كتبت- صبحة بغورة:
من ليس لديه صندوق أسرار يحتفظ به لنفسه ويحفظ عليه، يخشى أن تنكشف محتوياته لغيره منعًا للإحراج، كثيرون هم من يحملون أسرارًا ويتساءلون إلى متى تظل هذه الأسرار مخبأة بين أضلعهم وفي أعماق نفوسهم؟
صدمة التبني
نعرف أنه مهما مرت الأيام والأعوام فسوف يأتي اليوم الذي يضيقون بها، وحينها تظهر الحقيقة وقد تتسبب في عواقب وخيمة، لذا؛ يجب قول: وداعًا للوهم ومرحبًا بالحقيقة.
“أخفيت الحقيقة عن ابني المتبنى فعرفها من غيري وخسرته للأبد”.. قالتها سيدة “57 سنة”. شاء القدر أن تحرم وزوجها من نعمة الأطفال، لم يدريا سبب التأخر عن الإنجاب، لكن زوجها رفض أن يستشير الأطباء واصفًا ذلك بالعار، لذا؛ تقبلت هذا الوضع وأكملت حياتها الزوجية دون أولاد.
لكن الوقت تغير وأصبح الملل والفراغ يسود كل أرجاء المنزل حتى عرضت على زوجها حل التبني، عارض في البداية لكن سرعان ما قبل، وحظيا بأجمل طفل في الوجود، ملأ حياتهما حبًا وفرحًا وسرورًا.
كبر الولد في جو عائلي ودفء أسري لا مثيل له، لكن الفرحة لم تدم طويلًا، عندما أعلمه صديق له بالحقيقة التي سمعها بعد ذلك من أمه، فثار غضبه ووصفهما بالمنافقين والمجانين، ثم رحل.
من حق المريض معرفة الحقيقة
عادة ينتظر المريض دائمًا أخبارًا سارة يتلمس منها بصيص أمل في الشفاء. ومن هذا المنطلق قررت سيدة “35 سنة”، إخفاء حقيقة مرض أخيها المصاب بالمرض الخبيث.
وقد بقي بالمستشفى أشهر عديدة، وكان يظن أنه مصاب بمرض آخر غير خطير. ويعتقد أن مكوثه بالمستشفى كان بسبب إجراء التحاليل فقط.
كانت تستقبل زيارات الأصدقاء، حتى جاءه يومًا أحدهم من السفر، ومن حديثه فهم حقيقة مرضه. وأنه لا يمكنه الشفاء منه، فبقي في حالة يرثى لها، وبقي أسبوعًا مكتئبًا.
وفي ليلة ظل يذكر فضائل الصدق ويوصي بعدم الكذب، وفي اليوم التالي وجدته غارقًا في دمائه منتحرًا.
زوج أمي سبب تعاستها ولم تجرأ على البوح بالحقيقة
هذه فتاة “23 سنة” توفى أبوها وتركها صغيرة، وأمام إصرار جدها تزوجت أمها بصديق خالها. وكان يردد دائمًا أن الفتاة ليست ابنته، وأنها عبء عليه.
وكان أحيانًا يضربها ويشتمها، في غياب أمها، وكل مرة يكرر سلوكه معها. ولكن في مرة كان عنيفًا معها وسبب لها عاهة لاتغتفر وهددها بالطرد من المنزل إن تفوهت بكلمة.
وخوفًا على أمها كذبت ونسبت الجريمة لابن عمها فقتله خالها، وبقيت هي تتعذب.
هذه نماذج من واقع الحياة لم ترحب بالحقيقة في حينها. وتركت السر يختمر في دائرة الوهم، حتى لم تعد للحقيقة فضل.