الألماس.. زينة أعناق الجميلات

كتبت- صبحة بغورة:

يحتل الألماس صدارة أفخر أنواع الأحجار الكريمة والحلي الطبيعية، وهو عنوان فخامة الجواهر التي تصيب بحضورها رؤوس النساء بالدوار؛ إذ يكسبهن الإشراقة الباهرة من سحر القارة السوداء وجمالها، فتستلهم المرأة منه معاني الجمال وتتذوق معه الإبداع وتعيشه.

من ترتدي الألماس؟

لم يقتصر الألماس على المرأة الثرية الناضجة فحسب، فقد طوعه المصممون وورش الصاغة، ليصبح بإمكان الفتيات والمراهقات أن يقتنينه في ساعات المعصم المرصعة، والخواتم والأقراط. حيث تمتزج فيها البساطة مع الفخامة. بما أن مواضع الزينة تركزت منذ القدم على العنق والمعصم والأذن بشكل رئيس.

وتقدر جودة الألماس دائمًا بالنظر إلى أربعة معايير وهي: القيراط، والنقاء، واللون، والقطع. بالإضافة إلى الأبعاد والقياسات.

والألماس رمز القوة لأنه في الأساس فحم كربوني متحول إلى الألماس، بفعل الأكسدة على مر ملايين السنين.

ويعتبر من أقسى الأحجار على الإطلاق. وهناك دول كثيرة تنتج الألماس، لكن أفضل الأنواع هي المستخرجة من مناطق وسط وجنوب قارة إفريقيا.

ويختلف ثمنه حسب نوعية الحجر وصفاته وحجمه، ولون وشدة لمعانه، ودرجة نقائه من الشوائب، وكذلك شكله، فهناك أشكال كثيرة لقصات أحجار الألماس، مثل: البرلانت وهو الشكل الرائج، والباغيت، والماركيز، والهارتس وغيرها.

وهي على ألوان متعددة، مثل: الأبيض والأسود والأصفر والزهري. وكلما ازداد حجمه ازدادت قيمته. أما قطعه فيعتمد على مهارة خبير القطع الذي بوسعه أن يطلق جمال الألماسة بمهارته وفنه ودقة تعامله مع هذا الحجر القاسي في تكوينه والرقيق في تعبيره.

ماسة “كوه-النور”

أما ماسة “كوه-النور” فتعود قصتها إلى معركة خاضها الفرس ضد المغول في الهند عام 1738م. وانتصر فيها القائد الفارسي نادرشاه، الذي اقترح أن يحصل تبادل للعمائم التي كان يرتديها قادة المعركة كإثبات لحسن النية.

وتفاجأ عندما فض العمامة التي حصل عليها سقوط هذا الحجر الكريم فدفعه فضوله إلى أن يتساءل: هل هذا حجر أم كوه نور؟ ومنذ ذلك اليوم أطلق على الماسة اسم “كوه نور”.

ولكن لا يعرف تحديدًا من اكتشفها، وإن كانت بعض الأساطير تروي أنها كانت لأول قائد مغولي حكم الهند في القرن السادس عشر.

ويقال في ذلك الوقت، بأن ثمنها يعادل نصف النفقات التي كان ينفقها سكان العالم في يوم واحد. وهكذا انتقلت ملكية هذه الماسة لعدد من الحكام إلى أن قدمها المهراجا “دوليب سينق” عام 1849 للملكة فيكتوريا. فأصبحت من ممتلكات التاج الملكي البريطاني حتى يومنا هذا.

أما الألماسات الكولونالية، وهي أندر الألماسات المقصوصة فقد تم اكتشافها في جنوب إفريقيا عام 1905. وكانت تعتبر أكبر ماسة من نوعها. حيث تزن 3106 قراريط. وقد تم قصها إلى قطعتين تعدان كبر وأندر الألماسات المقصوصة على هذه الدرجة من النقاء في العالم وقد استغرقت عملية معالجتها 8 أشهر.

