العباية السعودية الجديدة.. من زي تقليدي إلى أيقونة موضة عالمية

العباية السعودية الجديدة.. من زي تقليدي إلى أيقونة موضة عالمية
العباية السعودية الجديدة.. من زي تقليدي إلى أيقونة موضة عالمية

لم تعد العباية السعودية مجرد زي تقليدي كما كانت لعقود، بل أصبحت قطعة أزياء تتصدر المشهد العالمي، وتحمل توقيع مصممات سعوديات صاعدات، وتدمج بين الأصالة والحداثة. فما الذي تغيّر في القصة، القماش، والألوان، وكيف تحولت العباية من رمز للتراث إلى علامة للأناقة العالمية؟

من البساطة إلى الأناقة المعاصرة

عرفت العباية منذ بداياتها بأنها زي بسيط، موحد التصميم باللون الأسود ومصنوع غالبًا من قماش الكريب، وكانت غايتها الأساسية تلبية متطلبات الاحتشام والحفاظ على خصوصية المرأة في المجتمع المحافظ.

ومع تطور المجتمع السعودي، بدأت العباية تأخذ منحى آخر؛ حيث أدخلت لمسات تصميمية أنيقة تمزج بين التراث والموضة المعاصرة.

تغيّر القصة.. من الزي الواسع إلى القصّات الهندسية

أولى التغييرات التي طرأت على العباية كانت على مستوى القَصّة. بعد أن كانت واسعة وطويلة بلا تفاصيل تذكر، ظهرت تصاميم أكثر تنوعًا.. العباية المفتوحة (الكيمونو)، العباية ذات الخصر المحدد، العباية بطبقات متداخلة، وحتى الموديلات ذات اللمسات الأوروبية كالأكمام المنفوخة أو الكاب الفضفاض.

هذا التنوع لم يُلغ الطابع المحتشم للعباية، بل عززه بطريقة أكثر مرونة وأناقة؛ ما جعلها مناسبة لكل الأذواق والأعمار.

ثورة في الخامات.. بين الخفة والفخامة

تطور العباية لم يتوقف عند القصات، بل طال الأقمشة أيضًا. بدلًا من الاقتصار على الكريب التقليدي، برز استخدام خامات فاخرة مثل الحرير الطبيعي، الشيفون، الأورغنزا، القطن الفاخر، وأقمشة مطرزة يدويًا.

هذا التغيير أتاح للمصممين والمصممات تقديم عبايات تناسب مختلف الفصول والمناسبات؛ من العباية اليومية الخفيفة إلى العباية الفاخرة للسهرات والمناسبات الرسمية.

ألوان العباية.. الأسود لم يعد سيد الموقف

كان الأسود لسنوات طويلة هو اللون الأوحد للعباية. اليوم، كسرت المصممات هذا التقليد، وظهر طيف واسع من الألوان درجات البيج، الرمادي، الأخضر الزيتوني، الأزرق الملكي، وحتى ألوان الباستيل الرقيقة كالزهري والأزرق الفاتح.

حتى اللون الأسود نفسه تطور، مع إضافات فنية كالشك الخفيف أو التطريزات الدقيقة على الحواف والأكمام.

تفاصيل التصميم.. اللمسات التي صنعت الفرق

التطريز اليدوي، الأحجار البراقة، الطبعات الفنية المستوحاة من التراث السعودي، والقصات المبتكرة على الأكمام والياقات؛ كلها تفاصيل صغيرة صنعت فرقًا كبيرًا في تطور العباية.

تحولت العباية إلى قطعة فنية تحمل توقيعًا خاصًا بكل مصممة، ما عزَّز الإقبال على التصاميم المحلية، وجعل منها مطلبًا للباحثين عن التميز والفرادة.

مصممات سعوديات يرسمْن ملامح جديدة

مصممات مثل هنيدة الصيرفي، نورة آل الشيخ، وعبير العتيبي، قدن ثورة العباية نحو العالمية. عبر مشاركتهن في معارض الموضة الدولية، وعروض الأزياء الكبرى، أثبتن أن العباية يمكن أن تكون قطعة أزياء عالمية دون أن تتخلى عن جذورها.

اليوم، تعرض العباية السعودية إلى جانب كبريات العلامات التجارية العالمية، وتتباهى بها عارضات عالميات على السجادة الحمراء.

العباية على منصات الموضة العالمية

لم يعد ظهور العباية في الأسابيع العالمية للموضة حدثًا استثنائيًا. دور الأزياء الفاخرة مثل دولتشي أند غابانا وفالنتينو خصصت مجموعات خاصة للعبايات بطابع عربي أنيق.

هذا الحضور القوي يعكس تحول العباية إلى رمز للأنوثة الشرقية المعاصرة، ويؤكد أن الموضة السعودية أصبحت لاعبًا أساسيًا في الساحة العالمية.

التجارة الإلكترونية.. جسور جديدة للعالمية

الطفرة الرقمية ساعدت العباية السعودية على عبور الحدود؛ حيث أصبحت متوفرة عبر أكبر منصات التجارة الإلكترونية مثل Farfetch وNet-a-Porter. بل وظهرت متاجر سعودية متخصصة تعرض تشكيلات حديثة من العبايات بأسعار تنافسية وجودة عالية. موجهة لجمهور عالمي يزداد شغفًا بالتصاميم العربية.

العباية.. تعبير عن شخصية المرأة السعودية الجديدة

العباية لم تعد مجرد زي تقليدي، بل أصبحت مرآة لشخصية المرأة السعودية العصرية. امرأة تجمع بين الانفتاح العالمي والاعتزاز بثقافتها وهويتها.

مع كل قصة جديدة، كل نقشة، وكل لون، تعبر العباية عن طموحات المرأة السعودية. ومكانتها المتنامية في مجالات الأناقة والإبداع والابتكار.

الرابط المختصر :