يارا شلبي: "رالي" السيارات ليس حكرًا على الرجال

لكل امرأة طموحها وحلمها الخاص، ولا يجب أن يقف شيء أمامه بغض النظر عن مدى خطورته، فلو مر العمر بدون تحقيق طموحاتكِ فلن تستطيعي تحقيقه مرة أخرى، وهذا هو ما فعلته الفتاة المصرية "يارا شلبي"؛ التي استطاعت أن تحطم كل قيود المجتمع وتدخل مجال سباق السيارات "الرالي"، بالإضافة لكونها أول امرأة مصرية وعربية تشارك في بطولة العالم لرياضة البارا موتور.

وللتعرف على التحدي الذي واجهته يارا شلبي، تحاورها "الجوهرة"؛ للتعرف على قصتها في مجال سباقات السيارات، وما الصعوبات التي واجهتها، وكيف تعاملت معها.

من هي يارا شلبي؟

أنا امرأة مصرية في العقد الثالث من عمري، وأعمل في أحد البنوك، بعد إنهاء دراستي في مجال الهندسة المدنية، بدأ تعلقي برياضة الصحراء من الصغر، حيث كنت أذهب مع عائلتي في الصغر من أجل إقامة معسكرات وسفاري.

كيف بدأتي في مجال رياضة السيارات؟

كانت البداية عام 2012 عندما علقت سياراتي في الصحراء خلال سباق سفاري مع زملائها في العمل، واندهشت وقتها من تمزق إطارات المركبات خلال انحرافاتها في الرمال العميقة بالصحراء، وكيف كان السائقين يقودون في تلك التضاريس الوعرة بقدر كبير من المهارة.

وعقب قرار ببدء الدخول في رياضة السيارات، قمت بشراء سيارة "چيپ"، وبالرغم من كونها قديمة إلا أنها كانت مناسبة لي كبداية في حدود الإمكانيات، وبدأت التعرف على الطرق والأساليب المناسبة لتحضير السيارة بشكل جيد للدخول إلى عمق الصحراء.

هل ترين أن مشاركة المرأة في سباقات من هذا النوع يتسم بالخطورة والغرابة؟

بالطبع لا، فأي مجال تريد الفتاة أن تقتحمه لا توجد أية موانع أمامها، فهناك الكثير من الرجال الذي يعملون في مهن نسائية، كالطبخ وغيرها، فلا يوجد من المجالات ما يقتصر على الرجال فقط، وحاليًا توجد نساء تعمل كابتن طيار وقبطان، وغيرها من المجالات التي كانت رجولية سابقًا.

وبعد خوضي التجربة تحدثت إلى الكثير من الفتيات برغبتهم في تعلم هذه الرياضة، وكانت هذه البداية لتكوين أول فريق كامل للرالي أعضاءه من الفتيات، بداية من الملاح والمساعد والفني وحتى التسويق، وهذه أكبر رسالة أستطيع أن أثبت بها أن هذه الرياضة ليست حكرًا على الرجال فقط.

ويتكون فريق الراليات الذي قمت بتكوينه من سبع سيدات، ضمنهم أيضًا اثنتين تقومان بمتابعة خط سير الفريق أثناء السباق ويدخلان في حالة حدوث مشكلة داخل الصحراء، وأخيرًا مديرة للأعمال اللوجستية، وهي مسؤولة عن تنظيم التحضيرات والانتقالات والاستعداد خلال مراحل السباق.

وفي البداية كنت مادة خصبة للسخرية من قبل الرجال، ولكن بعد اكتسابي الخبرة، أصبحت محل تقدير الجميع.

ما هي الراليات التي شاركتي بها؟

بدايتي كانت في عام 2013 في سباق رالي داخل الصحراء الشرقية استطعت أن أحقق فيه المركز العاشر، وفي نهاية عام 2013، حققت المركز الرابع من بين 12 متسابق في سباق رالي بالصحراء الغربية، وبعدها استمرت مشاركتي في السباقات بشكل سنوي بمعدل 4 سباقات سنويًا.

ولم تقتصر مشاركتي داخل مصر فقط، بل استطعت المشاركة في العديد من السباقات ومنها تحدي صحراء أبو ظبي، والذي يعد جزءًا من كأس العالم لسباقات رالي السيارات عبر الدول، بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من السباقات داخل دبي والمغرب.

وضمت مشاركتي رالي "أم القيوين" ضمن بطولة الإمارات "موتوربلكس"، يتكون من مرحلتين بمسافة ٣٠ كم تقطع مرتين وعلى مدار يوم واحد.

