أول عازفة بيانو سعودية : قرارات التمكين أنصفتنا.. وطموحي الوصول إلى العالمية

عائلتي أكبر داعم لي.. وأحلم بإنشاء عهد لتعليم الموسيقى بالمملكة

بدأت تَعلم عزف البيانو منذ الطفولة، وبرعت فيه إلى درجة كبيرة، وأصبحت أول عازفة بيانو سعودية، ومثلت بلادها في عدت محافل دولية.. إنها السعودية إيمان قستي.

تعلقت إيمان بالموسيقى منذ الصغر، وساعدها القدر على تنمية موهبتها من خلال دعم أسرتها لها، وتشجيع عدد من الشخصيات الشهيرة بالمملكة لها. "تشجيع والدتي دفعني للتميز في عزف البيانو، وسعيدة للغاية بتمثيل المملكة في الخارج، كأول عازفة بيانو سعودية، تُشارك بمهرجانات وحفلات عالمية، كما أسعى إلى تأسيس أكاديمية لتعليم العزف على البيانو للفتيات"، بتلك الكلمات بدأت الفنانة إيمان قستي؛ أول عازفة بيانو في السعودية حوارها مع "الجوهرة".. وإلى نص الحوار: -

متى تعلمتِ العزف على البيانو؟ بدأت تعلم العزف عندما كنت في عمر الـ ٦سنوات؛ ويعود الفضل في ذلك إلى والدتي التي تعشق الفنون وخاصة فن الموسيقى، وكانت هي أول من شجعني على تعلم الموسيقى، وهي من وجهتني للبدء بالتعلم الذاتي للعزف على البيانو، ويعود لها الفضل الكبير فيما وصلت إليه الآن، وكوني أصبحت أول عازفة بيانو في المملكة.

‎أنتِ أول سعودية تعزف البيانو في حفلات موسيقية، كيف ترين ذلك؟ يسعدني كثيرًا هذا اللقب، وكان حالمًا طالما راودني، وكنت دائمًا ما أسعى لرفع اسم المملكة في المحافل الدولية، وأن أترك أثرًا طيبًا في عالم الموسيقى، ويشرفني كثيرًا أن هناك العديد ممن ساهموا في إبراز موهبتي ودعمي في فن الموسيقى، منهم الهيئة العامة للثقافة ووزارتا الثقافة والإعلام، وأيضًا الكثير من المشاهير بالمملكة، الذين لم يضنوا عليّ بكل دعمٍ وتوجيه ونصيحة.

‎ هل تجيدين العزف على آلات موسيقية أخرى؟ أسعى لتعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية، من بينها آلة الجيتار، التي أجيد العزف عليها إلى درجة كبيرة، وإن كان حبي الأول وشغفي هو آلة البيانو التي اشتهرت بكوني أول عازفة لها في المملكة، وأسعى لتعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية، كما أجيد العزف على آلة الأورج. ‎كيف ترين قرارات تمكين النساء بالمملكة؟ ‎سعيدة جدًا أن أرى تعزيز مكانة المرأة السعودية داخل مجتمعها يومًا بعد يوم، ‎وأصبحت هناك أهمية كبيرة لدعم مواهب جميع الفتيات في العديد من المجالات، ولي الشرف أن أكون واحدة من الأسماء في مجال الموسيقى بالمملكة، وأعتبر تمكين المرأة بشكل عام خطوة ونقلة للمرأة السعودية، وبإذن الله هناك دعم لقرارات أخرى بالنسبة للمرأة في أن تسهّل الكثير في أمور حياتها. ومن خلال مجلة الجوهرة أقدّم خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ـــ حفظهما الله ـــــ. ‎ماذا عن قرار السماح للسيدات بقيادة السيارات؟ ‎أعتقد أنه قرار تاريخي ولن تنساه أي امرأة سعودية، أخيرًا أصبحت حقوق المرأة غير محدودة، والآن أصبحت المرأة السعودية ذات المكانة العالية في المملكة والمستوفاة كامل حقوقها.

