شهد مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، أمس الثلاثاء. احتفالية كبرى لتكريم أبرز نماذج النجاح من الشباب في مختلف المجالات. وذلك في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بـدور الشباب في بناء مستقبل دول الخليج.
شباب خليجي.. إبداع وريادة وإنجاز
أقيم الحفل تحت شعار “شباب خليجي.. إبداع ريادة إنجاز”، وحضره نخبة من كبار المسؤولين والسفراء والشخصيات البارزة. إلى جانب حشود من الشباب المتميزين من جميع دول المجلس. كما شهد الحفل عرض فيلم تسجيلي عن نجاحات وتقدم الشباب الخليجي.
وخلال كلمته في الحفل، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، تبني مقترح طموح بإنشاء “مجلس الشباب”.
ويأتي مجلس الشباب ضمن هيكل الأمانة العامة للمجلس، كمبادرة تأتي انطلاقا من رؤية استراتيجية تستهدف تمكين الشباب الخليجي. ليصبحوا شركاء فاعلين في صياغة السياسات المستقبلية. فضلا عن تعزيز التكامل بين دول المجلس، مؤكداً أن “مجلس الشباب” الجديد سيمثل منصة مؤسسية دائمة تخدم هذه الأهداف النبيلة.
مهام محورية تخدم قضايا الشباب
وأضاف الأمين العام أن “مجلس الشباب الخليجي” سيضطلع بمهام محورية، تخدم قضايا الشباب وتطلعاتهم. فيما يصبح بمثابة الصوت الموحد لهذه الشريحة الحيوية على مستوى دول الخليج. كما ستشمل مهام المجلس مناقشة أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب في المنطقة. واقتراح مبادرات مشتركة ومبتكرة في قطاعات التعليم، والابتكار، وريادة الأعمال، والعمل التطوعي، والمواطنة الرقمية.
كما سيعمل المجلس على إعداد تقارير وتوصيات مفصلة ترفع إلى وزراء الشباب والرياضة في دول المجلس. بينما يتخذ اللازم بشأنها.
علاوة على ذلك، سينظم المجلس “منتدى الشباب الخليجي السنوي”. الذي سيمثل منصة حوار مفتوحة ومباشرة بين الشباب وصناع القرار. في حين يهدف إلى بناء جسور تواصل فاعلة تخدم مصلحة الشباب والمجتمعات الخليجية.
واعتبر البديوي أن القيمة المضافة لهذا المقترح تكمن في تعزيز وحدة الصف بين الشباب الخليجي. ودعم الرؤى الوطنية الطموحة لدول المنطقة، من خلال الاستثمار الأمثل في تنمية رأس المال البشري.
نقلة نوعية للعمل الشبابي المشترك
وفي سياق متصل، أشار البديوي إلى أهمية “مؤشر الشباب الخليجي” الذي أطلقته الأمانة العامة بدعم من الدول الأعضاء، واصفا إياه بأنه “أداة علمية دقيقة” ترصد واقع الشباب. كما تقيس مدى تقدمهم وتسلط الضوء على المجالات التي تستدعي مزيداً من التحسين. مؤكداً أنه يشكل “نقلة نوعية للعمل الشبابي المشترك”.
وكشف الأمين العام عن أن الفئة العمرية من 15 إلى 34 عاماً تمثل نحو 36 % من إجمالي سكان دول المجلس، معتبراً إياهم مورداً بشرياً هائلاً يستوجب استثماره بالشكل الأمثل. كما أشار إلى أن نسبة مشاركة الشباب في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية تجاوزت 40 في المائة في بعض الدول الأعضاء.
وحول ملف تمكين الشباب الخليجي، لفت البديوي إلى أن نسبة المشاريع الريادية التي يقودها شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً تجاوزت في بعض دول المجلس 40 % من إجمالي المشاريع الناشئة. معتبراً ذلك “مؤشراً بالغ الدلالة على روح المبادرة والمسؤولية العالية التي يتحلى بها شباب الخليج”. كما رصد المؤشر تنامياً ملحوظاً في استخدام المنصات الرقمية والتقنية في مجال ريادة الأعمال، مما يستدعي توفير دعم أكبر للتقنيات الحديثة ومسرعات الأعمال ضمن الخطط الوطنية.
