الطفل الأناني.. محنة تواجه الآباء وكابوس ينتظره المجتمع

صفة تُكتسب في السنوات الأولى.. والتدليل والإهمال الزائدين أهم العوامل.. ونصائح لتقويم السلوكيات قبل تفاقمها

يُسبب "الطفل الأناني" كثيرًا من الحرج للوالدين في المواقف المختلفة، كما يصيبهم بحالة من الإحباط الناجمة عن شعورهم بالإخفاق في تربية أبنائهم بالشكل الذي يُكسبهم محبة الآخرين ويُمكنهم من خلق علاقات اجتماعية جيدة وصحية.

فما أسباب هذه الصفة؟ وما الحيل التي  ينبغي أن تتبعها الأم لتعليم أطفالها قيم: الكرم، والمشاركة، والتعاون؟ وما السبيل لإنشاء طفل يتمتع بشخصية سوية تأبه لمشاعر الغير وتُقدر رغباتهم؟

يجيب الدكتور مجدي أنور؛ خبير العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، على هذه التساؤلات في تصريحات خاصة للـ"الجوهرة".

يقول الدكتور مجدي أنور إن أبرز سلوكيات الطفل الأناني تتمثل في اهتمامه المبالغ بممتلكاته الخاصة، مثل الألعاب والملابس وغيرها، ورفضه لمشاركتها مع الآخرين، فضلًا عن تصديه لأي محاوله لرفض طلباته، لافتًا إلى أن هذه التصرفات تظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل.

وحول العوامل التي تحفز نزعة الأنانية لدى الطفل، قال الدكتور مجدي، إن التدليل المبالغ فيه والاستجابة لكافة طلبات الطفل، يجعله يعتاد ذلك الأمر؛ فيحمل -مع الوقت- صفة الأنانية.

وعلى النقيض، أشار الدكتور أنور إلى أن الإهمال الزائد وعدم الاكتراث لحاجات الطفل واهتماماته، قد يدفعه إلى تعويض ذلك بحبه المفرط لذاته، والاهتمام بتلبية رغباته بنفسه دون مساعدة الغير.

وحول كيفية تقويم سلوك الطفل الأناني، أشار خبير العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، إلى أهمية أن تقص الأم لأطفالها قصصًا هادفة تبرز أهمية الكرم والإيثار، فضلًا عن التحدث إلى الطفل حول أهمية مراعاة مشاعر الآخرين والسعي لإسعادهم.

من جهة أخرى، أكد الدكتور أنور على ضرورة مراعاة الأم والأب لتصرفاتهم أمام الأطفال، والتي يجب أن تبتعد تمامًا عن الأنانية وتملك الأشياء، وغيرها من الصفات التي يكتسبها الطفل بطريقة غير مباشرة.

وأوضح الدكتور مجدي أهمية مدح الطفل ومكافئته في حال  قيامه بتصرف إيجابي تجاه الآخرين، فضلًا عن اتباع منهج وسطي في التربية يعتمد على تعزيز ثقة الطفل في ذاته دون تهويل أو تهوين.

ويُحذر الدكتور مجدي من التهاون في تعديل سلوك الطفل الأناني في صغره، نظرًا لأن تلك المشكلة ستتفاقهم مع مرور الوقت، وتتأصل داخل شخصية الطفل لتصبح جزءًا لا يتجزأ منها،ومن ثم استحالة التعامل معها.