كيف تستطيعين الموازنة بين التزاماتك العائلية وممارستك لرياضة الرالي؟

أستطيع الموازنة بين حياتي وممارستي للرياضة وخاصة في ظل دعم زوجي الدائم، ودائمًا في السباقات خارج مصر يشاركني زوجي كملاح في التيم.

وأقوم بتنظيم وقتي، بداية من ذهابي للعمل في الصباح والانتهاء منه في الساعة الـ 3 ومتابعة بيتي حتى الساعة 8، وأقوم بعدها بمتابعة سياراتي حتى الساعة 10 مساء، وبالطبع يحتمل اليوم كل هذا حال تنظيمه جيدًا، واستطيع أن أفصل جيدًا بين العمل وبين حياتي الخاصة في المنزل واستعدادي وتحضيري للراليات.

ما هي السيارات التي قمتي باقتنائها؟

الخطوة الأولى كانت شراء سيارة جيب رانجلر مستعملة، وقمت بالاقتراض من أحد البنوك لتجهيزها للصحراء، ولكن بعد ذلك عندما انضممت لفريق رحالة التابع لشركة تويوتا إيچيبت، قمت ببيع سيارتي والبحث عن سيارة "تويوتا" تتلاءم مع الفريق الذي ينافس رسميًا باسم الشركة، ولذلك قمت بالاقتراض مرة أخرى لشراء سيارة تويوتا لاند كروزر؛ للمشاركة بها في سباقات الفريق.

ماذا عن المشاكل التي تواجهكِ في سباقات الرالي؟

تتعلق المشاكل بمخاطر اللعبة عمومًا، والمتمثلة في احتمالية تعرض لانقلاب السيارة وبالفعل حدث ذلك مرتين، ولكن لو تحدثت عن مشاكل رياضة الرالي في مصر فهي تتعلق بغلق الصحراء والتي ستسبب موت هذه الرياضة، ففي بداية 2013 كان عدد المتسابقين يصل إلى 12، ولكن تقلص هذا العدد حاليًا لحوالي 7 سيارات.

وحاليًا يتجه أبرز المتسابقين خارج مصر بسبب غلق الصحراء، أما أنا فأقوم بممارسة تدريباتِ في الفيوم باعتبارها الصحراء الوحيدة التي يمكن أن نتدرب بها حاليًا في مصر.

وما قصة دخولك رياضة "الباراموتور"؟

بدأت حكايتي مع هذه الرياضة عام 2018 ، حيث اشتركت مع فريق "SKY Sport"، بالأهرامات، لأكون دليلاً لهم في الصحراء، بالتعاون مع فريقها النسائي المتخصص في سباق "الرالي" بسبب دراستي الشديدة لخرائط الصحراء المصرية.

ومن هنا تولدت رغبتي في ممارسة هذه الرياضة، وكانت البداية مشاركتي في أول تدريبات رياضة الباراموتور حتى استطعت التمكن منها في فترة قصيرة.

واستكملت: "قمت بالتمرين لمدة 4 شهور متواصلة في صحراء الفيوم للاشتراك في بطولة العالم لـ"الباراموتور" التي تم تنظيمه في مصر للعام الثاني على التوالي؛ لأكون بذلك أول مصرية وعربية تشارك في هذه البطولة.

وتعد رياضة "الباراموتور" هي إحدى الرياضات الجوية، ويعد الباراموتور طائرة ذات الوزن الخفيف، ويتكون من مظلة ومحرك، ويقوم التحليق من مكان واسع خالي من العوائق وهو لا يحتاج إلى منحدر للإقلاع.

وماذا عن مخاطر ممارسة هذه الرياضة؟

بالطبع هي رياضة صعبة، لكن كل شيء يكون محسوبًا بدقة، وبالطبع يتم تجربة كل شيء قبل بداية ممارسة هذه الرياضة تجنبًا لحدوث أي شيء طارئ خلال ممارستها.

لماذا اخترت رياضة الباراموتور بالأخص؟

يرجع لذلك لحلم حياتي الذي لم أستطع تحقيقه، وهو أن أصبح مهندسة طيران، ولذلك قمت بممارسة هذه الرياضة كنوع من تحقيق أهدافي السابقة التي لم أستطيع تحقيقها من قبل.

ما هي نصائحك للفتيات؟

لا يجب أن يفقد أي شخص حلمه في أي يوم من الأيام، ويجب أن تُدرك أي امرأة أنه لا يوجد فارق بينها وبين الرجل، فهذا التصنيف من بنات أفكارنا، وكثيرًا منا يمر بهم العمر وهم يتمنون أن يحققوا حلمهم ولكنهم لا يتمكنون، لأنهم اهتموا بكلام الناس وضاعت أحلامهم.