الطريقة الصحيحة لإدارة الحشود.. المملكة تضرب مثلًا رائعًا بموسم الحج

الطريقة الصحيحة لإدارة الحشود.. المملكة تضرب مثلا رائعًا خلال موسم الحج
الطريقة الصحيحة لإدارة الحشود.. المملكة تضرب مثلا رائعًا خلال موسم الحج

تعد إدارة الحشود من أصعب التحديات التي تواجه أي تجمع بشري كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بملايين الأشخاص يتوافدون إلى مكان واحد خلال فترة زمنية محدودة.

فيما يمثل موسم الحج، الذي يستقبل فيه المسجد الحرام بمكة المكرمة ملايين المسلمين من شتى بقاع الأرض. قمة هذه التحديات. فكيف تنجح المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الملايين بكفاءة وسلامة؟

نجاح المملكة في إدارة الحشود خلال موسم الحج

بينما تنجح المملكة في إدارة الحشود خلال موسم الحج من خلال اتباع إستراتيجية شاملة ومتكاملة، تجمع بين التخطيط الدقيق. واستخدام أحدث التقنيات، والتدريب المكثف للعاملين، والتطوير المستمر للبنية التحتية.

تخطيط إستراتيجي شامل

في حين تبدأ رحلة إدارة الحشود خلال موسم الحج قبل أشهر من بدايته الفعلية. إذ تضع الجهات المعنية في المملكة خططًا إستراتيجية تفصيلية. تشمل كل الجوانب المتعلقة باستقبال الحجاج وتنقلاتهم وإقامتهم وسلامتهم. هذه الخطط تستند إلى بيانات دقيقة حول أعداد الحجاج المتوقعة، وتوزيعهم الجغرافي. وأنماط تنقلهم في المشاعر المقدسة.

كما تعتمد المملكة على نظام دقيق لتحديد أعداد الحجاج القادمين من كل دولة. ما يساعد على التحكم في الكثافة السكانية بالمشاعر المقدسة.

كذلك يتم وضع جداول زمنية محكمة لتنقل الحجاج بين مكة المكرمة والمشاعر (منى، وعرفات، ومزدلفة). بهدف تفادي التكدس والاختناقات.

استخدام التكنولوجيا المتقدمة

تؤدي التكنولوجيا دورًا حيويًا في إدارة الحشود خلال موسم الحج. حيث تستخدم المملكة أنظمة مراقبة متطورة تعتمد على كاميرات عالية الدقة تغطي جميع أرجاء المشاعر المقدسة. وهذا يتيح للمختصين متابعة حركة الحشود على مدار الساعة والتدخل الفوري في حالة حدوث أي طارئ. حسب موقع “العربية”.

كما يتم الاعتماد على تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر للحجاج معلومات مهمة حول مسارات الحج. وأوقات التنقل، ونصائح السلامة، بالإضافة إلى خدمات الدعم والمساعدة الفورية. وتساهم هذه التطبيقات في توجيه الحجاج وتوعيتهم بالإجراءات اللازمة لتجنب الزحام والمحافظة على سلامتهم.

بنية تحتية متطورة

استثمرت المملكة العربية السعودية مبالغ ضخمة في تطوير البنية التحتية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بهدف تسهيل حركة الحشود. تشمل هذه المشاريع: توسعة المسجد الحرام لاستيعاب أعداد أكبر من المصلين. وإنشاء شبكة واسعة من الطرق والجسور والأنفاق لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر.

علاوة على ذلك تم تطوير نظام النقل العام ليشمل قطار يربط بين منى وعرفات ومزدلفة. ما ساهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام على الطرق وتقليل وقت التنقل. بالإضافة إلى أنه تم إنشاء العديد من المخيمات والمرافق الصحية والخدمية في المشاعر المقدسة لضمان راحة وسلامة الحجاج.

تدريب وتأهيل الكوادر البشرية

لا يقتصر النجاح في إدارة الحشود على التخطيط والتكنولوجيا والبنية التحتية فحسب، بل يعتمد بشكل كبير على الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة. إذ يتم تدريب آلاف العاملين من مختلف القطاعات (الأمن، والصحة، والنقل، والخدمات) على كيفية التعامل مع الحشود في الظروف المختلفة. وكيفية تقديم المساعدة للحجاج بكفاءة ومهنية.

ويشمل التدريب سيناريوهات محاكاة للتعامل مع حالات الطوارئ والاختناقات، وكيفية توجيه الحجاج وإرشادهم، وتقديم الإسعافات الأولية. هذا التأهيل المكثف يضمن وجود فريق عمل قادر على التعامل بفعالية مع أي تحديات قد تطرأ خلال موسم الحج.

التوعية والإرشاد المستمر

تولي السعودية اهتمامًا كبيرًا بتوعية الحجاج وإرشادهم قبل وأثناء موسم الحج. فيتم إطلاق حملات توعية شاملة عبر مختلف وسائل الإعلام بلغات متعددة، تتضمن نصائح وإرشادات حول كيفية أداء المناسك بشكل صحيح وآمن، وكيفية التعامل مع الزحام؛ وأهمية الالتزام بتعليمات الجهات المنظمة.

كما يتم توزيع كتيبات ومطويات توعوية على الحجاج عند وصولهم إلى المملكة، وتوفير مرشدين في المشاعر المقدسة للإجابة عن استفساراتهم وتقديم المساعدة لهم. هذه الجهود التوعوية تساهم بشكل كبير في تسهيل حركة الحشود وتقليل المخاطر المحتملة.

المرونة والقدرة على التكيف

تتميز إستراتيجية المملكة في إدارة الحشود بالمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. ويتم تحديث الخطط والإجراءات بشكل مستمر بناءً على الدروس المستفادة من المواسم السابقة، والأخذ في الاعتبار أي مستجدات أو تحديات قد تطرأ.

كذلك يتم تشكيل فرق عمل ميدانية تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع على الأرض والتعامل الفوري مع أي مشكلات أو طوارئ قد تحدث. هذه القدرة على التكيف والاستجابة السريعة تساهم في ضمان سلامة وراحة الحجاج.

الرابط المختصر :