دراسة بريطانية: الطب النفسي "روشتة" علاج القولون العصبي

تؤثر متلازمة القولون العصبي على واحد من كل خمسة أشخاص في مرحلة ما من حياته، إلا أن التخصصات الطبية في ذلك المجال قليلة، فلا نجد طبيبًا متخصصًا في أمراض القولون.

وأشارت دراسة طبية بريطانية، إلى أن متلازمة القولون العصبي هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الأعراض مثل: الانتفاخ وتشنجات البطن والإسهال والإمساك، وغالبًا ما يشخص الأطباء الأعراض بـ"القولون العصبي" عند استبعاد جميع الحالات المحتملة الأخرى.

وعلى الرغم من عدم وجود سبب واضح للمتلازمة، إلا أنه يمكن أن يحدث بسبب التهاب المعدة والأمعاء أو تأثير المضادات الحيوية، ويبدو أن هذا يعطل الأداء الطبيعي للقناة الهضمية، ويسبب الالتهابات كما يستنزف البكتيريا "الجيدة"؛ ما قد يجعل القولون حساسًا للغاية.

ويُعد العنصر النفسي مهمًا للغاية، حيث إن التوتر والقلق والحالة المزاجية المنخفضة أو حدثًا مزعجًا أو مؤلمًا، يمكن أن تؤثر سلبًا في القولون، حيث يتم تصنيف العديد من المرضى على أنهم "عصبيون" ويتم إرسالهم بمنشور "ورقة طبية"، ما يتركهم يواجهون الأعراض بمفردهم.

ونقلت الدراسة عن أحد الأطباء قوله: " رأيت العديد من المرضى الذين يعانون من مرض التهاب القولون العصبي والذين تم إحالتهم إلى عيادة اضطرابات الأكل؛ لأنهم يعانون من نقص الوزن بشكل خطير وتناول الوجبات الغذائية غير الصحية، والكثير من الأشخاص يعانون من الخوف من الطعام لأنهم لم يتلقوا الدعم أو المشورة الصحيحة."

وأضاف "إحدى النساء في منتصف العمر شخصت حالتها منذ سنوات أن لديها القولون العصبي، ثم خرجت على الفور من عند طبيب الجهاز الهضمي، دون مساعدة أو دعم، ربما قطع الأطعمة التي تزيد الأعراض سوءًا كانت نصيحة غير مفيدة لها، بدأت السيدة تعاني من نقص الوزن بشكل لا يصدق، كانت تأكل بالضبط نفس الطعام كل يوم مع تغير جزء صغير فقط في كل مرة، لكن بدأ شعرها يتساقط"، والمثير في الأمر أن معظم الأطباء لا يرون القولون العصبي مرضًا حقيقيًا".

من ناحية أخرى، أفادت دراسة أجرتها كل من جامعة ساوثهامبتون ومستشفى كينجز كوليدج في لندن، بأن العلاج النفسي يمكن أن يحسن أعراض المرض بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه قد يعطي أملاً حقيقيًا للمرضى.

وكشفت الدراسة عن أن المرضى الذين تلقوا علاج السلوكي المعرفي، وهو نوع من العلاج الحديث الذي يستخدم عادة لعلاج القلق والاكتئاب، أصبحوا أفضل مما كانوا عليه، وركزت على تقديم المشورة بشأن الأكل الصحي، وإدارة الإجهاد والتحدي "للأفكار غير المفيدة". جدير بالذكر أن حوالي ثلاثة أرباع الحالات المرضية شهدت تحسنًا كبيرًا بنهاية العلاج.