يشكل القلق والتوتر مشكلة صحية عالمية متزايدة؛ إذ يعاني ملايين الأشخاص من اضطرابات القلق. غالبًا ما يكون سبب هذه الاضطرابات هو نمط تفكيرنا؛ فعندما نواجه موقفًا مسببًا للقلق، نبدأ في التفكير المفرط في المستقبل وتوقع الأسوأ. هذا الحوار الداخلي المستمر يمنعنا من مواجهة مخاوفنا وحلها؛ ما يؤدي إلى تفاقم القلق.
في هذا المقال نتعرف على حلول طبيعية لعلاج القلق والتوتر، وفقًا لما ذكره موقع iherb.
حلول طبيعية لمواجهة اضطراب القلق والتوتر
اليقظة
تساعد تقنيات اليقظة الذهنية بشكل مباشر في معالجة القلق والتوتر بشأن الأحداث المستقبلية؛ وتمثل اليقظة الذهنية تقنية تتكون من ثلاثة مكونات رئيسة تعمل بشكل مباشر على مواجهة القلق والتوتر من خلال:
- قبول الأفكار والمشاعر دون حكم.
- التركيز على اللحظة الحالية، بما في ذلك الأفكار والمشاعر والأحاسيس.
- نهج فضولي ولطيف وغير حكمي تجاه نفسك ووعيك.
من خلال التمارين التي تركز على البقاء في الحاضر وقبول المواقف الحالية، يمكن أن تساعد اليقظة الذهنية في تقليل القلق والتوتر. غالبًا ما تكون تمارين التأمل الذهني جزءًا من نهج شامل لإدارة التوتر والقلق.
القلق ونقص العناصر الغذائية
على الرغم من أن أنماط التفكير تلعب دورًا كبيرًا في القلق، إلا أننا غالبًا نتجاهل تأثير العوامل الجسدية، خاصة التغذية؛ فالأطعمة التي نتناولها يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحتنا العقلية؛ ما يزيد أو يقلل من الشعور بالقلق.
وتشمل العناصر الغذائية ذات الصلة بالقلق ما يلي:
- المغنيسيوم: يعرف عن المغنيسيوم دوره في استرخاء العضلات. ونقص هذا المعدن، الشائع بشكل خاص لدى كبار السن، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقلق والتوتر.
- الزنك: يلعب الزنك دورًا حيويًا في وظائف المناعة. وقد أظهرت الدراسات أنه مرتبط بتقليل القلق والاكتئاب، خاصة عند الأطفال.
- الحديد: ضروري لإنتاج الطاقة في الجسم. ونقص الحديد يرتبط بتعب عام وضعف التركيز، وقد يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق.
4 أعشاب طبيعية لعلاج القلق
وقد ثبت أيضًا أن العديد من الأعشاب الطبيعية لها فوائد في تقليل القلق، ومنها:
1-زهرة العاطفة
وزهرة الآلام ، عشبة لها تاريخ طويل من الاستخدام الآمن للمساعدة في تخفيف التوتر والقلق.
وفي الآونة الأخيرة، تدعم الأبحاث هذه التأثيرات. وقارنت العديد من التجارب السريرية الحديثة زهرة الآلام بالأدوية القياسية للقلق الحاد المرتبط بالإجراءات الجراحية أو الأسنان.
وبشكل عام، كانت زهرة الآلام فعالة مثل الأدوية. واستخدمت دراسة سريرية سابقة زهرة الآلام لعلاج القلق العام ووجدت أيضًا أن العشبة فعالة.
2-اشواغاندا
أشواغاندا عشبة محترمة في الطب الأيورفيدي. وتعد بشكل عام منشطًا لتحسين الحيوية. كما تظهر أشواغاندا إمكانات لعلاج مشاكل الصحة العقلية.
وقد جدت تجربة حديثة لأشواغاندا مع دواء قياسي لاضطراب القلق العام أن العلاج المركب آمن وفعال لتحسين القلق بشكل أفضل من الدواء وحده.
كما أفادت تجارب سريرية أخرى بالنجاح في تقليل القلق والتوتر باستخدام أشواغاندا، ربما من خلال تأثيرها على تقليل هرمونات التوتر.
وقامت دراسة حديثة بتقييم تأثيرات عشبة أشواغاندا على المرضى الذين يعانون من الفصام ووجدت تحسنات كبيرة في القلق والاكتئاب لديهم.
كما قد تعمل عشبة أشواغاندا على زيادة وظائف الغدة الدرقية، وهي ميزة للمرضى الذين يعانون من القلق والتعب معًا.
3-الجنكة بيلوبا
الجنكة شجرة من آسيا توصف غالبًا بأنها أحفورة حية حيث نمت الأشجار المرتبطة بالأصناف الحديثة منذ أكثر من 250 مليون عام. وبينما تعد بشكل عام منشطًا لتحسين الذاكرة، وقد بدأت الأبحاث الحديثة أيضًا في الكشف عن فوائد أخرى للصحة العقلية.
وقد ثبت أن الجنكة تحسن الأداء الإدراكي والقلق لدى المرضى الأكبر سنًا الذين يعانون من التدهور المعرفي. كما وجدت دراسة منفصلة أجريت على مرضى الخرف فوائد للإدراك والقلق والتهيج والاكتئاب والنوم.
ومع ذلك، يبدو أن الفوائد تمتد إلى ما هو أبعد من المرضى المسنين الذين يعانون من مشاكل إدراكية. ففي إطار استكشاف الفوائد المحتملة للقلق بشكل عام، وجدت تجربة أجريت على أكثر من 100 مريض أصغر سنًا يعانون من اضطرابات القلق فوائد كبيرة مع نبات الجنكة. وعادة ما يكون المستخلص جيد التحمل.
4-حشيشة الهر
على الرغم من أن العشبة لها رائحة كريهة، إلا أنها قد تكون لها بعض الإمكانات للمساعدة في علاج القلق.
ومن المسلم به أن الدراسات لا تزال مختلطة إلى حد ما، وعلى الرغم من أن التجارب السريرية أظهرت فوائد في علاج الاكتئاب والقلق عند دمجها مع نبتة سانت جون.
وعلى غرار زهرة الآلام، فقد ثبت أيضًا أنها تساعد في علاج القلق حول الإجراءات الطبية.
ويبدو أن العشبة آمنة وتحملها الناس جيدًا، على الرغم من ارتباط حالتين نادرتين للغاية من تسمم الكبد باستخدامها.
ونظرًا لشعبية العشبة؛ فإذا كانت لها مخاطر مرتبطة بالكبد؛ فهي نادرة جدًا. وبسبب الحذر المفرط، لا يتم استخدام حشيشة الهر في المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد.
وفي النهاية، يظل القلق والتوتر من الأمور الشائعة وغالبًا ما يسببان تحديات كبيرة للأشخاص في حياتهم اليومية.
واستنادًا إلى أحدث الأبحاث، فإن تطبيق ممارسات اليقظة الذهنية وعلاج نقص التغذية واستخدام العلاجات العشبية قد يكون نهجًا مجديًا للمساعدة في تقليل وعلاج حالات القلق.