سطرت المرأة السعودية على مر التاريخ إنجازات بارزة وأظهرت قوة إرادة لافتة في مختلف الميادين. فمن قيادة الجيوش في الماضي إلى تأسيس شركات رائدة في مجال التقنية الحديثة. كما أثبتت المرأة السعودية جدارتها وقدرتها على تحقيق المستحيل. ومع التطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. خاصة مع تتويج الرياض عاصمة للمرأة العربية في عام 2020. يزداد الاهتمام بتتبع ومتابعة الإسهامات المؤثرة التي قدمتها القيادات النسائية السعودية في شتى القطاعات.
احتفاءً بإنجازات هؤلاء الرائدات الملهمات، نقدم لكم قائمة بعشر قياديات سعوديات استطعن بجهودهن ورؤيتهن أن يتركن بصمة واضحة في مسيرة التنمية والتقدم في المملكة:
1. بسمة الميمان.. سفيرة السياحة السعودية للعالم
تولت بسمة الميمان منصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، حاملة معها خبرة تقارب العشرين عامًا في هذا القطاع الحيوي. منذ تأسيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كانت بسمة جزءًا فاعلًا في جهود تطوير السياحة السعودية. وبإدراكها لأهمية الحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية للمملكة. بذلت مساعي حثيثة لإدراج مواقع بارزة مثل العلا والدرعية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مساهمة بذلك في تعزيز مكانة المملكة على الخريطة السياحية العالمية.
2. غادة المطيري.. رائدة طب النانو والهندسة الحيوية
شغلت الدكتورة غادة المطيري منصبًا أكاديميًا مرموقًا كعضو هيئة تدريس في قسم الهندسة الحيوية والمدير العام لمركز التميز في طب النانو والهندسة في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو. بمسيرة علمية حافلة، حصلت الدكتورة غادة على أكثر من عشر براءات اختراع وعدد كبير من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها العلمية. لم تكتفِ بالعمل الأكاديمي، بل أسست أيضًا شركتها الخاصة eLux Medical Inc، مركزة اهتماماتها واختراعاتها في مجالي طب النانو والهندسة الحيوية. ما يجعلها رائدة في هذا المجال الدقيق والمهم.
3. سمو الأميرة هيفاء المقرن.. صوت المملكة في اليونسكو
تحمل سمو الأميرة هيفاء المقرن منصب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ممثلة بذلك المملكة في محفل دولي مهم. قبل توليها هذا المنصب، عملت محاضرة في قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود وموظفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما تولي الأميرة هيفاء اهتمامًا خاصًا بالعمل الاجتماعي وتعزيز أواصر الصداقة والتفاهم بين المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم من خلال دورها في اليونسكو.
4. لبنى العليان.. سيدة الأعمال الرائدة في القطاع المصرفي
في عام 2019، سطرت لبنى العليان اسمًا بارزًا في تاريخ القطاع المصرفي السعودي بتوليها منصب رئيس مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني (ساب)، لتكون بذلك أول امرأة سعودية تدير بنكًا. ولم يقتصر تأثيرها على المجال الاقتصادي فحسب، فقد اختارتها مجلة التايمز لتكون من بين أقوى 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2005، كما أُدرج اسمها لأعوام متتالية في قائمة فوربس لأقوى السيدات العربيات. وتمتد مساهمات “لبنى” لتشمل العمل الخيري؛ حيث تشغل عضوية مجلس إدارة جمعية متلازمة داون الخيرية ولها العديد من المبادرات الأخرى.
5. مشاعل الشميمري.. مهندسة الصواريخ التي تتحدى المستحيل
تُعد مشاعل الشميمري أول مهندسة صواريخ خليجية، وتشغل حاليًا منصب أستاذة في قسم الهندسة الميكانيكية والفضاء في جامعة ميامي. في سن مبكرة لم تتجاوز السادسة والعشرين، أسست شركتها الخاصة للصواريخ (مشاعل آيروسبيس)، التي تعمل على تصميم وتصنيع الصواريخ. بالإضافة إلى ذلك إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة. بالإضافة إلى عملها في مجال هندسة الفضاء، تعمل “مشاعل” على نشر المعرفة عبر الإنترنت، خاصة من خلال قناتها على يوتيوب. حيث تقدم محادثات ملهمة ونصائح قيمة للشباب الطموح.
