تعد الصداقة علاقة سامية تقوم على التفاهم، الراحة النفسية، الاحتواء، والتماس الأعذار للطرف الآخر حتى لو أخطأ. هدفها الأسمى هو كسب القلوب وتجنب المواقف التي تتطلب اللوم والتبرير المستمر. فماذا لو تجسدت هذه العلاقة السامية بين الأم وابنتها؟
إنها علاقة فريدة من نوعها، تحمل في طياتها مفتاح تربية سليمة ونمو نفسي مستقر للفتاة.نستعرض في هذا المقال الخطوات الصحية لبناء وفقًا لما ورد في “health”.
1. كوني موضع الثقة والملاذ الآمن
ابنتك تحتاج إلى أن تجد فيكِ الملاذ الآمن والملجأ الأول عندما تواجه مشكلة أو ترغب في مشاركتك تفاصيل يومها. كوني لها مرشدة حكيمة في الأمور العاطفية والحياتية، وامنحيها مساحة من الثقة والأمان لتخبرك بكل جديد في حياتها دون خوف أو تردد.
هذه الثقة المتبادلة هي حجر الزاوية في بناء علاقة صداقة قوية.
2. الحب والتفهم: وقود العلاقة الصحية
لا تستهيني أبدًا بالتعبير عن مشاعر الحب والتقدير تجاه ابنتك. احتضانها والتعبير اللفظي عن حبك يعزز لديها القدرة على تكوين علاقات صحية في المستقبل. هذا الحب غير المشروط يحميها من مشاعر التوتر والخوف من الرفض، ويجعلها واثقة بنفسها، قادرة على تحدي الصعاب بثبات وقوة.

3. الذكاء العاطفي: جسر لتجاوز الاختلافات
من الطبيعي أن تحدث اختلافات في الآراء أو صعوبة في التفاهم بين الأم وابنتها، خاصة بسبب فارق العمر. ولتجاوز هذه الخلافات، استخدمي الذكاء العاطفي بوضع نفسك مكان ابنتك، وتذكري كيف كنتِ تتصرفين في عمرها. تقبلي الاختلاف بروح مرنة وصبر، ولا تدعيه يتحول إلى خلاف يؤثر على جوهر العلاقة بينكما.
4. الإنصات الإيجابي: افهمي ما وراء الكلمات
احرصي على الإنصات باهتمام حقيقي، وحاولي أن تفهمي ما وراء إيماءات ابنتك وكلماتها من مشاعر. كوني لها الصديقة الناصحة التي تستمع لتتفهم، لا الأم المسيطرة التي تستمع بهدف البحث عما يدين ابنتها ويجعلها في موضع التبرير ونفي الاتهام. الإنصات الفعال يبني الثقة ويفتح قنوات التواصل الصادقة.
5. كوني قدوة حسنة
أنتِ تشكلين العلاقة المستقبلية لابنتك مع زوجها وحياتها الأسرية. كوني زوجة صالحة وأمًا يقتدى بها في حل المشكلات الأسرية. علميها الصبر، التغافل عن الزلات، الاهتمام بمظهرها، واحترام قدسية العلاقة الزوجية. تصرفاتك هي الدرس الأكبر والأكثر تأثيرًا في حياتها.
6. تجنبي القسوة والسخرية
القسوة، الجفاء، والسخرية من ابنتك سيجعلها تتجنب التحدث معكِ خوفًا من ردود أفعالك المسبقة، وتجنبًا لمشاعر الغضب وتدني تقدير الذات. أثبتت الأبحاث أن العديد من العقد النفسية والمشاكل العاطفية التي تعاني منها الفتيات تنبع من علاقات معقدة وغير صحية مع أمهاتهن. لذا، اعملي على تقوية العلاقة مع ابنتك باللين والتفهم.
7. كوني كاتمة أسرارها
عندما تفضي إليكِ ابنتك بسر ما، احرصي على كتم أسرارها. هذا التصرف يعزز لديها الشعور بالأمان والثقة تجاهكِ، كما يجعلها تعتبركِ صندوق أسرارها. احذري من إدخال طرف ثالث بينكما، فذلك قد يهدم جسور الثقة التي بنيتها بصعوبة.
8. التقارب الفكري: فهم مراحل النمو
يزداد التقارب الفكري بينكما بفهمك لاحتياجات وخصائص كل مرحلة عمرية تمر بها ابنتك، بداية من الطفولة، مرورًا بمرحلة المراهقة، وصولًا إلى مرحلة الشباب. كل مرحلة لها ما يميزها من صفات وتحديات، كما أن فهمك لهذه الفروقات يساعدك على التعامل معها بذكاء وحكمة، ويعزز من التقارب الفكري والعاطفي بينكما.
وأخيرًا فإن، بناء علاقة صداقة قوية بين الأم وابنتها ليس مجرد هدف؛ بل هو استثمار في صحة ابنتك النفسية ومستقبلها، فهل أنتِ مستعدة لبدء هذه الرحلة؟