تتجه المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموح لعام 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومزدهر قائم على المعرفة والابتكار. وفي قلب هذه الرؤية، يأتي دور الذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي لـ التحول الرقمي الشامل الذي تشهده المملكة.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.. ركيزة أساسية لرؤية 2030
لقد أدركت المملكة أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية؛ حيث ترتبط هذه التقنية المتطورة بطرق مباشرة وغير مباشرة بما يزيد على 66 هدفًا من أهداف رؤية 2030.
فمن خلال الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، تسعى المملكة إلى:
- تنويع مصادر الدخل: يهدف الذكاء الاصطناعي إلى دعم القطاعات والصناعات غير النفطية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد السعودي على المستوى العالمي.
- تحسين جودة الحياة: بينما يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية، وتحسين كفاءة البنية التحتية، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية.
- بناء اقتصاد قائم على المعرفة: كما يشجع الذكاء الاصطناعي على الابتكار والبحث والتطوير، ويسهم في بناء اقتصاد معرفي مبني على البيانات والتقنيات المتقدمة.
خطط المملكة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث تسعى جاهدة لترسيخ مكانتها كرائد إقليمي بهذا المجال. كما تهدف هذه الجهود الطموح إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين. حسب ما ورد على موقع “CNN بالعربي”.
وتتمثل أبرز المبادرات والخطط في:
- الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”: سدايا لها دور محوري في قيادة وتوجيه جهود المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي. وتعمل على تطوير الاستراتيجيات والبرامج اللازمة لتعزيز هذا القطاع، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي فيه.
- الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي: بينما تمثل هذه الاستراتيجية خارطة طريق واضحة لتحقيق أهداف المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي. كما تشمل مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تستهدف مختلف القطاعات.
- الاستثمار في البنية التحتية: تعمل المملكة على تطوير البنية التحتية اللازمة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بناء مراكز البيانات العملاقة والحوسبة السحابية.
- تطوير الكوادر الوطنية: تسعى المملكة إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال برامج التدريب والتأهيل المختلفة، وتشجيع البحث العلمي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات
- القطاع الصحي: كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية لتشخيص الأمراض وتطوير العلاجات، وفي تطوير الروبوتات الجراحية وأنظمة الرعاية الصحية “عن بعد”.
- القطاع التعليمي: يسهم الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجربة التعلم لكل طالب، وتوفير أدوات تعليمية مبتكرة، وتسهيل عمليات التقييم.
- القطاع الزراعي: بينما يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي من خلال تحليل البيانات المناخية والتربة، وتطوير أنظمة الري الذكية، ومراقبة المحاصيل “عن بعد”.
- القطاع الصناعي: يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة كفاءة الإنتاج، وتحسين جودة المنتجات، وتقليل التكاليف.
أمثلة على مشاريع ناجحة
- مشروع نومي: وهو منصة ذكية للرعاية الصحية المنزلية، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية للمرضى وتقديم النصائح الطبية.
- مشروع سدايا للذكاء الاصطناعي في التعليم: بينما يهدف المشروع إلى تطوير منصة تعليمية ذكية توفر محتوى تعليمي مخصص لكل طالب.
- مشروع الزراعة الذكية: يهدف المشروع إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي في المملكة.
“سدايا” والابتكار التكنولوجي
تؤدي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “SDAIA” دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار التكنولوجي في المملكة العربية السعودية. فهي تسعى جاهدة لتحقيق رؤية المملكة 2030 الطموح.
الأهداف الرئيسة لـ “SDAIA”
- حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي: وضع الأطر والقوانين اللازمة لضمان الاستخدام الأمثل للبيانات والذكاء الاصطناعي.
- توفير الإمكانيات: بناء البنية التحتية اللازمة لتطوير وتطبيق التقنيات الحديثة.
- تعزيز الابتكار: تشجيع البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتوفير الدعم للمبتكرين والشركات الناشئة.
- الارتقاء بالمملكة: جعل المملكة رائدة في مجال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.
دور “SDAIA” في تعزيز الابتكار التكنولوجي
- وضع الاستراتيجية الوطنية: وضعت “SDAIA” الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي تحدد الرؤية والأهداف الطموح للمملكة بهذا المجال.
- بناء القدرات: كما تعمل الهيئة على بناء القدرات الوطنية بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال برامج التدريب والتطوير المختلفة.
