تعد تجارب الفشل جزء لا يتجزأ من رحلة الحياة، وهي المحطات التي تشكل شخصيتنا وتحدد مسارنا المستقبلي. قد نشعر بالإحباط واليأس في تلك اللحظات، ولكن من المهم أن نتذكر أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل فرصة للتعلم والتطور. وفي هذا المقال، نستعرض أهم الخطوات التي تساعدنا على تجاوز الفشل وتحقيق النجاح، وذلك وفقًا لموقع Psychology Today.
قصص فشل انتهت بالنجاح
عندما ننظر إلى قصص نجاح العظماء، نجد أن الكثير منهم قد واجهوا فشلًا ذريعًا قبل أن يصلوا إلى قمة المجد. توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، فشل آلاف المرات قبل أن يصل إلى اختراعه العظيم. وأوبرا وينفري، إحدى أغنى النساء في العالم، طردت من إحدى محطات التلفزيون في بداية مسيرتها المهنية. ومع ذلك، استطاع هؤلاء الأشخاص، وغيرهم الكثير، أن يتحولوا من الفشل إلى النجاح، لأنهم استطاعوا استخلاص الدروس والعبر من تجاربهم السابقة.

دروس نتعلمها من الفشل
مما لا شك فيه أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل هو فرصة للتعلم والتطور. فعندما نفشل، نكتشف نقاط ضعفنا، ونحدد الأخطاء التي ارتكبناها، وبالتالي نصبح أكثر قدرة على تجنبها في المستقبل. كما أن الفشل يعلمنا أهمية الصبر والمثابرة، ويقوي ثقتنا بأنفسنا.
بينما لا يعد الفشل حدثًا عارضًا وإنما هو محطات يمر بها الشخص على مدار حياته. فالطفل الصغير يحاول المشي مرارًا وتكرارًا حتى ينجح في مشيه بخطوات ثابتة. كما أن الحياة تختبرنا دائمًا، حتى نتعلم ونستخلص الدروس فنحول الإخفاق إلى نجاح، فانتبه للدروس التالية:
-
دروس نتعلمها من الفشل:
من أوائل الأمور التي يجب تعلمها، هو أن إخفاقك في أمر ما هو إلا تجربة قد قمت بها بطريقة غير مناسبة، كما فعل العالم توماس أديسون عندما قال: “أنا لم أفشل، أنا فقط وجدت 10000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها”. -
تعامل مع مشاعرك بشكل جيد:
تتتابع عليك مواقف النجاح والفشل طالما أنك تسلك طريق الحياة، وهذا يجعلك تدرك أن الفشل في أمر ما هو جزء من هذا الطريق. وعندئذ تقرر التخلص من مشاعر الغضب وعدم الرضا التي تستنفذ صحتك واتزانك النفسي. -
صم أذنيك عن التعليقات السلبية:
قد يتكرر على مسامعك عبارات، مثل: ”انت لم تنجح في هذا الأمر”، وهذا لا يعني ان تستسلم بتوجيه الرسائل السلبية إلى نفسك أو لومها وجلدها، لمجرد أنك تعتقد خطًأ أن الكثيرين أجمعوا على فشلك.

-
لا تخشى الرفض:
هل تعلم أن أوبرا وينفري صاحبة البرنامج الشهير باسمها، والذي استقطب ملايين المشاهدين حول العالم، قد تم طردها في بداية حياتها المهنية من إحدى محطات التلفزيون المحلية في أميركا بحجة أنها غير صالحة للتلفزيون؟! فإذا تعرضت للرفض من شخص ما، فاعلم أن الأمر لا يعبر عن ضعف قدراتك، لكنها قد تكون وجهة نظر شخصية من الشخص الرافض لا تتوافق مع حقيقة ما تمتلكه من مهارات. -
اتسم بالمرونة:
إن مرورك بالتجارب غير الناجحة -رغم ألمها- إلا أنها وسيلة فعالة لتراجع خطوات تجربتك من جديد وأن تمنح نفسك الفرصة لإعادة ترتيب الأفكار والأولويات. كما أنها فرصة حقيقية لإعادة النظر في الخطط والتصرفات والأهداف. وها هو هنري فورد مالك شركة فورد للسيارات يقول: “الفشل هو ببساطة الفرصة للبدء مرة أخرى.. بذكاء أكبر”. -
الصبر:
تذكر أن العالم أديسون استمر على تجربة ما يؤمن به حتى تحقق، ولم يكتف بمرة أو اثنتين أو عشرة. وتذكر دومًا أن أهم ما يميز الشخص الناجح هو إصراره وعدم استسلامه.الفشل.. هل بوابة النجاح أم نهاية المطاف؟ -
كن واثقًا في نفسك:
تذكر أن كل ما مررت به من عقبات واجهتك وأنت تتعلم شيئًا جديدًا قد أصبح مألوفًا لك اليوم، يوما ما ستصبح عثراتك التي تمر بها الآن هي خطواتك الثابتة في طريق النجاح، هل تعلم أن والت ديزني مؤسس شركة أفلام ديزني العالمية ومبتكر الشخصية الشهيرة ميكي ماوس؛ قد تم طرده من عمله يومًا ما بحجة افتقاره للخيال وعدم جودة أفكاره؟! لكن إيمانه بقدراته وسعيه الدؤوب كان أقوى من هذا، فتعلم دائمًا أن واثقًا بنفسك.
-
تحمل المسؤولية:
يجب ان تتحمل مسؤولية أفعالك، فإن الطالب الذي يرسب في أحد المواد الدراسية يعلم أنه كان مقصرًا في حضور الدروس أو أداء الواجبات والنشاطات المتعلقة بالمادة، أو أنه فقط لم يعطها الوقت الكافي، ومع اعتراف الطالب بخطئه وتحمله للمسؤولية، فإن الألم المتولد عن تجربته في عدم النجاح سيدفعه إلى مزيد من العمل وتنظيم الوقت وتحديد الأولويات، كذلك الأمر بالنسبة لمن خسر في علاقة أو في صفقة ما. -
النجاح يأتي بعد الفشل:
إن عدم نجاحك في أمر ما يعني أنك تحاول، وما دمت لم تستسلم فاعلم أنك على الطريق الصحيح لتحقق نجاحك. ويمكنك اتخاذ الأطباء حول العالم قدوة لك، فهم يحاولون دائبين إيجاد علاج لمرض كورونا ولم تنجح مساعيهم بعد هل يمكن وصفهم بالفشل؟. لا، فالجميع يعلم أن هذه المساعي تصل إلى مبتغاها يوما ما، وربما التجربة المقبلة لأحدهم تكون هي الدواء الشافي لهذا الفيروس.الفشل.. هل بوابة النجاح أم نهاية المطاف؟
الفاشل الحقيقي:
من هو الفاشل الحقيقي؟ هل هو الشخص الذي يفشل في تحقيق هدفه مرة أو مرتين؟ أم هو الشخص الذي يستسلم ويترك أحلامه؟ الجواب بكل تأكيد هو الثاني. فالفشل ليس مقياسًا للنجاح. بل الإصرار على المحاولة والتعلم من الأخطاء هو ما يميز الناجح عن الفاشل.
وفي النهاية، الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة. فكل تجربة، ناجحة كانت أم فاشلة، تساهم في تشكيل شخصيتنا وتساعدنا على النمو والتطور. لذلك، علينا أن نتعلم من أخطائنا، وأن نستمر في السعي لتحقيق أحلامنا، مهما كانت العقبات التي تواجهنا.