"شخصية المرأة".. كتاب جديد يرصد واقع النساء في الرواية النسوية الأردنية

أصدرت دار فضاءات للنشر والتوزيع كتابًا بعنوان "شخصية المرأة في الرواية النسوية الأردنية" للكاتبة الدكتورة سهى خالد العبداللات، ويقع الكتاب في 350 صفحة من القطع الكبير.

المرأة في الرواية الأردنية

تتناول هذه الدراسة شخصية المرأة فـي الرواية النسوية الأردنية فـي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، هادفة إلى إظهار شخصية المرأة كما رسمتها الكاتبة الأردنية فـي أعمالها الروائية.

يسعى الكتاب لمعرفة الكيفـية التي وظفت بها الروائية شخصية المرأة فـي رواياتها؛ فالشخصية هي مرتكز الرواية، وأساس معمارها الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فلا يمكن أن تقوم رواية دون وجود شخصية؛ فهي إحدى العناصر الهامة التي تتألف منها أي رواية. وقد تم انتقاء هذا العنصر تحديدًا؛ لما فـيه من حيوية، وتجديد، وتنوع فـي كل مرة، ولارتباطه المباشر بالواقع الذي نعيش فـيه، فنحن على يقين تمامًا من دور الشخصية عامة، وشخصية المرأة خاصة، فـي التعبير عن المجتمع وقضاياه.

وتنوعت نماذج شخصية المرأة التي قدمتها الكاتبة الأردنية فـي أعمالها الروائية بتعدد القضايا التي تجسدها، فجاءت نماذجها ممثلة معظم فئات المجتمع النسائية، معبرة عن روح العصر الذي تعيش فـيه، وممثلة لفكره وحضارته، ومترجمة للعديد من ظواهره الاجتماعية، ومعبرة عن رؤية الكاتبة الشمولية المعمقة للواقع الذي تعيش فـيه؛ لأن الشخصية كما نعلم يتمحور حولها المضمون الذي يود الروائي قوله؛ ولذا فقد مثلت هذه النماذج اللبنة الأساسية فـي أعمال الكاتبة، وانبثقت منها رؤية جديدة، فاستطاعت شخصيات الكاتبة أن تجسد رؤيتها تجاه قضايا المرأة الاجتماعية، هذه الرؤية انعكست على الشخصيات، وظهرت فـي رسمها من خلال تقديم أبعادها المختلفة: (البعد المادي، والبعد الاجتماعي، والبعد النفسي، والبعد الأيديولوجي) وفق المنطق الذي تفرضه أحداث الرواية وجوها العام، ومن خلال أساليب الرسم المتعددة.

وقد تباينت أساليب الروائيات فـي رسم شخصية المرأة، ومن هذه الأساليب: (الأسلوب الاستبطاني، والأسلوب التصويري، والأسلوب التقريري)، وكانت هذه الأساليب فـي مجملها متوافقة مع طبيعة الشخصية، ومكانها، وزمانها، وملامحها، وقضاياها وهمومها وتطلعاتها، ولذلك تمكنت الكاتبة، على الأغلب، من إقناعنا بصدق هذه الشخصية وواقعيتها، فهناك علاقة وطيدة بين طبيعة الشخصية، ومكانها، وزمانها، وملامحها، وأبعادها، ورؤيتها الفنية، وبين أسلوب رسمها.

المرأة ووعي المجتمع

وتبين هذه الدراسة إمكانية استخدام شخصية المرأة بوصفها أداة فنية؛ لرصد وعي المجتمع، وتتبع قضاياه، فقضية المرأة أولًا وأخيرًا قضية اجتماعية إنسانية، لا تهم النساء فحسب، بل تهم المجتمع البشري بأسره؛ نظرًا لتعالقها مع العديد من قضايا المجتمع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والثقافـية، وغيرها.

وقد انطلقت هذه الدراسة من تساؤل مركزي هو: كيف جسدت الكاتبة الأردنية شخصية المرأة فـي أعمالها الروائية النسوية؟ وقد انبثق من هذا التساؤل تساؤلات فرعية، منها: ما الشخصيات النسائية التي قدمتها الروائية الأردنية؟ وما الدور الذي لعبته هذه الشخصيات فـي عرض رؤى الكاتبة الأردنية؟ وكيف قُدمت شخصية المرأة فـي الرواية النسوية الأردنية؟ وما أبعادها؟ وما الأساليب التي رسمت من خلالها؟ وفرضت هذه التساؤلات تقسيم الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة أتبعتها بالمصادر والمراجع.