تتغير الصحة الإنجابية للمرأة، خلال مراحل مختلفة من عمرها؛ حيث تعد التغيرات الهرمونية المحرك الرئيس في كل مرحلة سنية.
فيما تعد مرحلة ما قبل انقطاع الطمث إحدى هذه المراحل، وهي السنوات التي تسبق انقطاع الطمث، عندما تبدأ مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، بالتقلب بشكل غير متوقع.
نوضح كل ما تحتاجين معرفته بشأن ذلك، من خلال الدكتورة شيتال جيندال؛ أخصائية أمراض النساء والتوليد، زميلة كلية الطب والصحة العامة “المعهد الهندي للإدارة، كلكتا”.
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، عادةً في منتصف الأربعينيات، وتستمر لحوالي أربع سنوات في المتوسط.
وتتميز هذه الفترة عادةً بأعراض مثل الهبات الساخنة، وتقلبات المزاج، والأرق، وعدم انتظام الدورة الشهرية؛ ما قد يؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي. وفقًا لما ذكرته news18.
كما تدخل العديد من النساء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث دون معرفة كافية بما يمكن توقعه، ويجهلن تأثيرها بسبب غياب التعليم الرسمي.
بحسب الدكتورة شيتال جيندال: أيضًا 94% منهن لم يتلقين أي تعليم عن انقطاع الطمث في المدرسة. ويؤدي هذا الجهل إلى ارتباك وتأخير في استشارة الطبيب؛ حيث لا تتحدث ما يقرب من نصف النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عن أعراضهن مع مقدمي الرعاية الصحية.

كما يحدث انقطاع الطمث بحد ذاته عندما تنقطع الدورة الشهرية لدى المرأة لمدة 12 شهرًا متتاليًا، وعادةً ما يكون ذلك في سن 51 عامًا.
ورغم أن هذا يشير إلى نهاية طبيعية للخصوبة، يصاحبه أيضًا مشاكل صحية جديدة، تتراوح من فقدان كثافة العظام إلى اضطرابات في القلب والأوعية الدموية.
وتعاني معظم النساء من أعراض تغير حياتهن، لكن نصفهن أو أكثر ينتظرن ستة أشهر على الأقل قبل استشارة الطبيب.
وتقول الدكتورة شيتال جيندال: حتى بين النساء بعد انقطاع الطمث، لا تتحدث سوى 58% مع أطبائهن حول المشاكل المتعلقة بانقطاع الطمث.
لذا؛ يجب التغلب على هذا النقص المعرفي من خلال التثقيف والنقاش الصريح مع مقدمي الخدمات الطبية لتمكين النساء من التحكم في هذه العملية والحفاظ على صحتهن على المدى الطويل.
الاستعداد النفسي والجسدي لهذه المرحلة
تواصل قائلة: لا ينبغي أن يكون التعامل مع مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث بمثابة تعثر في الظلام. فهذه المراحل الحياتية، على الرغم من كونها طبيعية، غالبًا ما تكون محاطة بالوصمة والمعلومات المضللة والصمت؛ ما يترك العديد من النساء غير مستعدات للتغيرات الجسدية والعاطفية التي تجلبها.
وكما تشير الدكتورة شيتال جندال، فإن الوعي المبكر والتثقيف والإدارة الصحية الاستباقية هي عوامل أساسية لتحسين جودة الحياة خلال هذه المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضًا: مشكلات الهضم بعد انقطاع الطمث.. كيف تتخلصين منها؟
كذلك من الضروري تطبيع المحادثات حول الأعراض وخيارات العلاج والمخاطر طويلة المدى مثل هشاشة العظام وأمراض القلب.
وأشارت إلى أن تمكين المرأة بمعلومات دقيقة، وإمكانية الحصول على الرعاية، وتشجيعها على طلب المشورة الطبية، يمكن أن يقلل بشكل كبير من الضيق المرتبط بهذه المرحلة.
علاوة على ذلك، يمكن للحوار المفتوح، ليس فقط مع مقدمي الرعاية الصحية، ولكن أيضًا داخل الأسرة وأماكن العمل والمدارس، أن يسد الفجوة المعرفية.
وبينت أن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ليست مجرد مرحلة طبية مهمة، إنها دعوة لاستعادة الاستقلالية والصحة والكرامة. ومع الدعم المناسب، يمكن لكل امرأة اجتياز هذا الفصل بقوة ووضوح وثقة.