يشهد “عالم العمل” اليوم، وتيرة متسارعة من التغيرات والتحديات، تزيد الضغوط على الموظفين وتجعلهم أكثر عرضة للإصابة بما يسمى “الاحتراق الوظيفي”.
هذا المرض العصري، الذي يهدد صحتنا النفسية والجسدية، يستدعي منا التوقف عنده والتعمق في فهم أسبابه وعواقبه وأيضًا كيفية تجنبه، وهذا ما سنتناوله وفقًا لموقع bmcpsychology.
ما الاحتراق الوظيفي؟
هو حالة من الإرهاق النفسي والجسدي والعاطفي الشديد، ناجمة عن الضغط المستمر في العمل، يوافقها شعور بالاستنزاف العاطفي وفقدان الشغف واللامبالاة. وهو ليس مجرد شعور بالتعب المؤقت، بل هو حالة مزمنة تؤثر سلبًا على جميع جوانب الحياة.
الأعراض:
- الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب والإرهاق الشديد حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- فقدان الشغف: فقدان الاهتمام بالعمل والروتين اليومي.
- صعوبة التركيز: صعوبة في التركيز على المهام والواجبات.
- التوتر والقلق: الشعور بالقلق والتوتر المستمر.
- مشكلات في النوم: صعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكرًا.
- مشكلات جسدية: مثل الصداع وآلام العضلات واضطرابات الجهاز الهضمي.
- تغيرات في المزاج: الشعور بالاكتئاب والوحدة والعزلة.
- زيادة في استهلاك الكحول أو النيكوتين أو الأدوية.
- تغيرات في السلوك: مثل العدوانية أو الانسحاب الاجتماعي.
الأسباب:
من أهم أسباب “الإرهاق الوظيفي” ضغط العمل المفرط ووجود الكثير من المهام والواجبات في وقت قصير، والمواعيد النهائية المستمرة.
بالإضافة إلى عدم وجود توازن بين العمل والحياة الشخصية. وأيضًا عدم تخصيص وقت كافٍ للراحة والاسترخاء وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
وكذلك قلة الدعم الاجتماعي والتي تتمثل في عدم وجود دعم من الزملاء أو الإدارة.
علاوة على ذلك، أحساس الموظف بعدم وجود تقدير له والشعور بأن العمل الذي يقوم به غير مهم أو موضع تقدير. كما أن غياب التحفيز وعدم وجود فرص للتطوير والتقدم الوظيفي، من الأسباب الرئيسة للإرهاق الوظيفي. بالإضافة إلى بيئة العمل السلبية ووجود صراعات في العمل أو بيئة عمل سامة. وعدم الاستقرار مثل تغيير الوظيفة أو الترقية.
عواقب الاحتراق الوظيفي:
لا شك أن للاحتراق الوظيفي عواقب وخيمة على الصحة الجسدية؛ ما يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: القلب والسكري والسمنة.
وكذلك تأثيره على الصحة النفسية وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. إلى جانب تدهور العلاقات الشخصية والتأثير السلبي على العلاقات مع العائلة والأصدقاء والزملاء. وبالتالي انخفاض الإنتاجية وتراجع الأداء الوظيفي وفقدان الوظيفة.
كيف تتجنب الاحتراق الوظيفي؟
وضح الموقع النفسي bmcpsychology عدة خطوات لتجنب الاحتراق الوظيفي، فيما يلي:
- إدارة الوقت بفاعلية: وضع جدول زمني واقعي وتحديد الأولويات.
- تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية: تخصيص وقت للاسترخاء والترفيه.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
- النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم يجدد الطاقة ويحسن التركيز.
- التغذية الصحية: تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- التأمل واليوجا: تساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر.
- بناء علاقات اجتماعية قوية: قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
- طلب المساعدة: لا تترددي في طلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة أو أخصائي الصحة النفسية.
- تطوير مهارات جديدة: يساعد على زيادة الثقة بالنفس وتحسين الأداء الوظيفي.
دور المؤسسات في الوقاية من الاحتراق الوظيفي:
- توفير بيئة عمل صحية: خلق بيئة عمل داعمة وتشجع على التعاون والتواصل.
- تحديد أهداف واقعية: وضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق.
- توفير برامج تدريبية: تقديم برامج تدريبية للموظفين تساعدهم على تطوير مهاراتهم.
- توفير برامج للصحة النفسية: مثل برامج إدارة الإجهاد والتأمل.
في الختام، يجب على كل فرد أن يأخذ مسؤولية صحته النفسية والجسدية، ويتعلم كيفية التعرف على علامات التحذير المبكرة للاحتراق الوظيفي واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منه. من خلال اتباع هذه النصائح، يمكننا جميعًا تحقيق التوازن بين العمل والحياة، والحفاظ على صحتنا ورفاهيتنا.