 

أجمل من خاتم ماسي

ليس هناك أجمل من خاتم ماسي، يزين يد المرأة كي تعلن للعالم أن رجلًا فاز بقلبها وحبها إلى الأبد. فقد أصبح الماس بالنسبة للمرأة والرجل، جزءًا من عادات الزواج. فهو لا يرمز للحب وللعلاقة العاطفية بين الطرفين فحسب، بل صار مع مرور الوقت رمزًا لخلود هذا الحب وأبديته.

فلا عجب من ذلك؛ لأن للماس مدلولات كثيرة ومتنوعة وتختلف من أمة لأخرى على حسب مفاهيم تلك الأمم وتراثها.

وصفات الماس، ما لبثت أن تحولت إلى أساطير دائمة تختلف رواياتها وحكاياتها. ففي الهند تروي الأساطير أن قوة الماس تنتج من شكله الثماني. الذي ينثر الضوء مشكلًا ألوان قوس قزح على خلاف الأحجار الكريمة الأخرى.

رمزية الألماس

كما أنه رمز للقوة والنفوذ، إذ كان الناس يظنون أنه قادر على قهر العديد من الأخطار كالأفاعي والنار والسموم والأمراض والفيضانات والأرواح الشريرة.

أما الإغريق فكانوا يعتقدون أن الماس هو دموع الآلهة – وفق معتقدهم – وأن النار الكامنة فيه تعكس لهيب الحب، وكانوا يبحثون عن الماس لما يتمتع به من متانة وصلابة. ومن هنا جاءت كلمة ” أداماس” في اللغة الإغريقية القديمة وتعني “المنتصر”.

ومع مرور الزمن أصبح الألماس رمزًا لرباط الحب الوثيق. وكذلك أسبغ الرومان عليه قوة الرومانسية معتقدين أنه قطع من نجوم هوت إلى الأرض.

وقد بقي الماس في العصور الوسطى، رمزًا للرومانسية ليصبح فيما بعد أوفى ناقل أمين لمشاعر الحب بين العاشقين. وأصدق معبر عن الرغبة في الارتباط المقدس.

وعادة يوضع خاتم الخطوبة “الماسي” في أصبع الخنصر من اليد اليسرى. وهي عادة تنسب للمصريين القدماء. حيث كانوا يعتقدون أن شريان الحب يخرج من هذا الأصبع لينتهي إلى القلب.

وبقدر كما يضفي الألماس من جمال وأنوثة على مرتديته بقدر ما الانتباه إلى والطريقة الصحيحة لكيفية استخدامه؛ إذ إن لكل شيء أصول وبالتأكيد للألماس إتكيت خاص منها:

  •  يقتصر وضع الإكسسوارات الألماسية التي تزين دبابيس الشعر أو التي ترصع تيجان الرأس على حضور الحفلات المسائية ومناسبة السهرات. وليس من المناسب أبدًا التحلي بها في أوقات النهار.
  •  وضع المجموعة المتكاملة من الألماس: الخاتم، السوار، القلادة لا يكون إلا في المساء وحضور السهرات. وإلا فإن مظهر المرأة سيكون مبالغًا فيه وبعيدًا عن الأناقة.
  •  خلال أوقات النهار لا يتطلب الكثير من الإكسسوار. لذا؛ فإن قطعة واحدة أواثنتان من الجواهر تكون كافية ويفضل أن تكون صغيرة وناعمة.
  •  من المقبول أن تضع المرأة ساعة يد مرصعة بالأحجار الكريمة وقلادة ناعمة وحلقًا بحجر ماس صغير.

عمومًا يكفي أن ترتدي المرأة قطعة واحدة من الألماس خلال النهار، وأن تتزين بالمجموعة الكاملة في المساء. وهذا ليس فقط من أجل أن يبدو مظهرها مقبولًا وأنيقًا وعصريًا، بل أيضًا لأنه مفيد من الناحية العملية أن تتفادى بعدم وضع خواتم ذات أحجار كريمة في النهار مع ما تقوم به من أعمال حتى لايصاب بالخدوش.

وللعناية بالألماس، تُنظف الحلي بالماء الدافئ وفرشاة أسنان، مع الانتباه إلى الاحتفاظ بالحلي الماسية منفصلة عن باقي الجواهر.

الرابط المختصر :