ماذا عن حفلاتك العالمية؟ شاركت في العديد من الحفلات حول العالم، ومثلت المملكة بعدة مهرجانات ومحافل دولية، ويقدر عدد الحفلات التي شاركت بها حتى الآن بـ 54 حفلًا، وأسعى لزيادة هذا العدد من خلال مشاركتي في العديد من الحفلات حول العالم، سعيًا لرفع اسم المملكة خفاقًا، والتشرف بتمثيلها في جميع أنحاء العالم. ‎بم تنصحين السعوديات الراغبات في تعلم الموسيقى؟ ‎هناك العديد من الفتيات السعوديات الموهوبات في الموسيقى وسيكون لهم دور كبير في الانفتاح الموسيقي في المملكة العربية السعودية، وأنا أدعم وأشجع جميع الفتيات، لينطلقن في مجال الموسيقى في مملكتنا وأقول لهن إنهن باستطاعتهن تعلم الموسيقى، فهن موهوبات. وستكون هناك معاهد موسيقية ومستقبل معهدي الخاص، ‎فجميعنا نستطيع تحقيق أحلامنا وأهدافنا، إذا ما آمنا بها وسعينا لتحقيقها على أرض الواقع عن طريق التدريب والتعلم، فبداية أي نجاح في العالم كان حلمًا. ‎ماذا عن تكريماتك وتمثيلك للمملكة في محافل غير فنية؟ سبق لي أن شاركت ضمن وفد المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، ويسعدني أن أخدم بلدي في أي محفل، وأن أكون أحد تروس دعم اقتصاد المملكة، وتعزيز الفن والثقافة.

‎كيف ساهمت جمعية الثقافة والفنون بالرياض في صقل موهبتك؟ ‎بعد مشاركتي في العديد من الحفلات قابلت أستاذ الموسيقى في جميعة الثقافة والفنون سمير مبروك، وهو أول من دعمني في تعلم النوتات الموسيقية، لاستكمال رحلتي مع فن الموسيقى، بالتحديد البيانو، ‎بشكل أكاديمي في المعهد، وعبر صفحات "الجوهرة" أود أن أعرب عن خالص امتناني وشكر له بشكل خاص، ولكل من دعمني وساندني. ‎من مثلك الأعلى في عالم الموسيقى؟ عالم الموسيقى عالم مُبهر وساحر ومتجدد، وهناك الكثير من المؤلفين والملحنين الكلاسيكيين تعلمت منهم وتأثرت بهم في بداياتهم ومسيرتهم الموسيقية. لكن مثلي الأعلى في العزف على البيانو، هو: بيتهوفن، كما أنني معجبة جدًا بالفنان العالمي عازف البيانو المصري عمر خيرت، وتعلمت الكثير من مقطوعاته الموسيقية الرائعة. ‎كيف يسهم الفن والموسيقى في دعم رؤية المملكة 2030؟ نحن نعتبر أنفسنا محظوظون لأننا نعيش هذه المرحلة المهمة من تاريخ الموسيقى والفنون بالمملكة العربية السعودية، وهيئة الترفيه ستوفر الكثير من الفرص لجميع الشباب الموهوب، وإن شاء الله أكون ضمن الشابات الاتي يساعدن على رفع سمعة المملكة العربية السعودية، وأن نترك أثرًا ونصنع تاريخًا في تأسيس جيل في تعليم الفن الموسيقي بالسعودية لرؤية ٢٠٣٠، وأنا على استعداد لتقديم كل أوجه الدعم لمن تريد تعلم الموسيقى من الشابات السعوديات. ‎هل فكرتِ في افتتاح مركز لتدريب السعوديات على عزف البيانو؟ نعم، ومن إحدى أمنياتي المستقبلية أن أملك معهدي الخاص لتعليم تاريخ وفن الموسيقى بالسعودية، وأن أنشر فن العزف على البيانو في المملكة، بين الراغبات في تعلمه، فهو فن راقٍ يستحق أكبر قدر من الاهتمام. بما تنصحين السعوديات المقبلات على تعلم الموسيقى؟ أنصح المهتمات بتعلم الموسيقى بأن يؤمنّ بما يملكن من مواهب، ويعملن على تنميتها وصقلها، وصولًا للاحترافية، فالموسيقى فن يحتاج إلى الصبر وحب التعلم، وعليهن أيضًا أن يسعين بكل ما أوتين من قوة لتحقيق أحلامهن، وتعلم العزف على أكثر من آلة وليس البيانو فقط. ‎هل أثر احترافكِ للموسيقى على عائلتك؟ عائلتي هم أول الداعمين لي في مجال الموسيقى منذ الصغر، وينسب الفضل لهم في أي نجاح أصل إليه، فهم دائمًا يقومون بتحفيزي وتشجيعي، ودخولي في مجال الموسيقى في السعودية أثر فيهم بشكل إيجابي، وأنا أعتبر نفسي محظوظة كوني نشأت في عائلة تُقدّر الفن وتحترمه، وتسعى إلى دعمي ومساندتي. ما هي طموحاتك المستقبلية في عالم الموسيقى؟ أسعى للوصول للعالمية، وأن أصبح رمزًا للموسيقى العربية دوليًا، وأن يتردد اسمي مقرونًا باسم المملكة في كل المحافل الدولية، وأمثل بلادي في مهرجانات الفنون والموسيقى حول العالم.