رسميًا.. السعودية تفوز بتنظيم كأس العالم 2034 وتتعهد بتجربة غير مسبوقة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، مساء اليوم الأربعاء، فوز المملكة العربية السعودية بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034 FIFA™.

جاء ذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية الذي عقد افتراضيًا اليوم، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وستكون المملكة أول دولة مضيفة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا وطنيًا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.

“معًا ننمو”

وكانت المملكة قد سلمت ملف ترشحها بشكل رسمي لاستضافة هذه النسخة من نهائيات كأس العالم يوليو الماضي، تحت شعار “معًا ننمو”، والذي كشفت فيه خططها الطموحة لاستضافة هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم، من خلال استضافة مباريات المونديال في 15 ملعبًا، موزعة على خمس مدن مضيفة؛ هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى عشرة مواقع استضافة أخرى عبر المملكة.

أهداف المملكة من استضافة المونديال

وتهدف المملكة من خلال استضافة كأس العالم FIFA™ 2034 إلى توفير تجارب استثنائية للاعبين والمشجعين من حول العالم، مع توفير مرافق وخيارات إقامة متميزة، تلبي متطلبات الزوّار على اختلافها، مع اهتمامها باستدامة المشاريع المنشأة والمحافظة على البيئة، كما تتوافر شبكة مواصلات متطورة، تمكن الجماهير من الوصول إلى الملاعب بسرعة وسهولة، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات السفر؛ لضمان تجربة مريحة ومتميزة للزوّار.

المملكة تتعهد بتجربة استثنائية

وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسميًا كدولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي، التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم، مساهمة بذلك في بناء الإنسان، وتنمية القدرات البشرية، ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم، مراعية بذلك الأثر البيئي، وعوامل الاستدامة، وتعظيم الإرث الرياضي والوطني من الاستضافة.

ووفق “واس”، تمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA™ 2034 فرصةً مهمةً لتسليط الضوء على مسيرة التقدم التي تعيشها المملكة منذ إطلاق سمو ولي العهد – حفظه الله – لرؤية المملكة 2030 في عام 2016م، إلى جانب الإنجازات المستمرة في قطاع الرياضة، باستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية كسباقات فورمولا1، وفورمولا إي، ورالي داكار، علاوة على السوبر الإسباني والسوبر الإيطالي، وغيرها من الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة والمتنوعة، والتي أثمرت عن نمو كبير في قطاع السياحة؛ بتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين لـ 100 مليون سائح خلال عام 2023م.

كأس العالم 2034 في المملكة

قدمت المملكة العربية السعودية، ملف استضافة متكاملًا وعالي الجودة، حصل على أعلى تقييم في تاريخ تقديم ملفات تنظيم كأس العالم، محققة بذلك 419.8 نقطة من أصل 500 نقطة.

ويعكس هذا التقييم العالي مدى جاهزية المملكة لاستضافة هذا الحدث الرياضي الضخم. ويعد تأكيدًا على رؤيتها الطموح في تطوير قطاع الرياضة وتحقيق أهداف رؤية 2030.

وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت رسميًا، نيتها الترشح لاستضافة كأس العالم 2034 في أكتوبر 2023. وذلك بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم فتح باب الترشح للدول الأعضاء في القارة الآسيوية.

واستعدت المملكة لهذا الحدث الكبير بتقديم ملف شامل يغطي جميع الجوانب المتعلقة بالتنظيم، بدءًا من البنية التحتية وصولًا إلى الخطط التشغيلية واللوجستية.

تقييم شامل لملف الاستضافة

من ناحية أخرى، أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم تقييمًا شاملًا لملف الاستضافة السعودي؛ حيث قام خبراء من الفيفا بزيارة المملكة لتفقد المرافق الرياضية والبنية التحتية، والتأكد من مطابقتها للمعايير العالمية. وأبدى الخبراء إعجابهم الكبير بالخطط السعودية، وثقتهم في قدرة المملكة على تنظيم نسخة ناجحة من كأس العالم.

ويمثل فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034 إنجازًا تاريخيًا للرياضة السعودية، وخطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030.

كما أنه يعد فرصة حقيقية لتسليط الضوء على الحضارة والتراث السعودي. وتعزيز مكانة المملكة على الخارطة الرياضية العالمية.

