماع حافل بالمسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة.

شرع الملك عبدالعزيز في توحيد مناطق نجد تدريجيًا؛ فبدأ في الفترة 1320/1321، بتوحيد المناطق الواقعة جنوب الرياض بعد انتصاره في بلدة الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب: الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر.

توجه بعد ذلك إلى منطقة الوشم ودخل بلدة شقراء، وواصل زحفه صوب بلدة ثادق فدخلها أيضًا، ثم انطلق إلى منطقة سدير ودخل بلدة المجمعة؛ ليتمكَّن من توحيد مناطق الوشم وسدير وضمها إلى الدولة السعودية الحديثة.

وتمكن الملك عبدالعزيز في الفترة 1321/1324، من توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية بعد أن خاض مجموعة معارك؛ منها معركة الفيضة، ومعركة البكيرية، ومعركة الشنانة، وانتصاره في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324، الموافق 14 أبريل 1906، والتي كانت إحدى المعارك الكبرى الحاسمة.

 

 

الرابط المختصر :