تشهد أولمبياد باريس 2024، وجود عدد من السعوديين الأبطال، منهم الفارس عبدالله الشربتلي، لقفز الحواجز للأولمبياد في ألعاب الفرق والفردي، بعد غياب 12 عامًا عن هذا المحفل العالمي.
بداية الفارس عبدالله الشربتلي
عبدالله الشربتلي، الذي ولد في 21 سبتمبر 1982 في مدينة الضباب لندن، عشق الخيل منذ نعومة أظافره. شارك في أول منافسة دولية وهو في سن الـ14، وبدأ منذ ذلك الوقت في رسم مسار حافل بالإنجازات. ليصبح أحد أساطير الفروسية في تاريخ الرياضة السعودية.
وفي الوقت الذي ظن فيه الكثيرون أن الشربتلي يعيش أيامه الأخيرة في عالم الفروسية، أكد لهم أن العمر مجرد رقم. وأن الإرادة والرغبة والانضباط هي الأسرار التي تقوده دائمًا لرفع راية الوطن عاليًا في مختلف المنافسات.
إنجازات عبد الله الشربتلي
الشربتلي حقق العديد من الإنجازات ليسطر اسمه في عالم الرياضة السعودية، وكذلك في العالم وكان منها:
- المركز الثاني في بطولة العالم لقفز الحواجز عام 2010، وكان هذا الإنجاز نقطة تحول في مسيرته. إذ أثبت للعالم كله أنه فارس سعودي يستطيع المنافسة على أعلى المستويات.
- الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن 2012، وكانت هذه الميدالية تاريخية بالنسبة للسعودية. لأنها كانت أول ميدالية أولمبية في رياضة الفروسية.
- العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في البطولات الدولية؛ ما جعله أحد أبرز الفرسان على مستوى العالم.
- وفي أكتوبر 2023 فاز الشربتلي بذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشوو الصينية 2022. رافعًا عدد ذهبياته في مجمل مشاركته في الألعاب إلى ست.
- وكما مثل السعودية في بطولة كأس العالم لقفز الحواجز 2024 التي أقيمت في الرياض في شهر أبريل 2024.
رياضة الفروسية في السعودية
ليست الفروسية رياضة على ظهر الخيل فحسب، إنما هي تاريخ وحضارة ورسالة عربية أصيلة. إنها قيمة لصيقة بالإنسان العربي وعبره تجذرت الفروسية في التاريخ الإنساني كله.
كمل لها الدور الكبير في نشر المكارم والمحامد، وكان لها أثرها الواضح على الحضارة البشرية، عبر تحالف الإنسان مع هذا المخلوق النبيل صفة، الجميل شكلًا.
وفي المملكة العربية السعودية ترتبط الفروسية والخيل بكافة مكونات المجتمع بدءًا من ملوكها الأوائل حتى المواطن البسيط. فهي إرث تاريخي اتحد بالأرض والإنسان السعودي منذ القدم.
وحظيت الفروسية باهتمام بالغ من قادة المملكة جميعا، فأًنشأوا كيانات متعددة لنشر ثقافة الفروسية بأبعادها كافة، بالإضافة إلى تنظيم رياضات وألعاب الفروسية.
إن هذا هو ما دعا حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله. إلى اصدار قرار في شهر أبريل من العام 2020 يعنى بتنظيم “هيئة الفروسية”.
ويهدف القرار إلى اضطلاع الهيئة -بالتعاون مع الجهات المعنية- إلى تطوير قطاع الفروسية في المملكة على نحو يتناسب مع قيمتها الحضارية وارتباطها بالتراث والثقافة الوطنيين، وبما يحقق المصالح الرياضية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المرجوة، ويسهم في تعزيز المكانة الدولية للمملكة في مجالات الفروسية المختلفة.
تحتل “هيئة الفروسية” مكانة متقدمة لدى القيادة الرشيدة حفظها الله – ضمن الاهتمام الكلي بكل مؤسسات الدولة – فهي ترتبط تنظيميا برئيس مجلس الوزراء، ويتم تعيين رئيس مجلس ادارة “الهيئة” بأمر ملكي، كما تتمتع “هيئة الفروسية” بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري.