مع بداية شهر مايو من كل عام، تنطلق فعاليات شهر التوعية بسرطان المثانة، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز الوعي بهذا المرض الخبيث، وتسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفعال. وتأتي هذه الحملة في توقيت بالغ الأهمية نظرًا لتأثير هذا السرطان على حياة الكثيرين حول العالم.
ما خطورة سرطان المثانة؟
في سياق فعاليات شهر التوعية لعام 2025، يتم التأكيد على أن سرطان المثانة هو نمو غير طبيعي للخلايا يبدأ في منطقة المثانة، وهو العضو المسؤول عن تخزين البول في الجسم. وفي معظم الحالات، ينشأ هذا النوع من السرطان في الخلايا المبطنة للسطح الداخلي للمثانة، والمعروفة باسم الخلايا الانتقالية. وعلى الرغم من أن سرطان المثانة يرتبط غالبًا بكبار السن، فإن الأطباء يؤكدون أنه لا يستثني أي فئة عمرية. ما يستدعي الحذر والمتابعة في مختلف المراحل العمرية.
وفقًا لفعاليات السعودية تتجلى خطورة سرطان المثانة في قدرته على التوغل في طبقات جدار المثانة. ففي المراحل المبكرة، يقتصر النمو السرطاني على الطبقة الداخلية. ولكن مع تقدم المرض. يمكن أن يخترق السرطان الطبقات العميقة من جدار المثانة. ما يجعل علاجه أكثر صعوبة وتعقيدًا. وقد يمتد النمو السرطاني ليشمل أجزاء أخرى من الجهاز البولي، مثل الطبقات الداخلية للكلى والحالب والإحليل.

العوامل التي تزيد من خطورة المرض
وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لتكون سرطان المثانة لا تزال قيد البحث والدراسة، فقد حدد الأطباء والباحثون مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. وفي مقدمة هذه العوامل يأتي التدخين، الذي يعتبر من أبرز المواد المسرطنة المرتبطة بشكل وثيق بتطور هذا النوع من السرطان. وتركز الأبحاث العلمية بشكل مكثف على فهم الآليات التي تؤدي إلى حدوث تغييرات في التركيبة الوراثية لخلايا المثانة. ما يحفز تكاثرها بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة.
بالإضافة إلى ذلك التدخين، يلعب التعرض لبعض المواد الكيميائية في بيئة العمل دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. فالأفراد الذين يتعاملون بشكل روتيني مع مواد كيميائية معينة أو يعملون في صناعات محددة، يكونون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرهم. كذلك تعتبر الأمينات العطرية العضوية من أبرز المواد الكيميائية التي تربطها علاقة قوية بسرطان المثانة، وهي مواد تستخدم على نطاق واسع في صناعة الأصباغ. وتشمل أيضًا الصناعات الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة دباغة الجلود، وصناعة المطاط، والمنسوجات، وأصباغ الشعر. وصناعة مواد الألوان، بالإضافة إلى ذلك مواد الطباعة. ولذلك، يؤكد الخبراء ضرورة اتخاذ إجراءات حماية صارمة في أماكن العمل للحد من التعرض لهذه المواد التي يشتبه في تسببها للسرطان.

نصائح مهمة في شهر التوعية
إن شهر التوعية بسرطان المثانة يمثل فرصة حقيقية لزيادة المعرفة بهذا المرض، وتشجيع الأفراد على تبني سلوكيات صحية تقلل من عوامل الخطر، والأهم من ذلك. حثهم على استشارة الأطباء في حال ظهور أي أعراض مبكرة قد تشير إلى وجود مشكلة. فالتشخيص المبكر يمثل حجر الزاوية في تحسين فرص العلاج والشفاء لمرضى سرطان المثانة.