وأكد البديوي أن الأمانة العامة للمجلس تواصل جهودها الحثيثة بالتعاون والتنسيق مع وزارات الشباب والرياضة في دول المجلس لتفعيل برامج نوعية. من شأنها تعزيز ثقافة الريادة ودعم الابتكار وفتح آفاق أوسع أمام الطاقات الشابة لتحقيق المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة.
الشباب الخليجي يمثل “رمزاً للعطاء والطموح وعنواناً للمستقبل المشرق”
من جانبه، أكد معالي الشيخ عبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، في كلمته، أن الشباب الخليجي يمثل “رمزاً للعطاء والطموح وعنواناً للمستقبل المشرق، والمحرك الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة”. وأضاف أن قادة دول المجلس انطلقوا منذ تأسيسه “من رؤية راسخة تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان. وخاصةً طاقات الشباب، هو الطريق الأمثل لبناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة”، مشيراً إلى حرص دول المجلس على تبني سياسات واستراتيجيات فاعلة لتمكين الشباب وفتح أمامهم آفاق الإبداع والتميز.
بدوره، نوّه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن فهد بن فرحان آل سعود. بأن تكريم الشباب الخليجي في هذا الحفل يعكس الإيمان العميق بدورهم المحوري في بناء الأوطان وصناعة المستقبل المشرق، مضيفاً: “لقد أثبت شبابنا في أكثر من مناسبة أنهم على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والطموح”.
وأشار سموه إلى أن المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من الدعم اللامحدود من قيادتها الرشيدة و”رؤية 2030″ الطموحة، تضع الشباب في صميم اهتماماتها وتؤمن بقدراتهم الكامنة على أن يكونوا شركاء فاعلين في مسيرة التنمية الشاملة وركائز أساسية في النهضة التي تشهدها البلاد. كما استهشد بالإنجازات الرياضية والعملية والابتكارية التي حققها الشباب السعودي والتي تؤكد على أهمية الاستثمار في العنصر البشري.
دعم الشباب بإطلاق مبادرات لدعم التعاون الخليجي
وأشاد الوزير السعودي بالجهود الملموسة التي تبذلها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في دعم الشباب من خلال إطلاق مبادرات متنوعة وتنفيذ مشاريع مشتركة وبرامج نوعية. تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم وتوفير بيئة محفزة لهم على الإبداع والابتكار. معتبراً هذا التكريم خير دليل على هذا الاهتمام. فيما أكد أهمية مواصلة التعاون والتكامل الوثيق بين دول المجلس بما يسهم في فتح آفاق المستقبل المشرق أمام الشباب الخليجي.
وفي ختام الحفل، ألقى كل من الشاب أحمد العواضي والشابة رزان العقيل كلمة معبرة بالنيابة عن شباب الخليج. فيما أكدا خلالها أن هذا الاحتفال يجسد الرؤية الثاقبة لقادة دول المجلس في تمكين الشباب وصناعة مستقبل واعد قائم على الإبداع والريادة والابتكار. ونوّه المتحدثان بتصدر دول الخليج العربي مؤشرات تنمية الشباب وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
وأوضحا أنهما يحملان صوت أكثر من 25 مليون شاب في منطقة الخليج. حيث يمثلون جيلا يشكل 60 في المائة من سكان العالم العربي، ويعد أكبر جيل شباب حول العالم في التاريخ. فيما أشاروا إلى تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل 10 سنوات قراراً أممياً هاماً يدعو إلى المشاركة الفعالة للشباب في جهود السلم والأمن.
تكريم النماذج الشابة
في حين اختتمت فعاليات الاحتفال بتكريم النماذج الشابة، وسط أجواء احتفالية عكست التقدير الكبير لدورهم وإنجازاتهم الملهمة، والتأكيد على أن الشباب الخليجي يمثل الثروة الحقيقية، والمستقبل المشرق لدول المنطقة.