الدبلوماسية ​​​​​​​نوف بنت عبدالعزيز المعيذر تكتب: المرأة السعودية وثقة حكومتنا الرشيدة

تشهد المملكة طفرة غير مسبوقة في تمكين المرأة على كافة الأصعدة؛ حيث تعيش عصرها الذهبي بتوليها مناصب في مواقع صنع القرار، بالإضافة إلى مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية والأكاديمية.

وبالحديث عن الحياة السياسية، فمن الملاحظ الازدياد الكبير في أعداد الدبلوماسيات السعوديات؛ إذ بدأت المسيرة بعدد لا يتجاوز خمسة موظفات دبلوماسيات ليزداد في فترة قصيرة ليقارب 200 موظفة في وزارة الخارجية، هو انعكاس لدرجة التعليم والتأهيل المقدمة للمرأة في المملكة والتي جعلتها مهيأة لدخول هذا المجال الحساس.

يأتِ دخول المرأة السعودية في المجال الدبلوماسي وتبوءها مراتب عليا ترجمة لثقة حكومتنا الرشيدة بتفوقها العلمي والعملي، وأن المرأة السعودية قادرة على تحمل كافة مسؤولياتها في الداخل والخارج وقادرة على خدمة الوطن والمواطن بحسب المهمة الموكلة لها ما بين عمل سياسي وقنصلي وكلاهما محل عناية ورعاية الحكومة.

ويأتي ذلك متسقًا مع أهداف رؤية المملكة 2030م لتعزيز دور المرأة؛ تمهيدًا لتمكينها ومشاركتها في المناصب الحكومية؛ حيث أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- في أكثر من مرة على اهتمامه بالمرأة، معتبرًا ذلك حقاً أصيلاً ومكفولاً لها وله أسانيد شرعية وشواهد تاريخية لم تفرق بين المرأة والرجل.

كانت ثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين بتعيين سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان أول سفيرة لبلادها، وتعيين عدد من الدبلوماسيات السعوديات كمندوبات في المنظمات الدولية والإقليمية ومسؤولات في ممثليات المملكة؛ تكريمًا للمرأة السعودية، وثقة تامة بقدرتها على تمثيل المملكة أمام العالم والقيام بأعمال دبلوماسية تنظم علاقة المملكة، وهي لاشك دولة مؤثرة في العالم، مما يجعل المهمة شاقة جدًا وتمر بالعديد من التحديات، إلا أن الدبلوماسية السعودية كانت بقدر ثقة قيادتها، ولم تتوان في تسخير إمكاناتها وجهودها للبروز بالمملكة في مكانها المتصدر والمتقدم.

وتضع وزارة الخارجية بالتعاون مع معهد الأمير سعود الفيصل خطط دقيقة ثرية بالمحتوى الذي يتطلبه كل دبلوماسي عالي التأهيل، بدءًا من التحاقه بوزارة الخارجية عبر سنة تأهيلية مكثفة المواد، وحتى مباشرته العمل عبر تركيزها على دورات داخلية وخارجية تطور من مهاراته اللغوية من ناحية ومن نواحي أخرى تنمية المهارات المفترضة والمتطلبة في كل دبلوماسي، من خلال إشراكه مراقبًا قبل تكليفه بالمهمة.

وقد أسفرت هذه الجهود عن دبلوماسيات سعوديات بهمة وطموح عالي بدأن مسيرتهن وتدرجن حتى مرتبة مستشار، وهي مرتبة عالية في سلم لائحة الوظائف الدبلوماسية، وفي طريقهن إلى مرتبة سفير وهي المرتبة الأعلى في السلك الدبلوماسي، والتي سبقتهن إليها سمو الأميرة ريما منذ توليها سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بموجب الأمر الملكي رقم(أ/229) وتاريخ 18/6/1440هـ.

ويزخر حساب وزارة الخارجية في منصات التواصل الاجتماعي بما هو قابل للنشر من مشاركات الدبلوماسيات السعوديات في الاجتماعات رفيعة المستوى أو في المحافل الدولية، والمستقبل يشي بسعته واتساعه لعدد كبير من السفيرات التي يفتخر ويفاخر بهن ويحظين بالثقة والتأييد الكريمين من قبل القيادة الرشيدة.

 نوف بنت عبدالعزيز المعيذر/ دبلوماسية سعودية

 

اقرأ أيضا... في اليوم الوطني الـ 90 للمملكة.. عبير جليح: لا شيء أجمل من وطن يهديك الحب والأمان