الكافيين.. والمراهقين

يعد الكافيين من المواد المنبهة؛ إذ يتوفر بشكل طبيعي في القهوة والشاي ويضاف إلى بعض الأطعمة والأدوية والمشروبات الأخرى، إضافة إلى أن الكافيين أيضًا عقار له تأثير نفسي كبير؛ حيث أن معظم البالغين يستهلكونه يوميًا.

وتسبب الكافيين، منذ فترة، في وفاة مراهق يدعى " ديفيس ألين" من ولاية كارولينا الجنوبية؛ بعد تناول قهوة لاتيه ومشروب غازي (مونتين ديو) في مقهى في غضون ساعتين.

لم يكن "ديفيس ألين" يتعاطى المخدرات أو أي مواد أخرى، ولم يكن الشاب البالغ من العمر 16 عامًا يعاني من مشاكل في القلب، ولهذا توقع الأطباء حدوث الوفاة نتيجة السكتة القلبية المفاجئة؛ بسبب شرب مادة الكافيين، مما يؤدي إلى احتمال عدم انتظام ضربات القلب.

وأدت هذه الحادثة، إلى تجديد النقاش حول المراهقين والكافيين.

سواء كان ذلك عن طريق الصدفة أو عن قصد، يمكن للشباب بسهولة الإفراط في تناول الكافيين؛ حيث تقول الأبحاث إن النتائج نادرًا ما تكون قاتلة ولكنها قد تكون مقلقة.

قد يؤدي تناول الكافيين إلى إدخال صاحبه إلى المستشفى عدة مرات بسبب السمية القلبية أو العصبية المرتبطة بالكافيين. لذلك، يجب أن يؤدي ذلك إلى إجراء محادثة في المنزل وتقييم المشروبات، وعدد المرات التي يشربها الأطفال.

اقرأ أيضًا.. هل الحصول على لقاح كورونا شرطًا للسماح بالسفر للخارج؟.. «الصحة» توضح

الكافيين، من المواد المنبهة والتي تثير الجهاز العصبي المركزي، والتي تساعد الناس على الشعور بمزيد من اليقظة والتعب، وهذا هو السبب في أن الكثير من الناس يتناولون فنجان قهوة في الصباح أو مشروب غازي وقت الغداء لزيادة الطاقة بسرعة.

هناك أيضًا تأثيرات أكثر انتشارًا على الجسم، بما في ذلك الزيادات المؤقتة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وفي الجهاز الهضمي؛ هناك زيادة في إفراز الحمض في المعدة ووقت عبور أسرع.

يعمل الكافيين أيضًا كمدر للبول، مما يجعل الجسم يتخلص من الماء، وتشمل التأثيرات العصبية الشائعة، مثل الرعاش والقلق المتزايد.

الكافيين

وعلى الرغم من ذلك، تعد مادة الكافيين غير ضارة؛ حيث يمكن للبالغين استهلاك ما يصل إلى 400 مجم من الكافيين بأمان يوميًا - حوالي أربعة إلى خمسة أكواب من القهوة - وفقًا لـ "إدارة الغذاء والدواء".

وقد ثبت أن المصادر الطبيعية للكافيين، مثل القهوة والشاي، لها بعض الفوائد الصحية.

ولكن مع التناول المنتظم، يطور الأفراد عمومًا مستوى معين من التحمل وسيحتاجون إلى جرعات أعلى للحصول على نفس فائدة اليقظة، كما يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ إلى أعراض الانسحاب من الصداع والتهيج والنعاس.

بالنسبة للأطفال والمراهقين، تقترح "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" توخي الحذر؛ لذا، يجب على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا أن يحددوا كمية الكافيين اليومية بنسبة 100 مجم (ما يعادل كوب واحد من القهوة أو كوب أو كوبين من الشاي أو علبتين أو ثلاث علب من المشروبات الغازية).

وبالنسبة للأطفال دون سن 12 عامًا، ليس هناك حد أمان معين.

وقد جدت دراسة أجريت عام 2014، أن ما يقرب من 73% من الأطفال يستهلكون الكافيين كل يوم.

يمكن أن يكون الأطفال والمراهقون أكثر حساسية للاثار الجانبية غير المرغوب فيها للكافيين، مثل القلق والإسهال والجفاف،حتى في الجرعات المقترحة، يمكن أن يكون لاستخدام الكافيين في فترة ما بعد الظهر والمساء آثارًا سلبية على نوعية النوم وكميته.

مع المستويات العالية من التناول لمادة الكافيين، يمكن أن يؤدي إلى إيقاعات غير طبيعية خطيرة في القلب أو يؤدي إلى أعراض عصبية من الهلوسة أو النوبات.

هناك أيضًا مصدر رئيس للمخاطر وهي مشروبات الطاقة، التي تحتوي على 80 إلى 500 ملجم (أو أكثر) من الكافيين. في كثير من الأحيان، لا تعرف الكمية الإجمالية للكافيين في المشروبات من قراءة الملصق الغذائي، وقد يشرب الأطفال عدة مشروبات طاقة في اليوم.

لذلك، تحذر بعض الشركات من استخدام الأطفال والحوامل لهذه المشروبات الغازية، ولكن هذا ليس بالضرورة وسيلة وقائية فعالة، أكثر من 40% من مكالمات "مركز مراقبة السموم" في الولايات المتحدة المرتبطة بمشروبات الطاقة شملت أطفالًا تقل أعمارهم عن 6 سنوات، وفقًا لدراسة أجرتها "جمعية القلب الأمريكية" عام 2014.

في جميع الأعمار، تضاعفت زيارات قسم الطوارئ التي تتضمن مشروبات الطاقة بين عامي 2007 و 2011، وفقًا للبيانات الفيدرالية.

يحاول الأطباء والباحثون دائمًا فهم سبب حصول الأطفال والمراهقين على كميات كبيرة من الكافيين سواء عن طريق القهوة والشاي أو المشروبات الغازية بدلاً من المصادر الحقيقية للطاقة واليقظة.

في النهاية، هناك حقيقة واحدة يجب على الأطفال والمراهقين وحتى البالغين معرفتها، وهي أن التغذية السليمة والتمارين الرياضية والنوم أفضل بكثير وأكثر أمانًا من تناول الكافيين بجميع أشكاله.

اقرأ أيضًا.. فوائد شرب الماء وتناول الفيتامينات في فصل الشتاء