"دقيقة صمت".. دراما سورية بين البساطة والأداء المتوازن

كتبت : لمياء حسن

حقق المسلسل الدرامي السوري "دقيقة صمت" نجاحًا كبيرًا، خلال عرضه في موسم رمضان 2019؛ إذ تمكّن العمل من جذب الأنظار إلى صانعيه، كما كتب سطورًا من النجاح الجماهيري للنجم "خالد القيش"، الذي سبق وأن استعرضت مجلة "الجوهرة" نقدًا كاملًا لدوره.

من جهته، أوضح الدكتور سامح نصّار؛ الناقد الفني، وأستاذ التصوير بكلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الإسكندرية، أن العمل الدرامي لا بد أن يُؤخذ بعين الاعتبار تكوين الألوان في الصورة، سواء كانت بالأبيض والأسود، أو ملوّنة، قائلًا: "بالنسبة للموضوع الرئيسي، يجب أن نهتم بتكوين الألوان؛ فيكون لونه متشبعًا نقيًا شديد الوضوح؛ أي حاد الخطوط".

الطابع اللوني للعمل

أكد "نصّار" أن لكل عمل درامي طابعه الخاص، وقد يكون هذا الطابع في نوع الملابس، أو الإضاءة، أو استخدام الألوان، مضيفًا أنه من المعروف أن كل لون يمتلك تأثيرًا مختلفًا في المشاهد، مثل: اللون الأخضر الذي يميل إلى الزرقة، فهو ساد المسلسل؛ الأمر الذي أضفى عليه مشاعر البرود، العزلة، والحزن، وتأمٌل هذه الدرجة، يخفف الشعور بالألم، وحدة الالتهابات، وتهدئة الأعصاب المتوترة؛ لوجود نسبة من الأخضر فيها، وهذه الدرجة أيضًا تشعرك بالوضوح والانفتاح على الحياة، علمًا بأن هذا اللون له تأثيره السحري في تحفيز الجميع، والتأقلُم والتواصل مع المحيطين سريعًا".

وكشف الدكتور سامح نصّار؛ عن أن اختيار اللون ودرجته يعتبر من أكثر الأمور أهمية؛ وذلك للتعبير عن الموضوع، وتخضع هذه المعايير لإحساس وذوق المصوّر، وكذلك انفعالاته النفسية، التي تساعد على التعبير عن الموضوع.

وفي دقيقة صمت، كان لخالد القيش أداء مميز وسلس، يعتمد على البساطة، والأداء المتوازن دون تكلٌف، وصريخ دومًا لأداء الانفعال، وهو فن تقمص الشخصية المطلوب تمثيلها بعد لبس جلدها، والظهور في صفاتها، بقدر المستطاع، وتبعًا لما رسمته من معالم الشخصية، وهو أداء مقيد بأصل أو بنص مكتوب.

الجسم والصوت

وأكد الدكتور سامح احتياج الممثلين إلى أجساد مرنة معبرة؛ حيث يتحتم عليهم استخدام أجسادهم لعرض مواقف عديدة ومتنوعة. ويمكنهم اكتساب هذه الخبرات بدراسة مقررات في الحركة على المسرح والرقص والمبارزة بالسيف، أو باشتراكهم في تمارين رياضية تتطلب الكثير من التنسيق والقدرة، قائلًا: "إن الرقص والمبارزة بالسيف رياضتان مفيدتان؛ لأنهما تزودان الجسم بالرشاقة والتحكم بالحركة. يتدرب الممثلون على طريقة التنفس بطريقة صحيحة وعلى التنويع في إيقاع الصوت والنبرة، كما أنهم يتعلمون التحدث بلهجات مختلفة".

وأضاف: " التدرب على الإلقاء والغناء والاسترخاء شيء مهم، بالإضافة إلى التدريب الذي يخضع له معظم الممثلين، لسنين عديدة، لاكتساب القدرة على تطويع أصواتهم بشكل كبير؛ ما يسمح لهم بالتحدٌث بصوت مرتفع أو منخفض أو بشكل حاد أو ناعم. بناء عليه، يجب على الممثلين المحترفين التدرب الدائم على تحسين قدراتهم الصوتية ومرونة أجسادهم طوال مدة ممارستهم لمهنة التمثيل".