السياحة في زمن كورونا.. خطوة نحو الحياة الطبيعية

دخل الجميع إلى نفق مُظلم منذ أن ضرب فيروس كورونا العالم، فتكبد قطاع السياحة خسائر فادحة، لم تكن في الحسبان قبل 5 أشهر من اليوم.

وبعد أن تغلغل فيروس كورونا في العالم ونال من الجميع، أصبح القطاع أمام واقع لا مفر منه، فكان لابد من وضع خطة بديلة لاحتواء الموقف وتقليل الخسائر.

الرقمية وحدها لن تكفي ولجأ القطاع إلى السياحة الافتراضية خلال الأشهر الماضية، وتفعيل فكرة زيارة المتاحف والأماكن المختلفة عن بُعد، فيما يُعرف بـ Remote Tourism.

وجاء التوجه إلى السياحة الافتراضية كفكرة يلجأ إليها القطاع مؤقتًا؛ لتلبية رغبات البعض في زيارة عدد من الأماكن في ظل الحجر الصحي، عن طريق الاعتماد على تقنية الواقع الافتراضي.

ولم تكن فكرة السياحة الافتراضية رائجة بالشكل الكافي قبل فيروس كورونا؛ لذلك لم تلقَ صدى لدى الجميع، فمازال هناك حاجة إلى تقضية وقت ممتع على أرض الواقع، بعيدًا عن الافتراضية.

قرارات جريئة وقررت شركات الطيران وبعض الجهات المتضررة في قطاع السياحة، البدء في اتخاذ خطوات جديدة بجانب السياحة الافتراضية؛ تزامنًا مع بدء انحسار الفيروس في عدد من الدول، في محاولة للتعايش مع الفيروس.

وحاولت بعض الدول التغلب على الركود السياحي، من خلال بذل مجهود ووضع خطط وعروض لجذب السائحين من جديد.

وتعد دولة سانت لوسيا، شرقي البحر الكاريبي من أولى الدول، التي بدأت في فتح أبوابها للسياحة؛ حيث تمثل عائدات السائحين الأجانب أكثر من نصف الناتج المحلي للبلاد.

وتم السماح للسائحين الأمريكيين بزيارة الجزيرة اعتبارا من 4 يونيو الماضي كمرحلة أولى؛ حيث استعد فندق من 1400 غرفة لتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

السياحة في زمن كورونا

وتعتبر مدينة دبي بالإمارات، من المدن السياحية الاستثنائية؛ حيث تعمل على تطبيق أعلى معايير السلامة في مراحل السفر كافة؛ لجذب السائحين.

وقررت دبي أن تعود للسياحة كمرحلة أولى، عن طريق استقبال الراغبين في زيارة عائلاتهم أو لديهم اجتماعات، على أن تبدأ السياحة الترفيهية من بعض الدول.

وفتحت دبي بالفعل منذ الثاني عشر من شهر مايو 2020، المنشآت الفندقية وبيوت العطلات، تدريجيًا بناءً على ضوابط صارمة.

من جانبها، وجهت تونس دعوة جريئة إلى الجزائريين؛ لقضاء موسم الصيف في فنادقها، فأوضح ديوان السياحة التونسي، أنه يُمكن للجزائريين الحجز لقضاء موسم الاصطياف في تونس في أجواء آمنة، مؤكدة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان صحة المواطن الجزائري.

وجاءت الإجراءات الجديدة المتخذة لضمان حماية السائحين الجزائريين المتجهين لتونس من وباء كورونا، متمثلة في خفض إمكانية الاستقبال إلى 50% على مستوى الفنادق والمطاعم وقاعات المؤتمرات والمنتديات، وأيضًا على مستوى السيارات السياحية للنقل، بالإضافة لتطبيق الالتزام بارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعي.

عروض سخية ومثلت العروض، أحد الوسائل التي لجأت إليها الأماكن السياحية؛ لإعادة جذب السياح؛ حيث اتجهت مدينة "كانكون" المكسيكية إلى تقديم العرض الأسخى على الإطلاق؛ لجذب السائحين إليها بسهولة؛ حيث سمحت بالدخول المجاني إلى عدد من المرافق السياحية المهمة، مثل ملاعب الغولف والحدائق الترفيهية وغير ذلك من الأماكن التي يقصدها السياح.

وشارك في خطة المدينة الميكسيكية لتعافي قطاع السياحة أكثر من 200 شركة من العاملين في القطاع السياحي، مع الحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس.

أفكار غريبة وبدأت جزيرة سانتوريني اليونانية الشهيرة، في اتخاذ خطوة جادة لفتح الشواطئ أمام السياح من جديد ولكن بإجراءات احترازية غريبة؛ لمنع تفشي الفيروس.

وقال العاملون في الجزيرة، إنها بدأت في الاستعداد للعودة واستقبال السائحين، عن طريق وضع كبائن زجاجية على الشط، كإجراء احترازي لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي.

وأكد أحد العاملين بالجزيرة، أنهم سيعملون على اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن أوقاتًا آمنة للسائحين؛ حيث سيتم وضع الحواجز والكبائن الزجاجية على الشاطئ.

وتعتبر الجزيرة اليونانية من أشهر وأجمل الجزر السياحية؛ حيث استقبلت نحو مليوني سائح في 2018، باعتبارها مقصدًا هامًا للعرسان الجدد.

جزر المالديف تستعد من جانبها، اتجهت جزر المالديف إلى إعادة فتح أبوابها للسائحين ابتداءً من شهر يوليو الجاري؛ وقال وزير السياحة في تصريحاته الشهر الماضي: "لا يمكننا إبقاء حدودنا مغلقة لفترة طويلة".

و تعتمد جزر المالديف، البالغ عددها 1190 و 26 جزيرة مرجانية في جزر المالديف بشكل شبه كامل على السياحة؛ حيث تمثل بشكل مباشر 39.6% من الناتج المحلي الإجمالي .

وجهات ستتعافى قريبًا وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أزاحت الستار عن أبحاث سياحية بشأن أزمة فيروس كورونا الحالية، تبين من خلالها أن منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا سيكونان أول من يتعافى سياحيًا.

وأضافت المنظمة أن عملية التعافي ستبدأ في نهاية الربع الثالث أو بداية الربع الأخير من عام 2020 الجاري، على أن تكون مدن «دبي، شرم الشيخ، وأبو ظبي» من أبرز الوجهات السياحية التي تتعافى.

اقرأ أيضًا..اختر وجهتك السياحية.. «مركز الهدا» لعطلة صيفية رائعة