تستضيف “مؤسسة آرت بيور جاليري” في العاصمة السعودية الرياض، حاليًا معرضًا فنيًا بعنوان “أغاني الصمت في الطبيعة” للفنان الصيني الشهير شو لي، أحد أبرز رموز الفن المعاصر في الصين.
ويقام المعرض بالتعاون مع السفارة الصينية في السعودية، حيث افتُتح في 24 يونيو 2024، ويستمر حتى 25 يوليو 2025، في خطوة تعكس عمق التبادل الثقافي بين البلدين.
شو لي.. أيقونة الفن الصيني المعاصر
يعد شو لي شخصية بارزة في المشهد الثقافي الصيني، وقد شغل مناصب مرموقة في مؤسسات ثقافية وطنية. كما عرضت أعماله في أكثر من 20 دولة حول العالم، من بينها متحف ليوناردو دافنشي في إيطاليا.
وحاز الفنان على جوائز دولية مرموقة في دول مثل روسيا، بلجيكا، الولايات المتحدة، أوكرانيا والهند، وهو عضو أكاديمي بارز في أكاديمية الفنون الروسية.
وتتواجد لوحاته في أماكن صينية بارزة مثل المتحف الوطني للفنون في الصين، وقاعة الشعب الكبرى، إضافة إلى مقر الحزب الشيوعي الصيني، وقد أصدر أكثر من 20 كتابًا توثق رحلته الفنية.
لوحات تدعو للتأمل
يمزج شو لي في أعماله بين الأساليب الصينية التقليدية والحس الفني المعاصر، وتتميّز لوحاته بمشاهد طبيعية هادئة، من جبال مغطاة بالضباب إلى بحيرات ساكنة، في دعوة صامتة للتأمل والهدوء.
يقول شو لي: “الفن ليس مجرد تجربة بصرية، بل رحلة شعورية. من خلال لوحاتي الزيتية، أحاول أن ألتقط لحظات الجمال العابر التي تثري حياتنا اليومية. أعمالي حوار بين القماش والعالم الذي تصوره، حيث تتحدث الألوان أقوى من الكلمات”.
ويضيف: “كل لوحة هي استكشاف للنسيج، والشكل، وإمكانيات التعبير بالزيت. أستلهم من الطبيعة والتجربة الإنسانية، وأسعى لأن يعيش المشاهد داخل السرد البصري للوحة، لا أن يكتفي فقط بمشاهدتها”.
تعزيز العلاقات الثقافية
يأتي هذا المعرض ضمن مساعي متنامية لتعزيز الحوار الثقافي بين السعودية والصين، ويعكس رغبة البلدين في توطيد التعاون الفني وتبادل الإبداع بين حضارتين عريقتين.
ويعد الفن الصيني المعاصر نتاجًا لتفاعل عميق بين التقاليد الممتدة لآلاف السنين والرؤى الحديثة، حيث يخوض الفنانون الصينيون منذ أواخر القرن العشرين غمار تجارب في الرسم، النحت، الفيديو والفن التركيبي، مستلهمين من قضايا الهوية والذاكرة والتغيرات الاجتماعية المتسارعة.