تنمية القطاع السياحي

ومن المتوقع أن يسهم تنظيم كأس العالم 2034 في تنمية القطاع السياحي في المملكة. وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وتعزيز الاقتصاد الوطني.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تمتلك خبرة واسعة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى؛ حيث استضافت العديد من البطولات الدولية في مختلف الرياضات. وبالتالي تمتلك الكفاءة والقدرة على تنظيم نسخة ناجحة من البطولة.

السعودية تستضيف كأس العالم 2034

وتصدر ملف المملكة بشكل منفرد احتضان كأس العالم 2034 من دون أي منافس. مع استمرار ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال في التنافس على استضافة مونديال 2030.

وتستعد الرياض لاستضافة كأس العالم 2034 مع تقديمها لأفضل ملف تنظيم في تاريخ البطولات؛ حيث حصل على تقييم تاريخي بلغ 419.8 من 500 نقطة.

ويحظى الملف بدعم كبير من القيادة الرشيدة. بإشراف مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويحمل ملف المملكة لكأس العالم  2034 تحت شعار “معًا ننمو”.

يشمل ملف ترشح السعودية مجموعة من الملاعب التى تتوافر لها بنية تحتية حديثة لاستقبال المباريات. وتتميز بتصميمات وتكوينات جديدة، مقدمًا مقترحات مرتبطه بالرؤية والاستراتيجية الأوسع للبلد.

ملعب “نيوم”

وتستعد المملكة بمشاريع طموحة للملاعب في مواقع مميزة، مثل ملعب “نيوم” ضمن مشروع “ذا لاين”، وملعب “الأمير محمد بن سلمان” في مشروع القدية. كما تطرق الملف إلى ملاعب تتميز بتصاميمها التي تمتد هياكلها وأجزاؤها إلى الأحياء المجاورة، مثل ملعب “المربع الجديد” وملعب “روشن”.

ملعب “الملك سلمان الدولي

وأوضح التقرير أن جميع الملاعب السعودية تلبي معايير القدرة الاستيعابية، خاصة ملعب “الملك سلمان الدولي” الذي يستوعب 93 ألف متفرج ويستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية. كما تتوافق أرضيات الملاعب مع الشروط المطلوبة.

وتتمتع الملاعب والمناطق المحيطة بها بالأبعاد المناسبة. تشمل المشاريع البارزة ملعب “الجوهرة المشعة” في جدة، وملعب أرامكو في الخبر بتصميم مستوحى من الدوامات البحرية، بالإضافة إلى ملعب الأمير محمد بن سلمان في القدية بتصميم مبتكر.

كما يتم تطوير ملعب مدينة الملك فهد الرياضية لزيادة سعته إلى أكثر من 70 ألف متفرج، وتوسيع ملعب جامعة الملك خالد في أبها لاستيعاب أكثر من 45 ألف متفرج.

أخيرًا، سيُشيد ملعب نيوم في مشروع “ذا لاين”، ليكون الأكثر تميزًا عالميًا باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وتتضمن خطة الاستضافة أيضًا عشر مدن داعمة، تحتضن معسكرات المنتخبات وتوفر تجارب سياحية مميزة، مما يعكس التنوع الجغرافي والسياحي للمملكة.

ويستعرض ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 تجهيزات ضخمة تشمل أكثر من 230 ألف غرفة فندقية في المدن المضيفة والداعمة، و132 مقر تدريب موزعة على 15 مدينة، تشمل 72 ملعبًا مخصصًا للمعسكرات التدريبية.

عدد الفرق المشاركة في مونديال 2034 

تعد استضافة مونديال 2034 امتدادًا للإنجازات الرياضية الكبرى في المملكة؛ حيث ستكون أول دولة تنظم البطولة بنظامها الموسع الجديد بمشاركة 48 منتخبًا. كما ستكون السعودية رابع دولة آسيوية تستضيف كأس العالم، بعد اليابان وكوريا الجنوبية وقطر.

وتستعد السعودية لأن تصبح وجهة رياضية عالمية بفضل بنيتها التحتية المتطورة والمرافق الرياضية الحديثة. وفي سياق تاريخ كأس العالم، ستصبح المكسيك الدولة الأولى التي تنظم البطولة ثلاث مرات، في حين تسجل السعودية بداية جديدة بتاريخ البطولة.

تُظهر هذه الاستضافة الطموح السعودي في تعزيز مكانتها الدولية؛ حيث ستكون فرصة لاستعراض ثقافتها وتاريخها الغني، مع تحديات إضافية للمنتخب السعودي لتحقيق نتائج مميزة على أرضه.