يعد نزول الماء من الأنف، أو ما يعرف طبيًا باسم سيلان الأنف، من الأعراض الشائعة التي ترتبط بنزلات البرد والحساسية والتغيرات المناخية. وغالبًا ما يكون عرضًا بسيطًا ومؤقتًا لا يدعو للقلق. إلا أن بعض الحالات قد تشير إلى مشكلة صحية تستوجب الانتباه، خاصة إذا ارتبط السيلان بعلامات معينة أو استمر لفترة طويلة دون تحسن. فما الفرق بين السيلان العادي والسيلان الذي يبعث على القلق؟ ومتى يجب زيارة الطبيب؟
سيلان الأنف عرض شائع لكن له دلالات
يحدث سيلان الأنف عندما تفرز الأغشية المخاطية سوائل إضافية للتخلص من البكتيريا أو الفيروسات أو المهيجات. وقد يكون السائل:
- رطبًا وشفافًا
- سميكًا ومخمليًا
- مصحوبًا بانسداد وعطس
وغالبًا ما يرافق نزلات البرد، الإنفلونزا، الحساسية الموسمية، أو التعرض لروائح قوية ودخان.
متى يكون نزول الماء من الأنف طبيعيًا؟
في معظم الحالات يكون الأمر طبيعيًا في الحالات التالية:
- بداية نزلة برد أو إنفلونزا
- حساسية بسبب الغبار، العطور، شعر الحيوانات أو حبوب اللقاح
- بكاء شديد أو تغير سريع في درجات الحرارة
- بعد التعرض للبرد أو الهواء الجاف
هذا النوع من السيلان غالبًا يزول خلال أيام قليلة مع الراحة والعلاج البسيط.
متى يصبح نزول الماء من الأنف مؤشرًا خطيرًا؟
رغم شيوعه، إلا أن هناك حالات تستدعي الانتباه الفوري، أبرزها:
نزول ماء شفاف باستمرار بعد إصابة في الرأس
إذا بدأ نزول سائل شفاف وخفيف يشبه الماء بعد سقوط، حادث، أو ضربة على الرأس، واستمر بشكل مستمر، فقد يشير إلى تسرّب للسائل النخاعي (CSF)، وهو وضع صحي خطير يحتاج إلى تدخل طبي عاجل. من علاماته:
- سائل شفاف جدًا يشبه الماء
- خروج السائل عند الانحناء أو أثناء النوم
- طعم مالح أو معدني في الفم
استمرار السيلان أكثر من 10 أيام دون تحسن
قد يدل على التهاب بكتيري في الجيوب الأنفية أو مشكلة مزمِنة تحتاج علاجًا طبيًا.
نزول ماء من الأنف مصحوبًا بحمى شديدة
عند ارتفاع الحرارة لأكثر من 38.5° مع التهاب شديد، صداع، أو ألم في الوجه، قد يكون الأمر مرتبطًا بعدوى قوية في الجيوب الأنفية أو الجهاز التنفسي.
سيلان مصحوب بدم أو ذو لون غير طبيعي
لون أصفر غامق جدًا، أخضر، أو مدمم بشكل مستمر قد يشير إلى التهاب حاد أو مشكلة في الأوعية الدموية داخل الأنف.
صعوبة في التنفس أو تورم حول العين
قد يدل على التهاب الجيوب الأنفية المتقدم أو مضاعفات تستوجب فحصًا طبيًا عاجلًا، خاصة عند الأطفال.
حدوث نوبات متكررة مع صداع مستمر وزغللة أو دوار
إذا رافق سيلان الأنف أعراض عصبية، فالأمر يحتاج تقييمًا سريعًا للتأكد من عدم وجود التهاب أو ضغط في الدماغ أو الجيوب.
سيلان الأنف عند الأطفال.. متى يقلق الأهل؟
يعد الأطفال أكثر عرضة لسيلان الأنف خصوصًا في المدارس والحضانات. ويعد طبيعيًا ما دام الطفل نشيطًا ولا يعاني حمى مرتفعة. لكن ينصح باستشارة الطبيب إذا:
- استمر السيلان لأكثر من أسبوعين
- كان مصحوبًا بصعوبة تنفس أو صفير
- خروج جسم غريب أو شك في دخوله للأنف
- وجود إفرازات ذات رائحة كريهة من جهة واحدة فقط
كيف يمكن التعامل مع سيلان الأنف بطريقة صحيحة؟
ينصح الخبراء بالتالي:
- شرب السوائل الدافئة والماء بكثرة
- استخدام بخاخات ملحية لترطيب الأنف
- تجنب المهيجات مثل العطور والدخان
- رفع الرأس أثناء النوم
- استخدام كمادات دافئة على منطقة الأنف والجيوب
أما المضادات الحيوية فلا يجب استخدامها إلا بوصفة طبية؛ لأنها لا تعالج الفيروسات.
اقرأ أيضًا: التخسيس بين المظهر والصحة.. هل للنحافة مخاطر؟
وأخيرًا، رغم أن نزول الماء من الأنف غالبًا ما يكون عرضًا بسيطًا وعابرًا؛ إلا أن ظهور بعض العلامات، خاصة بعد إصابة في الرأس أو استمرار السيلان لفترة طويلة، يتطلب اهتمامًا طبيًا. الوعي بهذه الفروق يسهّل التعامل الصحيح مع الحالات، ويمنع مضاعفات قد تحدث عند إهمال الأعراض.
إن الاستماع للجسم وملاحظة التغيرات يعد الخطوة الأولى للحفاظ على الصحة، فليس كل سيلان أنف بسيطًا، ولا كل إشارة يجب تجاهلها.




















