أزياء وحُلي سكان قبيلة ثقيف.. تصميمات فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة

أزياء وحُلي سكان قبيلة ثقيف السعودية.. تصميمات فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة
أزياء وحُلي سكان قبيلة ثقيف السعودية.. تصميمات فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة

في قلب منطقة الباحة الخلابة؛ حيث تتعانق قمم السروات الشاهقة مع الوديان العميقة، تحتفظ قبيلة ثقيف العريقة بإرث ثقافي فريد يتجلى بأبهى صوره في أزيائها وحليها التقليدية.

أزياء وحُلي سكان قبيلة ثقيف السعودية

هذه التصميمات ليست مجرد قطع قماش أو معادن مزخرفة، بل هي حكايات صامتة تروي تاريخ القبيلة وعاداتها وتقاليدها المتوارثة عبر الأجيال. وبينما يلامس عبق الماضي تفاصيلها الدقيقة، تنجح لمسة عصرية في إضفاء حيوية متجددة عليها، لتشكل بذلك مزيجًا ساحرًا يجمع بين الأصالة العريقة والحداثة الأنيقة. حسب موقع “CNN” بالعربي.

الأزياء التقليدية وحكاية ألوان ونقوش

تتميز أزياء قبيلة ثقيف بتنوعها وثرائها؛ حيث تختلف التصاميم والألوان والخامات المستخدمة تبعًا للمناسبة والعمر والمكانة الاجتماعية. فالأزياء اليومية تتسم بالبساطة والعملية، مع التركيز على الأقمشة المريحة التي تتناسب مع طبيعة المنطقة ومناخها المعتدل. أما أزياء الاحتفالات والمناسبات الخاصة، فتتزين بأبهى الحلل، وتزدان بالتطريزات اليدوية الدقيقة والزخارف الهندسية والنباتية التي تعكس ذوقًا فنيًا رفيعًا ومهارة حرفية عالية.

يعد “الثوب الثقفي” من أبرز عناصر الزي التقليدي للرجال، وهو عبارة عن ثوب طويل فضفاض مصنوع من القطن أو الكتان، كما يتميز بتطريزات بسيطة وأنيقة حول الياقة والأكمام. وفي المناسبات الرسمية، يرتدي الرجال “المشلح” أو “البشت” الفاخر، وهو عباءة واسعة مطرزة بخيوط الذهب أو الفضة، تضفي عليهم وقارًا وهيبة.

أما بالنسبة للنساء، فتتنوع أزياؤهن بشكل لافت. “المرودن” هو أحد التصاميم التقليدية الشهيرة، وهو عبارة عن ثوب واسع بأكمام طويلة وواسعة، غالبًا ما يكون مصنوعًا من أقمشة ملونة ومزخرفة بنقوش بديعة. كما ترتدي النساء “المسدح”، وهو غطاء للرأس مطرز بألوان زاهية ونقوش مميزة. وتتزين الفتيات الصغيرات بأثواب ملونة وبسيطة، تعكس براءتهن وجمالهن الطبيعي.

الحُلي لغة الأناقة والرمزية

لا تقل الحُلي أهمية عن الأزياء في التعبير عن هوية وجمالية نساء قبيلة ثقيف. فالقطع الذهبية والفضية المرصعة بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة ليست مجرد أدوات للزينة، بل تحمل في طياتها دلالات اجتماعية وثقافية عميقة.

تعد “الكردان” أو “العقد” من أبرز قطع الحُلي؛ حيث تتنوع تصاميمه وأحجامه، وتزين بالليرات الذهبية والخرز الملون والأحجار الكريمة التي تضفي على عنق المرأة جمالًا وسحرًا خاصًا. كما تعد “الأساور” و”الخواتم” و”الأقراط” جزءًا لا يتجزأ من أناقة المرأة الثقفية، وتتميز بتصاميمها الفريدة التي تجمع بين البساطة والفخامة.

تستخدم الفضة أيضًا بشكل واسع في صناعة الحُلي، خاصة الخلال والأحزمة الفضية المزخرفة التي تزين الخصور. وتضفي على القامة رشاقة وأناقة. كذلك تتوارث النساء قطع الحُلي الثمينة جيلًا بعد جيل. لتصبح جزءًا من تاريخ العائلة ورمزًا للارتباط بالجذور.

لمسة عصرية تحافظ على الأصالة

وفي ظل التطورات العصرية والانفتاح الثقافي، لم تتخل قبيلة ثقيف عن تراثها العريق في مجال الأزياء والحُلي. بل شهدت السنوات الأخيرة جهودًا ملحوظة لإعادة إحياء هذه التصميمات التقليدية ودمجها بلمسات عصرية مبتكرة.

كما يبرز دور المصممين المحليين والحرفيين المهرة في تطوير هذه الأزياء والحُلي. إذ يستلهمون النقوش والألوان والخامات التقليدية. ويضيفون إليها رؤيتهم الفنية المعاصرة، ليقدموا تصاميم فريدة تناسب مختلف الأذواق وتلبي احتياجات الحياة الحديثة.

ونجحت العديد من المبادرات في عرض هذه الأزياء والحُلي في المعارض والمهرجانات المحلية والإقليمية. ما ساهم في تعريف الجمهور بجمالياتها وقيمتها الثقافية. كما أن هناك إقبالًا متزايدًا من الشباب على ارتداء هذه الأزياء التقليدية في المناسبات الخاصة. تعبيرًا عن فخرهم بهويتهم وانتمائهم.

الرابط المختصر :