الدرعية.. عاصمة الدولة السعودية الأولى

الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى.. منطلق سياسي وثقافي شامخ
الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى.. منطلق سياسي وثقافي شامخ

تعد الدرعية رمزًا شامخًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، فهي ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي العاصمة الأولى للدولة السعودية، ومنها انطلقت أسس الوحدة والازدهار التي تشهدها المملكة اليوم.

الدرعية وتشكيل الهوية السعودية

لعبت الدرعية دورًا محوريًا في تشكيل الهوية السعودية، حيث كانت مركزًا سياسيًا وثقافيًا ودينيًا هامًا، ولا تزال آثارها شاهدة على عظمة الماضي وإلهامًا للمستقبل.

الدرعية منطلق الدولة ووحدة الكلمة

في عام 1744م، اتخذ الإمام محمد بن سعود من الدرعية عاصمة لدولته الفتية. لتشهد بذلك ميلاد الدولة السعودية الأولى. لم يكن هذا الاختيار مجرد قرار إداري، بل كان بداية عهد جديد. حيث وحد الإمام محمد بن سعود القبائل المتناحرة تحت راية واحدة، ونشر الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة.

كما أنه من الدرعية انطلقت الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب. لترسخ بذلك أسسًا دينية واجتماعية متينة قامت عليها الدولة السعودية. حسب ما ذكر موقع “العربية”. كما كانت الدرعية عاصمة سياسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ففيها كانت تدار شؤون الدولة، وتتخذ القرارات المصيرية، ويستقبل القادة والوفود. من هنا، نرى أن الدرعية لم تكن مجرد مدينة، بل كانت رمزًا للوحدة والقوة والسيادة.

الدرعية منارة الثقافة والعلم

لم يقتصر دور الدرعية على الجانب السياسي فحسب، بل كانت أيضًا مركزًا ثقافيًا وعلميًا هامًا. فقد جذبت المدينة العلماء والمفكرين والأدباء من مختلف الأنحاء، ما ساهم في ازدهار الحركة العلمية والثقافية. انتشرت الكتاتيب والمساجد التي تعلم فيها القرآن الكريم وعلوم الدين واللغة العربية، وأصبحت الدرعية منارة للعلم والمعرفة.

كما ازدهرت في الدرعية الفنون والعمارة، وشيدت القصور والمباني التي تعكس ذوقًا رفيعًا ومهارة عالية. يعتبر حي الطريف التاريخي في الدرعية شاهدًا حيًا على هذا الازدهار، حيث يضم العديد من القصور والمباني الأثرية التي تجسد تاريخ الدولة السعودية الأولى.

اهتمام القيادة الرشيدة

تلقى الدرعية اليوم اهتمامًا كبيرًا من القيادة الرشيدة، التي تبذل جهودًا حثيثة لإحياء هذا المعلم التاريخي الهام. كما يتم ترميم المباني الأثرية وتطوير المرافق بهدف تحويل الدرعية إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية. إن الاهتمام بالدرعية لا يقتصر على الاحتفاء بماضيها، بل هو أيضًا استلهام لقيم الوحدة والعزة والازدهار التي قامت عليها الدولة السعودية. بينما تعلمنا الدرعية أن الأمم تبنى على أسس راسخة من الوحدة والعلم والثقافة، وأن الفخر بالتاريخ يعد حافزًا قويًا للمضي قدمًا نحو المستقبل.

الرابط المختصر :