رفاهية الأطفال.. بين الجِد والدلال

تكررت عبارات الطفل المدلل، بين الأسر في ظل معاناة دائمة مع السلوكيات الخاطئة التي يكتسبها مع مرور السنوات بسبب خطأ تربوي شائع من الأهالي؛ يغدو بعدها الطفل مُخربًا أو متواكلًا وفرد غير صالح للمجتمع.

ويقع الكثير من الآباء في فخ الحماية الزائدة لأطفالهم، دون الاكتراث بالمعدل الترفيهي الذي يحتاجه، حيث أوضحت الدكتورة هبه أمجد؛ استشارية الطب النفسي للأطفال، في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، أن المفهوم الحقيقي لرفاهية الطفل، يعكس مدى سعادته نتيجة الدلال المعتدل من قبل الأسرة؛ الأمر الذي يدفعه نحو المزيد من الإنجاز في حياته مستقبلًا.

أفادت استشارية الطب النفسي للأطفال، أن الخطوة الأولى لتحقيق أفضل نتيجة في سلوكيات الأطفال، تبدأ من الآباء؛ لذلك وجبت معرفة المفهوم الصحيح لـ "الرفاهية" التي يحتاجونها من دعم بأقل الإمكانيات ومساندة بالمشاعر والعواطف.

وكشفت الدكتورة هبه أمجد عن فوائد الدلال في حياة الطفل، مشيرة إلى أنه لا يعني بالضرورة تلبية كل طلباته؛ لكنها تكمن في التعبير عن المحبة من خلال اللمسة الحنون، الكلام الطيب، المداعبة المرحة، والقبلات، التي تعتبر رسائل هامة يستقبلها عقله؛ لتدخل على نفسه البهجة والسرور وتحقق له السعادة.

ويلاحظ أن الطفل الذي يتعرض للدلال باعتدال، وقدرٍ كافٍ من الرفاهية؛ فإنه يمتلك شخصية قنوعة، وراضية على المدى البعيد، وحتى مرحلة الشيخوخة.

الانتماء والطموح

وأشارت استشارية الطب النفسي، إلى أهمية تقدير جهود الطفل والثناء على نجاحاته، ومدح إنجازاته، لتقوية شعوره بالانتماء إلى بعض الصفات الإيجابية، التي تدفعه نحو الطموح للتفوّق والاستقلالية، موضحة أن عدم شعور الطفل بالأمان النفسي والحب من قبل والديه يؤدي لظهور غريزة التخريب كرد فعل انتقامي؛ لهذا ينبغي تهيئة مكان مناسب للعب والحركة وأن يكون آمنًا كي يمارس الطفل هواياته وألعابه فيه، ويطالب الآباء بتعليم الطفل التنفيس عن الغضب بشكل مناسب؛ فبعض الأطفال يعبرون عن ذلك بشكل تخريبي لأنه لم يسبق لهم تعلم طرق مناسبة لتفريغ انفعالاتهم، ويمكنك أن تقترح على الطفل أن يقوم بلكم وسادة أو لعبة بلاستيكية منفوخة، أو أن يقوم بتقطيع الأخشاب أو طرقها، أو تمزيق الكتب، أو التعبير عن المشاعر من خلال الرسم أو التلوين أو عمل الصلصال.

وقالت استشاري الطب النفسي للأطفال إن احترام الطفل الصغير، والحرص على دعمه في إبداء رأيه بحدود الذوق، يُشجعه على تكوين شخصية سعيدة، ومتوازنة اجتماعيًا، بينما يتم الإنصات جيدًا لكلامه، والاستماع إليه بعناية فائقة.

واختتمت الدكتورة هبه أمجد، تصريحاتها، محذرة من الإفراط الكبير في دلال الطفل؛ سعيًا لتحقيق رغباته، وتنفيذ مبدأ الرفاهية في حياته، قائلة: "خير الأمور الوسط؛ فالدلال الزائد قد يدمر شخصية الطفل، ويحوله من فرد فعّال، إلى آخر كسول متواكل مدمر، علمًا بأن الدلال بالنسبة المعتدلة؛ يُحقق نتائج مثالية خاصة على المستويين الدراسي، والعملي".