في اكتشاف أثري مثير، عثر علماء الآثار في مصر على سيف يعود إلى 3000 عام تقريبًا، يحمل بصمات العصر الفرعوني العظيم. يرتبط هذا السيف اللامع باسم أحد أقوى الفراعنة في التاريخ، وهو رمسيس الثاني، الذي يعتقد أنه الفرعون الذي ورد ذكره في القرآن. وفي هذا المقال نستعرض أهمية هذا الاكتشاف وتفاصيل الحدث. وفقًا لما ذكره موقع dailymail.
السيف البرونزي
تم العثور على السيف البرونزي في أنقاض حصن عسكري قديم في حوش عيسى، وهي مدينة مصرية غنية بالتاريخ العسكري. وقد زين السيف بعلامات تدل على ارتباطه برمسيس الثاني؛ ما يجعله قطعة أثرية فريدة من نوعها تحمل في طياتها قصصًا وحكايات من عصر الفراعنة.
يرى الخبراء أن هذا السيف لم يكن ملكًا لرمسيس الثاني شخصيًا. بل من المحتمل أنه كان ملكًا لأحد قادته العسكريين الذين خدموا تحت إمرته. ويعكس هذا الاكتشاف الأهمية العسكرية لهذا الحصن، ودوره في حماية حدود مصر.
وقالت إليزابيث فرود، عالمة المصريات بجامعة أكسفورد والتي لم تشارك في الحفريات، لصحيفة واشنطن بوست: “إن وجود شيء يحمل خراطيش رمسيس الثاني يوحي لي بأنه ينتمي إلى شخص ذي مكانة عالية نسبيًا”. مضيفة “إن القدرة على عرض مثل هذا الشيء، حتى لو كان من المفترض أن يكون داخل غمد، كانت علامة على المكانة والهيبة”.
وتم اكتشاف السيف في موقع يسمى تل البقين، والذي قال الخبراء إنه كان “موقعًا عسكريًا بالغ الأهمية”.
قطع أثرية متنوعة
وليس السيف وحده ما تم اكتشافه في هذا الموقع الأثري. بل عثر العلماء أيضًا على مجموعة متنوعة من القطع الأثرية الأخرى. مثل المجوهرات والتمائم والكتل الحجرية المنقوشة بأسماء ملوك وملكات مصر القديمة. هذه الاكتشافات تفتح نافذة على حياة الجنود المصريين القدماء وعاداتهم ومعتقداتهم الدينية.
قوة وسيطرة رمسيس الثاني
لطالما ارتبط اسم رمسيس الثاني بالفرعون الذي استعبد بني إسرائيل في التوراة. وقد غذت العديد من الأفلام والروايات هذه النظرية، وجعلته شخصية أسطورية في الوعي الشعبي. ورغم أن هناك العديد من النقاشات العلمية حول صحة هذه الرواية، إلا أن اكتشافات مثل السيف المكتشف حديثًا تزيد من الغموض حول هذا الموضوع.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا تطورات تكنولوجية مكنت العلماء من إعادة بناء وجوه المومياوات الفرعونية بدقة عالية. وقد تم تطبيق هذه التقنية على مومياء رمسيس الثاني؛ ما كشف عن ملامح وجهه الحقيقية. وقد أظهرت هذه الدراسات أن رمسيس كان رجلاً وسيمًا يتمتع بشخصية قوية.
ويذكر أن رمسيس الثالث قد هزم شعوب البحر، وهم مجموعات من البحارة العدوانيين، في عام 1178 قبل الميلاد، عندما حاولت إحدى القبائل غزو البلاد. وقد كان معروفًا بين خلفائه بـ”السلف العظيم” لقيادته العديد من الحملات العسكرية، وتوسيع الإمبراطورية المصرية لتمتد من سوريا في الشرق إلى النوبة في الجنوب.
وكانت معاركه الأكثر شهرة هي معركة قادش. التي وقعت في عام 1247 قبل الميلاد ضد الحثيين في ما يعرف الآن بسوريا. حيث قاد رمسيس بنفسه الهجوم عبر صفوف الحثيين بحوالي 20 ألف جندي.
ولكن ما جعل المعركة مشهورة هو أنها كانت واحدة من أكبر معارك العربات في العالم، وأدت إلى أول معاهدة سلام مسجلة بعد انتهاء المعركة بالتعادل.
أهمية الاكتشاف
يعد اكتشاف سيف رمسيس الثاني إضافة قيمة إلى المعرفة التاريخية عن مصر القديمة. فهو يساهم في فهمنا للحياة العسكرية في ذلك العصر، ويربطنا بشكل مباشر بأحد أعظم الفراعنة في التاريخ. كما يفتح الباب أمام المزيد من الدراسات والبحوث التي من شأنها أن تكشف لنا المزيد عن أسرار الحضارة المصرية القديمة.