اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.. دعوة عالمية لمستقبل أفضل

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل

في الثاني عشر من يونيو من كل عام، يتحد المجتمع الدولي للاحتفال بـ اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال. يهدف هذا اليوم، الذي أطلقته منظمة العمل الدولية (ILO) في عام 2002، إلى تسليط الضوء على ظاهرة عمل الأطفال المنتشرة عالميًا، وتكثيف الجهود للقضاء عليها، وتحسين ظروف حياة الأطفال المتضررين.

اتفاقيات منظمة العمل الدولية 

بحسب منظمة الأمم المتحدة .تأتي هذه الاحتفالية مدفوعة بالتصديق على اتفاقيتين دوليتين رئيسيتين: الاتفاقية رقم 138 لمنظمة العمل الدولية بشأن الحد الأدنى لسن التشغيل، والاتفاقية رقم 182 لمنظمة العمل الدولية بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال. يدعو موضوع هذا اليوم أيضًا إلى زيادة الاستثمار في أنظمة وخطط الحماية الاجتماعية، خاصةً لتوفير شبكات أمان قوية تحمي الأطفال من العمل الشاق.

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل

اتفاقيات ونصوص للحد من عمل الاطفال

على الرغم من التقدم الكبير الذي أُحرز في الحد من عمل الأطفال على مدى العقدين الماضيين، فقد تباطأ هذا التقدم بشكل ملحوظ، بل وتوقف خلال الفترة من 2016 إلى 2020. اليوم، لا يزال 160 مليون طفل منخرطين في عمل الأطفال، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم الخامسة.

تؤكد المنظمات الدولية على أن وجود أنظمة الحماية الاجتماعية الحكومية أمر ضروري لمكافحة الفقر والضعف، والقضاء على عمل الأطفال ومنعه. الحماية الاجتماعية ليست مجرد حق من حقوق الإنسان، بل هي أداة سياسية فعالة لمنع الأسر من اللجوء إلى عمل الأطفال في أوقات الأزمات.

بالاضافة إلى ذلك تركز حملة هذا العام على الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها (الاتفاقية رقم 182)، وتذكير جميع الجهات المعنية بضرورة تحسين تنفيذها إلى جانب الاتفاقية رقم 138 المتعلقة بالحد الأدنى لسن القبول في العمل. هذه الاتفاقيات هي حجر الزاوية في الجهود الدولية لمكافحة عمل الأطفال بجميع أشكاله، بدءًا من العمل في الزراعة والصناعة والخدمات، وصولًا إلى أسوأ أشكالها مثل التجنيد الإجباري والاتجار بالبشر.

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل

واقع مؤلم وتحديات مستمرة

بينما أحرز العالم تقدمًا كبيرًا في تقليل عمل الأطفال على مر الزمن، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت انعكاسًا لهذه الاتجاهات الإيجابية. فالصراعات والأزمات وجائحة كوفيد-19 دفعت بالمزيد من الأسر إلى براثن الفقر، وأجبرت ملايين الأطفال على الانخراط في عمل الأطفال. وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة العمل الدولية واليونيسف إلى أن 160 مليون طفل يعملون حاليًا حول العالم. منهم 79 مليون طفل يعملون في وظائف خطرة تهدد صحتهم وسلامتهم ونموهم الأخلاقي. هذه الأرقام تتضمن زيادة قدرها 8.4 مليون طفل عامل خلال السنوات الأربع الماضية. مع وجود 9 ملايين طفل آخرين معرضين لخطر الانضمام إلى هذه الأعداد بسبب تداعيات الجائحة.

تؤكد الإحصائيات أن الأطفال في الفئة العمرية بين 5 و11 عامًا يشكلون أكثر من نصف عدد الأطفال العاملين في العالم، كما أن طفلًا من كل خمسة أطفال (تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا) يعمل في أقل البلدان نموًا في نشاطات ضارة بصحتهم ونموهم.

الأسباب الجذرية وسبل المعالجة

كما تتعدد أسباب عمل الأطفال وتختلف من منطقة لأخرى، لكنها غالبًا ما تتركز حول:

  • الفقر: وهو الدافع الرئيسي، حيث ترسل الأسر أطفالها للعمل لتعويض نقص الدخل وعدم القدرة على الحصول على عمل لائق.
  • التقاليد والمفاهيم الخاطئة: في بعض المجتمعات، ينظر إلى عمل الأطفال كأمر طبيعي أو حتى “مقبول”.
  • العمالة الرخيصة: يمثل الأطفال قوة عاملة منخفضة التكلفة، مما يؤثر سلبًا على ظروف العمل اللائقة للبالغين ويُبقي الأجور منخفضة.
  • العمل غير الرسمي: نقص التنظيم والتفتيش في هذا القطاع يشجع على انتشار عمل الأطفال.
  • تراجع التعليم: نقص التعليم الجيد يحرم الأطفال العاملين من فرص الخروج من دائرة الفقر في المستقبل.
  • التمييز والنزاعات المسلحة: يزيد التمييز على أساس الجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى النزاعات والحروب، من ضعف الأطفال وتعرضهم للاستغلال.
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: دعوة عالمية لمستقبل أفضل

دعوات عالمية لمستقبل خالٍ من عمالة الأطفال

على مر التاريخ، شهد العالم تطورًا في التعامل مع ظاهرة عمل الأطفال. من الثورة الصناعية التي استغلت الأطفال في ظروف خطرة، إلى سن القوانين والاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى حمايتهم. فمن قانون معايير العمل العادلة الأمريكي عام 1938. إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1989، وصولًا إلى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021 عامًا للقضاء على عمالة الأطفال.

علاوة على ذلك تطالب الأمم المتحدة اليوم بالتنفيذ الفعال لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182. وتحث الدول على تفعيل العمل الوطني والإقليمي والدولي للقضاء على عمل الأطفال بجميع أشكاله. ومعالجة أسبابه الجذرية. كما تدعو المجتمع الدولي إلى التصديق العالمي والتنفيذ الفعال لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدنى للسن. لتوفير حماية قانونية شاملة لجميع الأطفال ضد جميع أشكال عمل الأطفال.

إن مكافحة عمل الأطفال هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية لضمان حق كل طفل في حياة كريمة، وتعليم سليم، ومستقبل مشرق خالٍ من الاستغلال.

الرابط المختصر :