الصمت العاطفي.. وكيفية التعامل معه

الصمت العاطفي، هو مصطلح يستخدم لوصف رد الفعل العاطفي المحدود للشخص، أو لبيان موقف ذوي القلوب المتحجرة الذين قد لا يكون لديهم حتى أي مشاعر، ويعد الصمت العاطفي مجرد عرض مزعج يطرأ على أحد أو كلا طرفي العلاقة العاطفية، وبالطبع له أسبابه المختلفة.

 

ويبلغ العجز بالذين يعانون من “التقلص العاطفي” حد الشكوى بتنميل مزعج بدلًا من التعبير عن شعورهم. والاجتهاد في علاج أسبابه مبكرًا يُقلل من شدته أو يحد من توتره، فقط الأمر يحتاج إلى تحديد العلاج المناسب الذي سيختلف بين حالة وأخرى.

تجربة المشاعر جزء من الحياة

المتفق عليه أن تجربة المشاعر مهما كانت المرحلة السنية هي جزء طبيعي من الحياة. وكل شخص لديه تجربة مختلفة من العواطف يشعر بقوتها بعض الناس أكثر من غيرهم تبعًا لرهافة إحساسهم.

بينما قد يواجه آخرون صعوبة في تقّبل أي مجموعة كاملة من المشاعر المتوافقة  أو المتناقضة، الإيجابية والسلبية. وهذه الصعوبة هي بمثابة صراخ عاطفي مكتوم وصيحة مبحوحة تخفي ألم العجز، وذلك على حسب طبيعة السبب.

ثم تحدث التهدئة العاطفية التي قد تدوم بضع دقائق أو عدة أيام. وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الشخص يعاني من حرج “التقلص العاطفي“. ومن ما يسببه وعليه سيتم تحديد كيفية علاجه، ويمكن أن يشمل ذلك الوصفات الطبية النفسية وبعض معالجات اضطرابات الصحة العقلية.

التخفيف العاطفي

المقصود تخدير أثر التجارب العاطفية وانعكاسات فشلها وسوء نتائجها ، فالتأثير الخافت الذي يرافق الصمت العاطفي شائع بشكل خاص بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب. الذين يظهرون عواطفهم بطريقة محدودة جدا يصفها المختصون “تأثير ثابت”.

ويترافق الصمت العاطفي مع عدة أعراض منها عدم القدرة على الشعور بالسعادة والحزن، والمعاناة من الأرق الدائم. الشعور بالانفصال عن العقل أو الجسد، صعوبة توضيح الكلام  وفقدان الحافز، واللامبالاة تجاه الأنشطة والمهام الحيوية. وصعوبة الشعور بالحب أو المودة تجاه النفس أو نحو الآخرين، صعوبة في التركيز، النسيان، الإكراه والانخراط في السلوك المتهور أو إيذاء النفس.

تشخيص الصمت العاطفي

لا يعتبر الصمت العاطفي حالة صحية عقلية بقدر ما يعتبر أحد أعراض سبب جسدي أو عقلي كامن ينتج عنه “صداع عاطفي”. يتطلب إجراء فحص ورعاية صحية نفسية ومراجعة لتاريخ صحة الشخص العقلية لفهم ظروفه بشكل أفضل.

علاج الصمت العاطفي

هناك جانبان لعلاج الصمت العاطفي، يشمل أحدهما العمل مع أخصائي الصحة العقلية. والآخر هو ما يمكن القيام به لمساعدة  الشخص في إدارته. وتتضمن بعض الخيارات منها:

  • العلاج النفسي بالكلام لاستهداف “التباطؤ العاطفي” مثل اضطراب الشخصية، واضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب.
  • تخفيف جرعة الدواء أو تعديله بالنسبة للأشخاص الذين يبدو أن صمتهم العاطفي هو أثر جانبي ناتج عن أدوية نفسية أو أدوية أخرى موصفة.
  • متابعة العلاج من قبل أخصائي رعاية صحية عقلية مرخص.

هناك الكثير الذي يمكن للشخص القيام به بنفسه للمساعدة في التخلص من ” التخميد العاطفي” أي عند الشعور بالخدر أو الفراغ بتحفيز إحدى حواس الأمان كاحتضان حيوان أليف. أو دمية محشوة، أو أخذ حمام دافئ أو القبض على قطعة من الثلج، أو تناول طعام حار أو ذي نكهة قوية.

ومحاولة العودة إلى الأنشطة التي كان يمارسها واستمتع بها من قبل حتى وإن لم يشعر بنفس القدر من السعادة. فلا يزال بإمكانه تعزيز الحالة المزاجية وفتح “نطاقه العاطفي“. والمقصود دعم قدرته على فهم مشاعره الخاصة والتحكم بها وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم. وتوظيف هذه المشاعر لإدارة العلاقات، وهو ما يعد من قبيل الوعي الذاتي بالعواطف أو الذكاء العاطفي.

الرابط المختصر :