على عكس الاعتقاد السائد، فإن انهيار الزواج نادرًا ما يكون حدثًا مفاجئًا. ففي حين أن طلب الطلاق قد يبدو كقنبلة ألقيت على أحد الشريكين. إلا أن نهاية العلاقة غالبًا ما تكون تراكمًا لمشاعر وأحداث على مر الزمن. وقبل أن يتم التوقيع على أوراق الطلاق القانوني. قد يكون الزوجان قد مرا بما يعرف بـ “الطلاق العاطفي”.
ما هو الطلاق العاطفي؟
بحسب “marriage” الطلاق العاطفي هو حالة من الانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين، حيث تبتعد القلوب عن بعضها البعض بوقت طويل قبل الانفصال القانوني. إنه بمثابة آلية دفاع أو مواجهة لتهديد السلامة النفسية للفرد في ظل علاقة متوترة أو غير سليمة.
قد يحدث هذا الانفصال قبل الطلاق القانوني أو بعده، ولكنه غالبًا ما يكون أهم من الناحية النفسية من إنهاء العلاقة رسميًا. بالنسبة للشريك الذي يبادر بهذا الانفصال. فإنه يعد مقدمة لنهاية زواج حتمية. بينما قد يكون خاتمة للشريك الذي ينفصل عاطفيًا بعد الطلاق الفعلي.
لماذا يحدث الانفصال العاطفي؟
كما تسبب الزيجات المتدهورة أو غير السليمة الكثير من الألم العاطفي. وعندما تتوقف الخلافات عن الحل وتصبح العلاقة مرهقة، يلجأ أحد الزوجين أو كلاهما إلى الطلاق العاطفي لتخفيف الألم واستعادة العافية النفسية.
في جوهره، يحدث الانفصال العاطفي عندما يتجاوز الزوج حد القدرة على تحمل الضغوط النفسية. عندها، يبدأ الشريك في استعادة حدوده والانفصال، وقد يتحول إلى البرود أو حتى استنكار محاولات الطرف الآخر لإنقاذ الزواج، رغبة منه في المضي قدمًا نحو سعادته الخاصة.
المفارقة تكمن في أن الشريك الذي يترك خلفه غالبًا ما يصاب بالصدمة، ليس لأنه لم ير المشاكل، ولكن لأنه لم يستعد عاطفيًا للطلاق بعد. هذا الشريك قد يواصل السعي لإنقاذ الزواج، متشبثًا بالماضي ومعبرًا عن قلق شديد تجاه المستقبل بمفرده. ما قد يدفعه أحيانًا إلى سلوكيات غريبة أو متوسلة.

5 خطوات للتعامل السليم مع الطلاق العاطفي
قد يكون تقبل الواقع الجديد صعبًا، لكنه ضروري للشفاء والمضي قدمًا. للتعامل مع هذا الانفصال العاطفي، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- القبول: أول خطوة هي تقبل الواقع وأن الشريك قد اتخذ قراره بعد تفكير عميق. يجب تقبّل حقيقة أن إصلاح الزواج قد خرج من دائرة سلطتك، مع التركيز على تحسين العلاقة ضمن الأدوار الجديدة كزوجين سابقين.
- إدارة العواطف: من الضروري استعادة السيطرة على المشاعر. لا يمكن إجبار الشريك على العودة، ولكن يمكن التحكم في ردود الأفعال تجاه الطلاق واستعادة التوازن النفسي. القبول بحقيقة المسافة العاطفية يفتح الباب للشفاء.
- ️ التحدث إلى معالج: الطلاق العاطفي مرهق، لذا فإن استشارة خبير يمكن أن توفر الإرشاد اللازم لاجتياز هذه المرحلة والتعامل مع الخسارة بطريقة صحية تتيح فرصة حقيقية للمضي قدمًا.
- الانغماس في العناية الذاتية: في خضم التغيير، يجب تخصيص وقت للذات. العناية بالنفس تساعد على الشعور بالتحسن، وتساعد على الشفاء، وتعيد التركيز إلى الذات بدلاً من التركيز على الزواج المفقود.
- إنشاء الحدود والحفاظ عليها: لحماية الصحة النفسية من المزيد من الأذى، يجب وضع حدود نفسية وجسدية متينة مع الشريك السابق. هذه الحدود ضرورية لتجنب الالتباسات، خاصة إذا لم يتم حسم الانفصال القانوني بعد.

مراحل الانفصال العاطفي
الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، بل يتضمن مراحل تمر بها تدريجيًا. قد تشمل هذه المراحل: الإنكار، الغضب، الشعور بالذنب، الخوف، الحزن، إعادة الاختراع، وأخيرًا القبول الكامل للوضع الجديد.



















