الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي
تسلط الدراسات الحديثة الضوء على الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على صحة الأطفال النفسية؛ حيث أظهرت أن المراهقين الذين يقضون وقتًا طويلًا على هذه المنصات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.
كما كشفت هذه الدراسات عن ارتباط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمشاكل أخرى مثل اضطرابات الأكل، والتنمر الإلكتروني، وانخفاض احترام الذات، وذلك من خلال النقاط التالية:
-
مقارنة الذات بالآخرين:
حيث تروج وسائل التواصل الاجتماعي لصور مثالية وغير واقعية للحياة؛ ما يدفع الأطفال إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين والشعور بالنقص. وبالتالي يعود ذلك بالسلب على حياتهم الواقعية.
-
التنمر الإلكتروني:
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن التنمر الإلكتروني؛ حيث يتعرض الكثير من الأطفال للإساءة والتهديد عبر الإنترنت. وتتمثل التحديات التي تواجه التنمر الإلكتروني في أنه موجود دائمًا؛ ما يجعل من الصعب للغاية الابتعاد عن التفاعلات السلبية التي يشاهدها أطفالنا، كما يستغل بعض الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأطفال بأهداف ضارة؛ ما يعرضهم إلى مخاطر الاستغلال والابتزاز.
-
الاتجاهات الخطيرة:
تشجع بعض الاتجاهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي على القيام بأفعال خطرة قد تؤدي إلى إصابات أو حتى الموت؛ حيث انشرت في الفترة الأخيرة حالات الانتحار بسبب أفعال الكترونية خطيرة أودتها بفاعلها للموت. وكذلك تغير في سلوك الاطفال او المراهقين؛ ومنها:
- زيادة التهيج.
- زيادة القلق .
- زيادة الاكتئاب.
- زيادة مشاكل النوم.
- عدم تقدير الذات .
- عدم التركيز والانتباه.
- الإدمان:
قد يؤدي الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان بكافة أشكاله؛ ما يؤثر سلبًا على الحياة الاجتماعية والأكاديمية للطفل.
كيف نحمي أطفالنا من المحتوى السلبي على الإنترنت؟
هناك عدة طرق مقترحة للحفاظ على أطفالنا من التأثيرات السلبية الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي منها:
1-أهمية التواصل المفتوح:
إن بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام مع الأطفال هو الخطوة الأولى لحمايتهم؛ حيث يجب على الأهل تشجيع أطفالهم على التحدث عن تجاربهم على الإنترنت، ومشاركة مخاوفهم واستفساراتهم.
ومن خلال هذا التواصل المفتوح، يمكن للأهل اكتشاف أي مشكلة في وقت مبكر والعمل على حلها.
2-تعليم مهارات التفكير النقدي:
يجب أن نعلّم أطفالنا كيفية التفكير النقدي وتحليل المعلومات التي يتلقونها. كما يمكننا تحقيق ذلك من خلال طرح الأسئلة، وتشجيعهم على البحث عن مصادر موثوقة للمعلومات، وتعليمهم كيفية التمييز بين الحقائق والآراء.
3-وضع حدود واضحة:
يجب تحديد وقت محدد لاستخدام الإنترنت، وتحديد المواقع والتطبيقات المسموح بها. كما يجب أن يكون هناك توازن بين الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت والأنشطة الأخرى مثل القراءة، اللعب، وممارسة الرياضة.
4-التعاون مع المدرسة والمجتمع:
يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا فعالًا في توعية الأطفال بمخاطر الإنترنت، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لحماية أنفسهم. كما يجب على المجتمع ككل أن يتكاتف لمواجهة هذه المشكلة، من خلال تنظيم حملات توعية وتوفير الدعم للأسر.
دور التكنولوجيا في الحماية:
تتوفر العديد من الأدوات والبرامج التي تساعد الأهل على مراقبة أنشطة أطفالهم على الإنترنت، وحظر الوصول إلى المواقع غير المناسبة. ولكن يجب أن تكون هذه الأدوات مكملة للتواصل المفتوح والتعليم، وليس بديلًا عنه.
أخيرًا، يجب أن نتذكر أن حماية أطفالنا في عالم الإنترنت هي مسؤولية مشتركة؛ فمن خلال التعاون والوعي، يمكننا أن نوفر لأطفالنا بيئة آمنة ومحفزة تساعدهم على النمو والتطور.
وفي النهاية، إن حماية أطفالنا من مخاطر الإنترنت تتطلب جهدًا مستمرًا من جانب الأهل والمجتمع، ومن خلال توفير بيئة آمنة ومشجعة، وتعليمهم المهارات اللازمة، يمكننا تمكينهم من استخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول.