كيف تساهم بطولة الأمم الإفريقية 2019 في تعليم الأطفال الانتماء؟

كتبت - لمياء حسن

تستعد مصر الآن لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية 2019 لكرة القدم، فهل يمكن أن نستغل هذا الحدث الرياضي الكبير في تعليم الأطفال روح الانتماء، والتعايش مع الآخر برغم كل اختلافاته؟! فضلًا عن كيفية نبذ التعصٌب، والعنف، والكراهية بين الشعوب.

من جهتها، أكدت الدكتورة شيماء عبدالغني؛ استشاري تعديل السلوك، وخبيرة العلاقات الأسرية، في تصريحاتها الخاصة لمجلة "الجوهرة"، أن الرياضة تصلح ما قد تُفسده السياسة، فهي تستطيع أن تجمع العالم بأكمله على شيء واحد، وهو المحبة والسلام بين الشعوب.

تعليم الأطفال ثقافة التنافس

أضافت الدكتورة شيماء أن نشر ثقافة التنافس الشريف بين اللاعبين باختلاف جنسياتهم، وعقيدتهم؛ لتحقيق هدفهم المنشود _وهو الفوز بالكأس_ يجعل الطفل الصغير يتعلم كيف يكون مختلفًا مع الآخر دون عداء، وأن الاختلاف سنة كونية لا بد منها، وأن الآخر له حقوق يجب عليه أن يحترمها برغم اختلافه معه؛ فالرياضة الهدف منها إسعاد المشاهد، وأن الفائز من حقه أن يفرح بفوزه، وذلك لا يعطي له الحق في أن يتعالى على الفريق الآخر، وذلك يترسخ في ذهن الطفل عند مصافحة الفريقين لبعضهم البعض عند انتهاء المباراة.

وهناك بعض الآداب يجب على الوالدين الحرص عليها أثناء هذا الحدث الرياضي المقام على أرض الكنانة، وهي:

احترام رمز الوطن

قالت الدكتورة شيماء إن احترام رمز الوطن، يبدأ من خلال غرس حب الراية لدى أطفالنا؛ فهي مظهر من مظاهر الاحترام بين الدول، مضيفة أنه على الآباء والأمهات استغلال هذه الفرصة في شرح ووصف العلم للطفل، بمدلولات ألوانه.

فالعلم المصري على سبيل المثال، يتكوّن من 3 ألوان؛ حيث اللون الأحمر الذي يدل على الإشراق والأمل والقوة، ويعبر اللون الأبيض عن النقاء والسلام؛ أما اللون الأسود فيعبر عن عصور الاستعمار التي تخلصت منها مصر، وفي الوسط نسر صلاح الدين وهو النسر المصري الموجود باللون الذهبي، ويعبر عن قوة مصر وعراقة حضارتها؛ فإن حب الأوطان من دلائل إيمان العبد بالله، وذلك ما أوصانا به الرسول الكريم.

الاعتراف بحق الآخر

وأضافت: من خلال ممارسات الوالدين للسلوكيات أثناء مشاهدة المباريات أمام الأبناء، يمكن بث العادات الصحيحة لمتابعة المباريات، ومن خلال احترام ثقافات الشعوب المختلفة المشاركة فى البطولة، وحقها في أن يكون لديها فكر أو عقيدة مختلفة عن أفكاري ومعتقداتي، حتى إذا كان في مظهرها الخارجي، وشكل ملبسها.

المثابرة

وأخيرًا؛ أكدت الدكتورة شيماء عبد الغني أنه يجب استغلال بعض المواقف المختلفة التي تحدث من اللاعبين أثناء المباريات؛ لتعليم الأبناء ما يفتقدونه من سلوكيات وأخلاق نبيلة، وذلك عن طريق إصرار اللاعبين على الفوز مهما كلفهم الأمر من بذل للجهد والعمل الدائم، والمثابرة من أجل رفع مكانة الوطن.