- دعم البحث والتطوير: بينما تقدم “SDAIA” الدعم المالي والفني للباحثين والشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- إنشاء الشراكات: تبني الهيئة شراكات قوية مع الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات العالمية لتعزيز التعاون والابتكار.
- تنظيم الفعاليات: كما تنظم “SDAIA” العديد من الفعاليات والمؤتمرات والورش التي تجمع الخبراء والمبتكرين لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
- توفير البيانات: تعمل الهيئة على توفير البيانات الضخمة التي يمكن للباحثين والشركات الاستفادة منها لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
أمثلة على مبادرات “SDAIA”
- برنامج البيانات اقتصاد المستقبل: يهدف البرنامج إلى تعزيز وتمكين القدرات الوطنية في مكاتب البيانات بالجهات الحكومية.
- المبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بالقطاعات المختلفة: مثل الصحة والتعليم والنقل.
- إنشاء مراكز الأبحاث المتقدمة: لتعزيز البحث والتطوير بمجال الذكاء الاصطناعي.
أهمية دور “SDAIA”
- تحقيق رؤية 2030: بينما تسهم “SDAIA” كثيرًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال تنويع الاقتصاد، وتعزيز الكفاءة الحكومية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
- تعزيز تنافسية المملكة: كما تساعد “SDAIA” في جعل المملكة أكثر تنافسية على المستوى العالمي من خلال تبني أحدث التقنيات والابتكارات.
- حل التحديات المعقدة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على حل العديد من التحديات التي تواجه المملكة، مثل: تحديات الطاقة، والمياه، والبيئة.
رؤية المملكة 2030
رؤية المملكة 2030 خطة طموح أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2016؛ لتقود التحول الاقتصادي والاجتماعي والوطني للمملكة، وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.
هذه الرؤية الشاملة تهدف إلى بناء مستقبل مزدهر ومستدام للمملكة، وتعزيز مكانتها كقوة عالمية مؤثرة.
أهداف الرؤية الرئيسة
- اقتصاد مزدهر: تنويع مصادر الدخل، وتعزيز القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين بيئة الأعمال.
- مجتمع حيوي: رفع مستوى المعيشة للمواطنين، وتحسين جودة الحياة، وتمكين المرأة والشباب، ودعم الثقافة والرياضة.
- وطن طموح: بناء حكومة فعالة، وتعزيز الكفاءة، ومكافحة الفساد، وتطوير البنية التحتية.
المحاور الرئيسة للرؤية
بينما تعتمد رؤية 2030 على ثلاثة محاور رئيسة تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المرجوة:
- المجتمع الحيوي: يركز هذا المحور على تطوير الإنسان السعودي وتمكينه، وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية، وتحسين جودة الحياة.
- الاقتصاد المزدهر: كما يهدف هذا المحور إلى بناء اقتصاد متنوع وقوي، قادر على المنافسة العالمية، وزيادة الإنتاجية والكفاءة.
- الوطن الطموح: يركز هذا المحور على بناء دولة حديثة وعصرية، تتميز بالحوكمة الرشيدة والشفافية، وتوفر بيئة جاذبة للاستثمار والأعمال.
المشاريع العملاقة
لتحقيق أهداف رؤية 2030، أطلق العديد من المشاريع العملاقة، مثل:
- نيوم: مدينة المستقبل التي ستعتمد على أحدث التقنيات، وتوفر بيئة عمل وحياه متكاملة.
- البحر الأحمر: مشروع سياحي ضخم يهدف إلى تطوير سلسلة من الجزر الفاخرة على البحر الأحمر.
- قدية: مدينة الترفيه والرياضة التي ستكون وجهة عالمية للترفيه والرياضة.
تأثير الرؤية على المملكة
حققت رؤية 2030 العديد من الإنجازات الملموسة خلال السنوات الماضية، ومن أبرزها:
- تنويع الاقتصاد: شهد الاقتصاد السعودي تنوعًا ملحوظًا، وارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.
- تحسين بيئة الأعمال: تبسيط الإجراءات الحكومية، ورفع ترتيب المملكة في مؤشرات سهولة الأعمال.
- تطوير البنية التحتية: شهدت المملكة تطويرًا كبيرًا في البنية التحتية، مثل: الطرق، والموانئ، والمطارات.
- تمكين المرأة: منح المرأة المزيد من الحقوق والمساواة، وزيادة مشاركتها في سوق العمل.