6. سمو الأميرة نورة بنت فيصل.. رائدة تطوير صناعة الموضة السعودية
تعرف سمو الأميرة نورة بنت فيصل بكونها مؤسسة أسبوع الموضة السعودي، مبادرة تهدف إلى التعريف بالمصممين المحليين ورفع جودة أعمالهم للوصول إلى المعايير الدولية. كما أسست أسبوع الفن بهدف دعم وتطوير المشهد الفني في المملكة. تشغل الأميرة حاليًا منصب مستشارة في وزارة الثقافة السعودية. حيث تساهم بخبرتها في تطوير القطاع الثقافي كذلك الإبداعي في المملكة.
7. رانيا نشار.. قيادة حكيمة في عالم المال والاستثمار
تقلدت رانيا نشار منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا العالمية سابقًا. وقد تم اختيارها ضمن قائمة فوربس لأقوى النساء في العالم تقديرًا لإنجازاتها القيادية. وتشغل حاليًا منصب مستشار في صندوق الاستثمارات العامة، مستفيدة من خبرتها الواسعة في القطاع المالي. كما حصلت رانيا على شهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر وتقنية المعلومات من جامعة الملك سعود، وبدأت مسيرتها المهنية مع مجموعة سامبا فور تخرجها، لتصعد سلم القيادة بكفاءة واقتدار.
8. سمو الأميرة ريما بنت بندر.. صوت المرأة السعودية في واشنطن
تعتبر سمو الأميرة ريما بنت بندر أول سعودية تشغل منصب سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية. وهو منصب دبلوماسي رفيع يعكس ثقة القيادة السعودية في قدراتها. تعرف الأميرة “ريما” بتفانيها ودعمها القوي لتمكين المرأة في المملكة. بالإضافة إلى ذلك عملت في مجالات متعددة لضمان تحقيق هذا الهدف. كما أنها عضو دائم في اليونسكو. وتم انتخابها كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية. ما يعكس دورها المؤثر على المستويين المحلي والدولي.
9. سارة السحيمي.. رائدة في عالم أسواق المال
تعد سارة السحيمي أول امرأة تتبوأ منصب رئيس مجلس إدارة في (تداول)، أكبر شركة لتداول البورصة في الشرق الأوسط، والتي تأسست عام 2007. قبل ذلك، شغلت منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في شركة (إن سي بي) كابيتال. حيث شهدت قيمة الأصول تحت إدارتها نموًا مضاعفًا. كما حصلت سارة على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في المحاسبة من جامعة الملك سعود.
واستكملت برنامج الإدارة العامة في جامعة هارفارد لإدارة الأعمال عام 2015. وفي عام 2017، أدرجت بلومبيرغ اسمها ضمن قائمة 50 شخصًا تجب متابعتهم في عالم المال والأعمال.
10. شيهانة العزاز.. صانعة الصفقات القانونية الملهمة
شغلت شيهانة العزاز منصبي المستشار القانوني والأمين العام لمجلس إدارة “صندوق الاستثمارات العامة” (PIF) منذ عام 2018، وهو دور محوري في إدارة أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. حصلت شيهانة على البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة دورهام وتدربت في عدد من القطاعات القانونية لمدة تسع سنوات.
علاوة على ذلك، ألقت العديد من الخطابات في المؤتمرات والمحاضرات في جامعة هارفارد، ونالت لقب “صانعة الصفقات” عام 2016. كما أُدرجت في قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة. وتعد شيهانة من أوائل السعوديات اللائي عملن في مجال المحاماة باحتراف. بالإضافة إلى ذلك فازت بجائزة الشخصية النسائية القانونية من مجلة “إنترناشونال فاينانشيال لو ريفيو” عام 2019. وهي تعمل جاهدة على تشجيع المواهب الشابة في المجال القانوني.
إن قصص هؤلاء القياديات العشر ليست مجرد سرد لإنجازات فردية، بل هي شهادة على قدرة المرأة السعودية وإصرارها على المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل مشرق للمملكة. بفضل رؤيتهن وقيادتهن الملهمة، يرسمن هؤلاء الرائدات ملامح جديدة لمستقبل المملكة. علاوة على ذلك يقدمن نماذج يحتذى بها للأجيال القادمة.