كشفت دراسة حديثة أن الطفل الثاني في الأسرة يميل إلى مواجهة مشاكل سلوكية أكثر من الابن الأكبر. وهو ما يفسر شعور بعض الآباء بأن الطفل الأوسط أكثر “إثارة للفوضى”.
البحث والمنهجية
ووفقًا لموقع “eremnews” أجرى المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الدراسة بقيادة الخبير الاقتصادي جوزيف دويل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. على عائلات في الدنمارك وفلوريدا، لدراسة تأثير ترتيب الولادة على سلوك الأطفال في بيئات ثقافية وتعليمية مختلفة.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن الطفل الثاني أكثر عرضة للتأديب المدرسي والمشاكل مع نظام العدالة الجنائية بنسبة تتراوح بين 20% و40% مقارنة بالطفل الأكبر. وأكد الباحثون أن هذه النتائج مرتبطة بترتيب الولادة داخل الأسرة. وليس بعوامل خارجية مثل دخل الأسرة أو جودة التعليم.
في الدنمارك، كان احتمال تعرضه لعقوبة سجن في سن الحادية والعشرين أعلى بنسبة 40%. بينما سجلت فلوريدا زيادة تصل إلى 72% في حالات الإيقاف عن الدراسة والتغيب المدرسي.
أسباب المخاطر السلوكية
أوضحت الدراسة أن الأطفال الأكبر يحصلون على اهتمام فردي أكبر من الوالدين بين سن الثانية والرابعة. بينما عند ولادة الطفل الثاني يتوزع هذا الاهتمام بين الأطفال، مما قد يؤثر على تطوير مهارات الطفل غير المعرفية، مثل التحكم في الانفعالات وتنظيم المشاعر. وهي مهارات مرتبطة بالسلوك لاحقًا.
تأكيد نظرية “الطفل الأوسط”
تدعم الدراسة نظرية الطفل الأوسط، مشيرة إلى أن المخاطر السلوكية له ليست نتيجة طبيعتهم، بل نتيجة ديناميكيات الأسرة وتوزيع الاهتمام. كما أظهرت التقييمات السلوكية في الدنمارك أن الأطفال الثانيين سجلوا درجات أعلى في فرط النشاط منذ سن الثانية عشرة، ما يشير إلى تأثير أنماط النمو المبكرة قبل أي انضباط مدرسي.
الآثار العملية والتوصيات للأهل
شدد الباحثون على أن الدراسة تشير إلى زيادة المخاطر وليس حتمية وقوع المشاكل، وأنه ليس كل طفل ثانٍ سيكون “مشاغبًا”. ومع ذلك، يمكن للآباء دعم أبنائهم بفاعلية أكبر من خلال زيادة المشاركة والانتباه له خلال السنوات الأولى الحاسمة.
أهمية ترتيب الولادة في التطور السلوكي
تؤكد الدراسة أن ترتيب الولادة يلعب دورًا مهمًا في تطور السلوك، وأن موازنة الاهتمام بين الأبناء يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم، مما يساعد على تقليل المخاطر السلوكية وتعزيز نموهم العاطفي والاجتماعي.





















