تعد الليستيريا من البكتيريا الدقيقة التي قد تختبئ في طعامنا وتسبب تسممًا غذائيًا خطيرًا، خاصةً للحوامل والمسنين والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وعلى الرغم من ندرة الإصابة بالليستيريا مقارنة بأنواع أخرى من التسمم الغذائي إلا أن آثارها قد تكون وخيمة وتستدعي الحذر والوقاية. لذا نوضح كل التفاصيل عن هذه البكتيريا وفقًا لموقع health.harvard.
ما هي الليستيريا؟
هي بكتيريا توجد بشكل طبيعي في التربة والمياه، ويمكن أن تلوث الأطعمة المختلفة، خاصةً تلك التي يتم تناولها نيئة أو غير مطهية جيدًا.
وعند تناول طعام ملوث بالليستيريا تدخل البكتيريا إلى الجسم وتسبب التهابات قد تصيب الجهاز الهضمي أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل: الدماغ والنخاع الشوكي.
ويمكن العثور على البكتيريا المسببة لمرض الليستريا في البيئات الرطبة، بما في ذلك: التربة والمياه والنباتات المتحللة. كما يمكن للحيوانات أن تحمل بكتيريا الليستريا في أمعائها دون أن تمرض.
كيف تنتقل الليستيريا؟
تنتقل الليستيريا إلى الإنسان بشكل أساسي عن طريق تناول الأطعمة الملوثة، منها:
- لحوم باردة مثل: اللحم المقدد، السجق، واللحوم المعالجة الأخرى.
- هوت دوج.
- الحليب الخام غير المبستر
- أجبان طرية غير مبسترة.
- براعم خام.
- المأكولات البحرية المدخنة.
- الخضراوات النيئة: خاصة التي تزرع في تربة ملوثة.
ورغم أن هذه الأطعمة تحمل أعلى مخاطر التلوث ببكتيريا الليستريا المستوحدة إلا أن داء الليستريات يمكن أن يؤثر في أي طعام تم التعامل معه أو إعداده بشكل غير صحيح.
أعراض الإصابة بالليستيريا
تختلف أعراض داء الليستريات اعتمادًا على ما إذا كانت العدوى تقتصر على الجهاز الهضمي أو انتشرت خارج الأمعاء.
قد يشعر الأشخاص المصابون بالليستيريا بأعراض في غضون بضع ساعات أو أيام بعد تناول طعام ملوث. تشمل الأعراض المعوية: الإسهال والقيء. وعادة ما تختفي في غضون ثلاثة أيام، ويشعر معظم الأشخاص بتحسن مع الراحة وشرب الكثير من السوائل.
قد يستغرق ظهور أعراض داء الليستريات الغازي، وهو المصطلح المستخدم لوصف داء الليستريات الذي ينتشر خارج الجهاز الهضمي، عدة أسابيع. وتتضمن أعراض عدوى الليستريات الغازية ما يلي:
- حمى.
- آلام العضلات.
- تعب.
- صداع.
- تصلب الرقبة.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- ارتباك.
- فقدان التوازن.
- النوبات.
قد تنتشر عدوى الليستيريا الشديدة إلى مجرى الدم أو المخ. وتسبب العدوى الشديدة حالات تهدد الحياة مثل: الإنتان أو التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
ولا تظهر أي أعراض على بعض النساء الحوامل المصابات بداء الليستريات أو تظهر عليهن أعراض خفيفة. ومع ذلك قد تؤدي العدوى أثناء الحمل إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة؛ أو إصابة خطيرة للمولود الجديد.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الليستيريا الشديد هم النساء الحوامل، والأطفال حديثي الولادة، والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل من يتلقون العلاج من السرطان.
ويمكن أن تؤذي الليستريا الجنين حتى لو كانت أعراض الأم خفيفة. وواحدة من كل أربع نساء حوامل مصابات بالليستريا تتعرض للإجهاض أو تفقد طفلها بعد الولادة بفترة وجيزة. وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل: مرضى السرطان أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية تثبط الجهاز المناعي.
الوقاية من الليستيريا
لحماية نفسك وعائلتك من الإصابة بالليستيريا اتبعي هذه النصائح:
- طهي الطعام جيدًا: تأكدي من طهي اللحوم والدواجن والأسماك إلى درجة حرارة داخلية آمنة.
- غسل الأيدي والأواني: اغسلي يديكِ جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع الطعام، ونظفي الأسطح والأواني التي استخدمتيها.
- فصل الأطعمة: لا تضعي الأطعمة النيئة مع الأطعمة المطهية لتجنب التلوث.
- تبريد الطعام بشكل صحيح: حافظي على درجة حرارة الثلاجة أقل من 5 درجات مئوية، وتجنبي ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة.
- التخلص من الأطعمة الفاسدة: لا تترددي في التخلص من أي طعام يبدو تالفًا أو يصدر رائحة غريبة.
- شراء الأطعمة من مصادر موثوقة: تأكدي من شراء الأطعمة من مصادر موثوقة. وتجنبي الأطعمة التي تحمل تاريخ انتهاء صلاحية قديم.
سحب الأطعمة من الأسواق
في حالة اكتشاف تلوث غذائي بالليستيريا تسحب السلطات الصحية المنتج من الأسواق ويتم إخطار الجمهور. لذلك من المهم متابعة الأخبار والتحذيرات الصادرة عن الجهات الرسمية حول سحب الأطعمة.
في النهاية الليستيريا عدو صامت ولكن يمكن الوقاية منه باتباع ممارسات صحية سليمة عند التعامل مع الطعام. وإذا كنت تشكين في إصابتك بها فاستشيري طبيبك على الفور.